اسس مستشفى الرشاد للامراض النفسية قبل (72) عاما وهو الوحيد في العراق ويعتبر اكبر مصحة نفسية في الشرق الاوسط يعالج المرضى باساليب علمية ويمنح شهادتي البورد العراقي والعربي في الطب النفسي، نزلائه مضى عليهم عقود من الزمن فيه تحت رعاية اطبائه ومعالجيه، الذين يقدمون مختلف انواع الخدمات لاشخاص تركتهم عائلاتهم حتى وصل الامر الى التكفل بدفنهم.

مستشفى عريق

واكد مدير مستشفى الرشاد التدريبي الدكتور علي رشيد  الركابي في حديث لوكالة نون الخبرية ان " مستشفى الرشاد تأسست سنة 1950 اي ومساحته الكلية (98) دونم وكان عبارة عن اربع مجمعات وهي الكندي والرازي وابن الهيثم للرجال وزينب للنساء، وتطور العمل على مر السنين حتى وصل الغطاء السريري حاليا الى (1200) مريض ولكن الرقم الحقيقي للدخول وصل الى (1425) مريض من مختلف محافظات العراق وهي المستشفى الوحيدة في العراق التي تضم المرضى النفسيين العقليين ممن امراضهم مزمنة واكبر مصحة نفسية في الشرق الاوسط وعريقة جدا، ولدينا الآن (26) ردهة ثلثيها للرجال وثلث للنساء، وفضلا عن ذلك تستقبل عياداتها الاستشارية بين (100 ـ 140) مريض خارجي يوميا والفحص والعلاج مجاني، وفيها ردهات نفسية عامة وقسم الطب النفسي العدلي وفيه اربع ردهات وسعته السريرية (200) مريض وهو مختص باحالة المرضى النفسيين ممن ارتكبوا جرائم وحكموا عليها او ممن يدعون انهم مرضى نفسيين وجميع محاكم العراق تحيلهم الى اللجان العدلية الموجودة مستشفى الرشاد، ويمكن لللجان النفسية الاربعة المكونة من اللجنة الاولية والاستئنافية والتقييم والاخراج ويديرها اطباء نفسيين مختصين ان تتحقق من ان المحال من المحاكم مريض نفسيا ام مدعي للمرض".

وتابع ان " المستشفى علاجي وتدريبي لطلبة كليات الطب النفسي والسفرات العلمية وعندنا اهم مركز تدريبي لتخريج اطباء اختصاص للطب النفسي يمنح شهادات في البوردين العراقي والعربي ومن لا يعمل في مستشفى الرشاد لا يتمكن من ان يصبح طبيبا نفسيا لان في هذا المستشفى كل الحالات المرضية، وغالبية اطباء الامراض النفسية العراقيين كلهم تدربوا وتخرجوا من هذا المستشفى".

اساليب علاج حديثة

واضاف الركابي ان " في المستشفى قسم التأهيل النفسي وهو علاج نفسي مكمل للعلاج الدوائي ويستقبل المرضى من الردهات ممن يصلون الى مرحلة من التطور بالتصرفات والهدوء والنظافة وغير عدواني ويكون اما عن طريق الرياضة او القراءة او الرسم او المسرح او الموسيقى ومحاضرات جماعية ويمارس المريض هواياته وفق برنامج يومي معد لهذا الغرض،"، لافتا الى ان "اطعام المرضى حقق قفزات من الناحيتين الكمية والنوعية حيث كان سابقا يوضع امامهم اناء ويأكلون بشكل جماعي وكانت تحصل مشاكل بينهم اما الآن فنقدم لكل منهم وجبته الخاصة وبشكل مغطى بالسليفون ونقدم لهم اللحوم مرتين في الاسبوع ونقدم لهم كص الدجاج وجلفراي والكبة ويعد الطعام في مطبخ مركزي، ونجهزهم بكسوتين صيفية وشتوية مع ملابس داخلية ونلبي كل احتياجاتهم ، والمشكلة المهمة عندنا هو اكتظاظ عدد المرضى في الردهات ما دفعنا الى توفير مساحات خضراء وحدائق كثيرة وبجهود ذاتية بعد ان كانت مهملة وتمتلئ بالنفايات والقصب، وقمنا بتأهيل بحيرة اسماك لتوفير اجواء جملية مع الحدائق ونستخدمها في البرامج التأهيلية، وكذلك لدينا ملاعب لكرة القدم وكرة السلة ووفرنا لهم دراجات هوائية ونظمنا لهم سباق دراجات، ووفرنا لهم سينما (3D) ومسرح وجعلناهم من ضمن علاج الميلودراما يشاركون بالتمثيل في مسرحيات ليعبروا عن مواهبهم وانفعالاتهم وافكارهم، ويساعدنا شخص مؤلف مسرحيات ومعه معالج  وباشراف الدكتور نعمة الياسين وهو طبيب اختصاص من امهر الاطباء في هذا الميدان ".

في حال الوفاة

واوضح الركابي ان " المستشفى وفر لهم قاعة (جم) رياضية بكامل معداتها وباشراف مدرب رياضي حيث يمارس العديد من المرضى هواياتهم الرياضية فيها، كما اوجدنا مشغل فسح الفرصة امام النساء والرجال لانجاز لوحات رسم فنية او مشغولات يدوية بالخرز واعمال فنية اخرى، وهي اساليب عالجت الكثير من المرضى، لان كل المرضى بمجرد ايداعهم في المستشفى يتركهم اهلهم ولا يتصلوا بهم نهائيا وعندنا مرضى مر عليهم بحدود (35) سنة في المستشفى وفي حال وفاة المريض يرفض الاهل استلام جثته ودفنه بل يغلقون هواتفهم فنقوم بدفن المسلمين في مقبرتي وادي السلام في النجف الاشرف ومحمد السكران في بغداد والمسيحيين نتصل باحد القساوسة فيأتي لاستلامه ودفنه ويدعمنا في هذا الامر اشخاص ميسورين وتوثق حالات الوفاة والدفن بشكل دقيق بل حتى المرضى مجهولي الهوية كنا نعاني من امرهم لاننا لا نعرف شيء عنهم لذلك اقترحت على المسؤولين ان تاخذ بصمات الاصابع والوجه والعين والخارطة الجينية وتنظيم بطاقة موحدة له يكون فيها رقم فقط خاص به وننتظر الموافقة عليها كونها تحتاج الى موافقات من جهات عدة ويشرع لها قانون".

قاسم الحلفي ــ بغداد