بقلم: علي حسين
ليس مفاجئاً على الإطلاق أن تستمر عالية نصيف بالجلوس على كرسي البرلمان منذ عام 2006 وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فما دام العراق يمر في عصره الهزلي، فلماذا لا تكون عالية نصيف ممثلة لهذا العصر؟، ولماذا لا نصل إلى هذه المرحلة الكوميدية، ونحن نشاهد نائباً لم يبلغ سن الرشد السياسي يصرخ في الشارع "النائب أعلى من الوزير"، وما دامت الكتل السياسية تتغنى بحكومة الكفاءات، وفي الوقت نفسة تدخل مزاد المناصب ليصل سعر الوزير إلى عشرات الملايين من الدولارات.
عالية نصيف، التي تعتبر نفسها مفجرة عصر التنمية في العراق، واستطاعت بشطارة أن تلعب على أكثر من حبل، هي النموذج الأمثل لمرحلة الخراب والفشل التي يمر بها العراق؟.
النائبة التي تنقلت "بخفّة ورشاقة" من قائمة الوفاق إلى العراقية البيضاء ثم العراقية الحرة، وأخيراً حطّت رحالها مع دولة القانون، خرجت علينا لتخبرنا أنها بعد أن رفعت شعار ثورة الخدمات وأنجزت بناء المدارس والمستشفيات والمشاريع الخدمية وطورت التعليم، وأعادت الصناعة العراقية إلى مرحلة الازدهار، آن لها أن تكمل المسيرة بأن تفتتح "مغتسل للموتى" لكي يتذكرها العراقيون أحياء وأموات، ولكي تسهل عملية انتقالهم إلى الآخرة بطريقة سهلة.
ولهذا يتخيل القارئ مثلما تخيلت أنا أن السيدة النائبة تعتقد أنّ طريق العراقيين هو الآخرة وليس الدنيا، فالدنيا محجوزة لنواب الصدفة ولجماعة الحوت الأحدب والقانت، ولأحزاب تعتقد أنها هبة الله إلى العراقيين.
بهذه الكوميديا الساخرة حوّلت نصيف ما يجري من خراب في العراق إلى سيرك فكاهي، الغلبة فيه للذي يستطيع أن يلقي أكثر عددٍ ممكنٍ من النكات، طبعاً مع الاحتفاظ بأسرار الصفقات المليونية التي دائماً ما نجد النائبة الهمامة طرفاً فيها.
لم تكن السياسة في حالة انعدام وزن، كما هي في العراق. ولم يكن المواطن مسحوقاً بين تصريحات عالية نصيف ونظريات مثنى السامرائي، كما هو الآن.
لم يحدث في تاريخ الدول أن قرأنا عن لقاءاتٍ في غرف مظلمة بين احزاب من اجل تقاسم الغنائم، ولم نقرأ ان المناصب تباع لمن يدفع اكثر.
وكما قلت مراراً إن العراق في طوره الهزلي الذي اندلع قبل تسعة عشر عاماً، ثم أخذ الأمر يتطور ويستفحل، حتى تجاوز مرحلة الكوميديا التجارية الرخيصة.
القصة باختصار ايها السادة اننا نعيش في بلاد تستقوي فيها احزاب السلطة على المواطن المغلوب على امره، ويجد البعض ان له في اموال الدولة حق تاريخي وشرعي، وان المواطن مكانه المقبرة التي ستحرسها التي اوكلت مهمتها الحاجة عالية العمية مع الاعتذار للدفان علي العمية.