عندما أرسل اقليم كردستان العراق وحدة من القوات لتطويق كركوك في شباط الماضي، فربما كان هذا مؤشرا على التوازن الدقيق الضروري في الفترة المقبلة، عندما تنسحب القوات الاميركية من المدينة النفطية المتنازع عليها.
من الناحية الرسمية كان هناك 10 الاف، أو ما يوازي ذلك من قوات البيشمركة لحماية سكان كركوك من أي عنف مرتبط باحتجاجات عمت البلاد. لكن وجودهم أشعل فتيل حملة دبلوماسية مكثفة من الولايات المتحدة، لتهدئة التوتر بين الحكومة المركزية في بغداد وأربيل العاصمة الكردية.
ويقول محللون ان عملية نشر القوات الكردية، ربما كانت بالون اختبار لرئيس الوزراء نوري المالكي، وتحذيرا لبغداد وواشنطن وابلاغهما بأن وجود القوات الاميركية ضروري كقوة عازلة في الاراضي الشمالية المتنازع عليها من الجانبين.
واستغرقت عملية اقناع كردستان العراق شبه المستقل، بسحب الوحدة شهرا بأكمله. ويقول الكولونيل مايكل بابال، قائد أحد ألوية القوات الاميركية في كركوك، انه \"تطلب قدرا كبيرا من الدبلوماسية أن نقول: انظروا هذا ليس صحيحا. ان هذا يضر بالمنطقة. انه لا يؤدي الى استقرار\".
وقال هولاند ان هذه هي المرة الثالثة خلال 20 عاما التي يدخل فيها الاكراد منطقة كركوك. وكانت المرة الأولى العام 1991 بعد غزو الكويت، والثانية في 2003 عندما أطيح بصدام.
وذهب مسؤول كبير في وزارة الدفاع العراقية إلى أن الأكراد \"يبعثون برسالة الى الحكومة المركزية مفادها أننا يمكن ان ندخل كركوك في أي وقت، ولا يمكنكم منعنا\".
وأضاف المسؤول أن حكومة كردستان لن تغزو كركوك بعد أن تنسحب القوات الاميركية، لكنها ستسعى لطرد العرب، موضحا أن عدد السكان الاكراد ارتفع من 150 ألفا الى 350 ألفا منذ العام 2003.
وأردف قائلا \"بعد 2003 استولوا على دبابات الجيش العراقي السابق. اختفت نحو 4 الاف دبابة تركها الجيش العراقي السابق في الشوارع والمدن، وتشير تحرياتنا الى أن الاكراد لديهم أغلبها، وأن ايران حصلت على الجزء المتبقي\".
وقال وين وايت، وهو محلل في معهد الشرق الاوسط، ان نشر قوات البيشمركة كان يحمل رسالة مفادها أنه بدون وجود قوات عازلة محايدة مثل القوات الاميركية، فان المنطقة الكردية ربما \"تشعر بأنها مضطرة لاستعراض العضلات العسكرية للدفاع عن مصالحها\".
العالم
أقرأ ايضاً
- خلال لقائه الملك تشارلز الثالث.. رئيس الوزراء يؤكد عزم العراق على توطيد العلاقات مع بريطانيا
- نبيه بري: نشكر المرجعية الرشيدة والشعب العراقي على وقوفهم الدائم لجانب لبنان
- مجلس ذي قار يصوت بالأغلبية على إقالة المحافظ.. اللجنة القانونية: التصويت باطل