- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
مشروع داري.. بين الحقيقة وتسويق الوهم - الجزء الثاني
بقلم: بركات علي حمودي
لإظهار الحقيقة في مشروع داري و رداً على ما ورد من تصريحات (تويترية) لاحد المسؤولين الذي يباشر مهام عمله الوزاري من تويتر والذي اتهم فيه مشروع داري بأنه وهمي و ورقي واتهم القائمين عليه بـ"الفيسبوكچية"، فأننا نستمر بكتابة ونشر ما نستطيع من قول الحقيقة وبالدليل ان امتلكناه، واليوم امتلكنا دليل جديد بالأرقام الرسمية عن مصادقات الاستملاك وبالأسماء والعناوين، وربما هي موجودة في وزارة الإسكان، التي قد لا يعلم بها السيد الوزير بما انه اتهم سابقيه بما اتهم من انهم ورقيين لا اكثر !
اليوم نحن في زمن أصبحت الحقيقة فيه رهينة (الصوت العالي) وليس رهينة من يعمل بصمت وبمهنية بعيداً عن الضجيج الإعلامي و "السوشال ميديا" وجمع "اللايكات والتعليقات والريتويتات" !
اتهم البعض هذا المشروع بأنه غير حقيقي وغير موجود الا في مخيلة القائمين عليه في الحكومة السابقة (حكومة الكاظمي)، والامر بطبيعة الحال هو فعلاً كان في مخيلة القائمين عليه في الحكومة السابقة، والمخيلة هنا لا تعني هي أفكار حبيسة دماغ المسؤول او المناط به القيام بهذا المشروع المهم الذي سيحل جزء كبير من ازمة السكن عند الفقراء، من اتهم هذا المشروع بأنهُ ورقي، هو مدحه دون ان يشعر بمدحه، فالورق يعني وجود عمل، وليس مشروع يقال في الاعلام و "السوشال ميديا" بانتظار تعليق جميل من المتابعين مدحاً بالمسؤول !
وبكل الأحوال عندما يكون اي مشروع ورقياً فنحن اذاً بمرحلة التصميم، والتصميم ليس امراً هيناً في هندسة المشاريع، فالمهندسة العالمية زها حديد كانت تملك شركات للتصميم، والتصميم هو دراسة وعلم بحد ذاته، فكيف يستهزئ به (مسؤول مهندس) بالقول ان المشروع ورقي ؟!!
ان ما يحدث من تسفيه لأي مشروع قامت به الحكومة السابقة، ما هو الا طريقة لإعادة تسويق المشروع ليكون منجزاً يُحسب لهذه الحكومة الحالية، و لنا امثلة كثيرة لا حصر لها:
تم تسفيه الملف الاقتصادي للحكومة السابقة بقضية رفع الدولار و تعهدوا بتخفيضه، فما كان منهم الان الا رفع السعر اكثر بسبب تخبطهم و ليس بسيطرتهم عليه كما في حكومة الكاظمي.
تم تسفيه مشروع الربط الكهربائي مع الأردن والسعودية وتعهدوا بإلغائه، فما كان منهم الا تعهدهم الان باكماله، لا بل ذهبوا ابعد من ذلك واطلقوا الوعود والعهود على نقله نوعية في قطاع الطاقة الكهربائية خلال الصيف المقبل، متأكدين من أهمية هذا الربط لتحقيق هذا الوعد !
تم تسفيه العلاقات مع دول الخليج العربي واعتبروه رضوخاً للدول المصدرة للإرهاب، فما كان منهم الا (استجداء) العلاقة مع المحيط العربي والخليجي والتعهد لهم بما مضى عليه الكاظمي !
واليوم يسفهون مشروع داري، و ربما هذا التسفيه، ما هو الا لغاية إعادة تصدير المشروع لكن بعد تبديل الاسم والشكل، ليكون منجزاً يروَّج للناس على انه "انجاز الحكومة الحالية" دون منازع من الالف الى الياء، ليكون بذلك رصيداً انتخابياً جيداً بعد حين !
فطبقتنا السياسية يا سادة ليست فقط (حديثة نعمة) بل حديثة سياسة، لا تعمل بمبدأ ان اي حكومة تكمل عمل الحكومة التي تسبقها، مهما كانت خلفيتها السياسية، بل بمبدأ نبذ عمل الحكومة السابقة ما دامت هي ليست من حزبي، وسلب اي منجز لمن سبقني ما دام هو في المهد او في طور التصميم الورقي والميداني ولا يوجد شيء واضح للعيان، (هذا ان كانت لديهم رغبة لإكمال هذا المشروع)، او إكماله بطريقة (توزيع سندات ذلك النائب الذي وزع سندات على بيوت التجاوز وقال لهم في مقطع فيديو مشهور، ننتظركم يوم الانتخابات لتردوا "للحاج" ما وهبكم من سندات)!
في الختام.. بناءاً على كل السلوك الحاصل واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في قلب الحقائق الى كذب هناك ما هو اهم والذي تعتاش عليه فئة سياسية الا وهي التعويل على الذاكرة السمكية للفرد واستغفال العقل الجمعي للشعب.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- مراقبة المكالمات في الأجهزة النقالة بين حماية الأمن الشخصي والضرورة الإجرائية - الجزء الأول