- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
أين برنامج الحكومة الأولمبي؟!
بقلم: سعد المشعل
منذ زمن والشارع الرياضي العراقي يحلم بالوسام الأولمبي الذي يفتخر به، وليبقى رصيداً تاريخيّاً كبيراً في الرياضة العراقية، وعلى الرغم من المبالغ المُخصّصة للاتحادات الرياضيّة غير أنها غير كافية لوضع برنامج كبير ومُمنهج لصناعة البطل الأولمبي، لذلك عجزت عن تحقيق الوسام الأولمبي الثاني في تاريخ الرياضة العراقية بعد الوسام اليتيم الذي حقّقه الربّاع عبدالواحد عزيز خلال دورة روما الأولمبية عام 1960.
أين برنامج الحكومة في القطاع الأولمبي، لماذا لا تعدّهُ بالاتفاق مع وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وتخصّص البُنى التحتيّة الكافية، وتوفّر الأموال التي تغطّي تكاليف التدريب والدورات والمعسكرات الخارجيّة بإشراف رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية الكابتن رعد حمودي ووزير الشباب والرياضة وممثل عن الحكومة للمُساندة الماليّة بعيداً عن التخصيصات السنويّة التي تستلمها الاتحادات الرياضيّة العراقيّة؟
ألا تستحقّ رياضتنا كلّ هذا الاهتمام؟ نتمنّى أن يكون هنالك تنسيق بهذا الجانب المهمّ في رياضتنا ولقاء (حكومي - وزاري – أولمبي) لتحديد الأهداف الحقيقيّة لإنجاح مشروع صناعة البطل الأولمبي.
طُرِحَتْ إسئلة كثيرة خلال السنين المارّة على مسؤولي الاتحادات قُبيل بدء البطولات والدورات الأولمبيّة التي أقيمتْ ما بعد عام 1960 وفي مختلف الدول العربيّة والآسيويّة والأجنبيّة مُلخّصها: هل هنالك أمل لتحقيق إنجاز عراقيّ جديد؟ وهل وضعت اتحاداتنا الرياضيّة الفرديّة والجماعيّة مناهجَ خاصّة لها؟
كثيرون طالبوا بتعزيز أمرين هامّين هما الدعم المادّي الكبير للمعسكرات التدريبيّة المُناسبة للحدث الذي تتوفّر فيه بيئة البطولة والدعم المعنوي، ووضع منهاج متكامل مُعدّ ومُخطط بشكل رائع وعلى مستوى عالٍ من العِلم التدريبي والتخطيط والعقليّة والفكر والتركيز ضمن أولويّاتنا لأنها من أهم أسباب النجاح! نعلم أن تحقيق ذلك صعب جداً، لكن الحصول عليه ليس مستحيلاً.
لنأخذ عبرة من اللجان الأولمبية العربية التي أصرّت على تحقيق هذا الوصف العالمي بالرغم من تحقيق العرب في أولمبياد طوكيو 2020 حصيلة تاريخيّة من الميداليّات بدورات الألعاب الأولمبيّة فإنهم ما زالوا بعيدين جداً عن المستويات العالميّة حيث حقق الأبطال العرب في أولمبياد طوكيو 18 ميدالية (5 ذهبيّات و5 فضيّات و8 برونزيّات) وهو رقم قياسي مُقارنة بأفضل حصيلة ميداليّات عربية سابقة!
وأتذكّر هنا خلال مرافقتي الوفود الرياضيّة ولقاءاتي مع مدرائِها ومع عديد رؤساء الاتحادات المنضوية للجنة الأولمبية الوطنية منهم صالح محمد كاظم وسمير الموسوي و د.عادل فاضل وكاظم خزعل وعبدالكريم الزعيم وغيرهم أكدوا لي إذا توفّرت الأموال والموهبة والعزيمة القوية ومدربين أكفّاء إضافة إلى أمور مساعدة بشكل كبير على تحفيز البطل لتحقيق الفوز وانتزاع الميدالية فإن الرياضة العراقية ستحقق طموحاتها المؤجلة من عقود طويلة، مؤكّدين أن ولادة أبطال من أبناء الرافدين مشروع لم يتمّ التركيز عليه لقلّة الدعم الحكومي وعدم الأهتمام به لاسيما التركيز على الألعاب الجماعية وإهمال الألعاب الفرديّة.
الشخصيات الإعلامية والخبراء الرياضيين أكدوا على أن المراحل القادمة تحتاج إلى وقفة جادة من الحكومة من أجل الدعم المادي بالحجم الكبير الذي يليق بالإعداد لدورة أولمبياد باريس 2024، واللجنة الأولمبية تسعى بقوّة لتفعيل وتعزيز التعاون القائم بينها وبين وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضيّة والجهات الأخرى ذات الصلة كما أنها تحتاج إلى المزيد من المساندة الحكومية كون اللجنة الأولمبية أسِّسَت كقوة دافعة ومُحرّكة لأجهزتها الإدارية والتنفيذيّة ولجانها المساعدة للانطلاق من الرؤية والمنهج الذي يستند اليهما مجلس الإدارة في التخطيط للمستقبل.
قيام اللجنة الأولمبية بتحديد أهداف الاتحادات الرياضيّة بمختلف قطّاعاتها يُمكّنها من توظيف الرياضة كإدارة لتحقيق تلك الأهداف ممّا ينعكس إيجاباً بشكل كبير في الميزانيّة التي تخصّصها الدولة، ويستلزم ذلك وضع خارطة للشُركاء من القطّاع الخاص الذين يؤمنون بالرياضة وبدورها وأهميّتها.
أقرأ ايضاً
- أين اختفوا ؟
- نصيحتي الى الحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن أنبوب النفط الى العقبة ثم مصر
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟