- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شيعة العالم والسيستاني .. بيت السيستاني
بقلم: غالب حسن الشابندر
بيت السيستاني
كنت اسمع من خلال جلساتي ولقاءاتي مع بعض طلبة العلوم الدينية، الحوزة العلمية … كنت اسمع ان (الطالب الفلاني) يستلم راتبه من (بيت فلان)، و (فلان) طالب علم، و (بيت فلان) بيت مرجع تقليد !
ولم يكن يعجبني هذا التعبير بل وكتبت ضده وربما بلغة فيها شيء من العنف، فهذه الاموال هي اموال المهدي المنتظر حسب عقيدة الشيعة الامامية، ومن موارد صرفها تعهد طلاب العلوم الدينية بالرعاية والتمكين.
هذه النزعة (البيتوتية) كثيرا ما نجدها لدى مرجعيات دينية شيعية كبيرة، ولعل من علائم هذه النزعة تسجيل مشاريع كبيرة باسمائهم كأن تكون مكتبات او مياتم او مدارس دينية او مستشفيات او جمعيات خيرية وما هو على هدا الوزان.
هذه الظاهرة نأت عنها (السيستانية)، ولم تورط عنوانها العائلي بها، بل العكس هو الصحيح، فان مشاريع ضخمة ولعل منها مؤسسة العين كانت من انتاج حقوق الله بتخطيط واشراف السيد علي السيستاني ولكن من دون ادنى اشارة الى الاسم او اللقب، لا من قريب ولا من بعيد.
حقا مما يلفت النظر هنا ومما ينسجم مع هذا الاتجاه الجميل ان يكتفي احد ابناء المرجع الكبير من اي زخرفة تهويلية ما ورائية مثل (اية الله، العلًامة، جامع المعقول والمنقول) حيث نجد اسمه مجردا من كل هذه الكليشهات. على كتبه ومؤلفاته، ومنها انتاجات تصب في صميم العلوم الدينية وذات عمق متميز باعتراف اهل الخبرة. ولعلنا نتذكر جميعا كيف ان (البيت) رفض رفضا قاطعا ترسيم صورة السيد السيستاني على شاشة تلفزيون العراقية في حربنا ضد داعش حيث كانت الفتوى هي الرقم الصعب في كل العملية، والاكثر من ذلك ان ينص الطلب باستبدال صورة المرجع بخارطة العراق !
وهل وصية السيد السيستاني التي نصت على تجنب (التوريث المرجعي) الا تأسيس متين يحول دون التفكير بمثل هذا المشروع المخيف؟
لا ننسى ان هذا الموقف جاء في ظروف قد تساعد على مثل هذا التفكير.
زهد يشهد به الواقع الحي…
زهد بالمال والابهة والالقاب والملبس …
وزهد حتى بالمستقبل …
ويبدو انه طبع وفكر.
وفيما يرفض احد الانجال من الجلوس في مقدمة الطائرة التي تقله وعامة الناس الى طهران ويصر على مقعده المخصص له والذي كان في مؤخرة الطائرة انما من الشواهد الحية على ذلك.
اتكلم في حدود علمي داخل العراق .. العراق حبيب السيستاني.
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً