- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
شيعة العالم والسيستاني .. هل وفينا حقه ؟
بقلم: غالب حسن الشابندر
السيستاني والعراق
ليس امرا مستغربا ان يهدي احد الكتاب (الايزديين) كتابه الى السيد علي السيستاني واصفا اياه بالابوة والانسانية والحنان والطيبة، فقد كان له الفضل الكبير في الوقوف ضد العمليات الداعشية البشعة على طريق استئصال هذه الطائفة العراقية المسالمة عن بكرة ابيها.
ولم يكن موقفه هذا بالجديد، فقد ناهض بفتاويه وخطاباته وكلماته كل محاولة استئصال لاي مكون عراقي مهما كان دينه وقوميته ومذهبه، وهل هي صدفة ان يستقبل في بيته المتواضع السني والشيعي والمسيحي والايزيدي والمندائي؟
بل ويلتقي الاسلامي والماركسي والقومي ؟
وطالما يبدأ حديثه مع كل هؤلاء؛ بمختلف اديانهم وطوائفهم وميولهم بأنه (لكل العراقيين)، من دون استثناء.
لا اريد القول ان هذا الموقف لم نجده عند مراجع الشيعة الكبار، فهذا على سبيل المثال آية الله الفياض حفظه الله ورعاه بيته مفتوح للجميع، ولكن كظاهرة بارزة بشكل حاد وجلي وصريح ومعلن ومسجًل وطنيا واقليميا وعالميا انما برسم مرجع دين عراقي شيعي باسم (سيد علي السيستاني).
لقد فاق بهذه الظاهرة كل مراجع الدين المعاصرين له والسابقين عليه في حدود تاريخنا نحن المعاصرين. وفي لقاء له مع احد انجال السيد محسن الحكيم رحمه كان اول ما نطق بما معناه ان: (النجف خط احمر) وليس ذلك برسم التحديد الحرفي بل لان النجف رائعة العراق الروحية والفكرية، ولانها بصمة عروبة العراق وتاريخه المتميز.
وفتواه التاريخية الشهيره كانت بعنوان الدفاع عن الوطن وليس بعنوان الدفاع عن دين او مذهب او عقيدة، انها فتوى زمنية وليس عقدية حتى ولو كانت العقيدة هي الدافع في التحليل الاخير.
وتتصاعد الروحية العراقية في ضمير السيد علي السيستاني عندما يطالب علنا باستقلال القرار السياسي العراقي وتجذير مفهوم المواطنة بصرف النظر عن التفاصيل
حقا كان ومازال علي السيستاني هو العراقي (الاول).
ولا اشك مطلقا ان العراق بالنسبة للسيد علي السيستاني ليس جغرافية وانما تراث وتاريخ ومصير، وهذا التصور بديهي باعتبار ان العراق موطن الائمة عليهم السلام، وتراث علمهم، ومنطلق المستقبل البشري السعيد حسب المعتقد الشيعي، ولهذا يجاهد بكل ما يملك من قوة على استقلال العراق وحمايته من التجزئة والتفكك بل ومن الفقر والخوف والارهاب.
بعد كل هذا اعتقد من حقنا ان نسأل:
وهل وفينا حقه ؟
أقرأ ايضاً
- الرزق الحلال... آثاره بركاته خيراته
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- القرآن وأوعية القلوب.. الشباب أنموذجاً