سيدة من محافظة بابل تدعى (أــ ب)، تبلغ من العمر حوالي (73) سنة، جاء بها اولادها الى مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم وهي تعاني من فقدان الوعي بشكل تام، وقصتها تتخلص بأنها تعاني من العجز الكلوي وتخضع اسبوعيا لجلسات غسيل الكلى التي تحد دائما بثلاث غسلات، وبعد مدة تعرضت الى حادث فحصل عندها كسر في فخذها، ولحالتها الصحية لم يستطع اطباء علاج الكسور من تثبيت العظام لانهم كلما عملوا عملية تثبيت الكسر ووضعوا قطعة معدنية لتثبيته يعود مرة اخرى الى عدم الالتئام، وحصل عندها صعود بوظائف الكلى واستمر عدم التئام الكسر، وهذا يعطي مؤشر ان هناك سبب يمنع التئام العظام، كما ارتفعت عندها نسبة الكالسيوم في الدم بشكل عالي جدا، وهي علامات مرض يسمى "سرطان نقي العظم متعدد الخلايا"، ولكنها لا تأتي بهذه الشراسة وتسبب مثل هذا الكسر في منطقة حيوية من الجسم".
اول الحكاية
وبشعور اختلط بين الفخر والتعجب والرضا عن النفس تتحدث الدكتورة "أسيل عبد الصحاب" المتخصصة بأمراض الدم للبالغين ورئيسة قسم امراض الدم للبالغين في مركز المجتبى لامراض الدم وزراعة نخاع العظم التابع لهيئة الصحة والتعليم الطبي لوكالة نون الخبرية عن ما جرى لمريضتها بالقول ان" حالة اخرى غير طبيعية تعرض لها جسد السيدة البابلية تشير اليها "عبد الصاحب" بالقول ان" نسبة "الكرياتين" في جسد المريضة كان مرتفعا جدا، حيث وصل الى نسبة (6) بالمئة، بينما النسبة الطبيعية له في جسم الانسان (1) بالمئة، وكذلك فإن نسبة "الكالسيوم" في جسدها وصل الى نسبة (17) بالمئة، وهو مرتفع عن النسبة الطبيعية التي يجب ان تكون (11) بالمئة، وهو الذي ادى الى اصابة المريضة البابلية بحالة فقدان الوعي التام، وبعد ان وصلت الى هذه الحالة حاورتني طبيبة مقيمة زميلة لي في المركز عن سبب ادخال هذه المريضة بقولها" دكتورة انتي دخلتي هاي المريضة حتى تموت عدنا بالمركز" لما شاهدته عليها من حالات تتفاقم يوما بعد آخر، ووضعها الصحي متأخر جدا، فقلت لها وفي داخلي اصرار على انقاذ حياتها رغم ضعف الامل منها، " دكتورة اذا تعبتي منهه اني اراعيها بس اذا تريدين تساعديني راعيهه وشوفيهه وره شهر شلون راح تصير"، وكنت حينها لم اجري اي فحوصات او تحاليل مختبرية، لكن في داخلي حماس وهدف لانقاذ حياتها لأجد املا اسعى اليه، بالرغم من ان جميع المؤشرات لا تدل على نجاتها، فهي تعاني من عجز كلوي وتحتاج الى غسيل كلى وفاقدة للوعي تماما وتعاني من كسر وارتفاع نسب الكرياتين والكالسيوم وعلل اخرى".
ماذا طلب ولدها
جملة قالها ابن المريضة البابلية لدكتورة "أسيل" جعلها تندفع اكثر مما لديها من اندفاع لانقاذ حياتها تخبرنا عنها وهي تتنهد كأنها ترى المريضة امام عينيها" ان ولدها استاذ جامعي وحاصل على شهادة الدكتوراه طلب مني شيئا واحدا وانا اتسلم مسؤولية علاج والدته بالقول " دكتورة كلشي ما اريد منج غير تكون امي عدهه نفس يصعد وينزل وتكعد بالبيت ونصبح بوجهه يومية، لان هي شمعة بيتنه ولامتنه بوجودهه"، وطمأنته واعطيته املا في شفائها، فاتصلت باحد زملائي الاطباء وطلبت منه توفير نوع من العلاج لم يكن موجودا حينها في المؤسسة، فأخبرني ان لديه علاج بديل فرفضت وقلت له احتاج هذا الدواء تحديدا، فاخبرني ان سعره غالي جدا، حيث كانت الجرعة التي تأخذها اسبوعيا تكلف مبلغ (5) ملايين دينار عراقي، فاخبرت ولدها بالامر واجابني "اذا الفلوس تعالج امي توكلي على الله"، وادخلتها في دورة علاج لمدة اسبوع كامل وعاد اليها الوعي بشكل تام جدا، وهبطت وظائف الكلى من نسبة (6) بالمئة الخطيرة الى نسبة (1،2) بالمئة الطبيعية، مع انها كانت تغسل الكلى ولا تهبط النسبة لديها، والكالسيوم والكرياتين عادا لمستوياتهم الطبيعي، ثم بقيت مشكلة كسر الفخذ فتواصلنا مع رئيس هيئة الصحة والتعليم الطبي الدكتور "حيدر حمزة العابدي" الذي اوعز بإحالتها الى احد اطباء الاشعاع".
مرض لا يستجيب للعلاج
الفحوصات الاشعاعية ان الكسر التئم بشكل كامل وحصلت اعادت بناء لجميع اجزائه بالرغم من ان المريضة تعدى عمرها السبعين بسنوات، وكانت صدمة ولدها كبيرة وهو يرى تعافي والدته، حتى انه اخبرني انه وضع الصورتان الاشعاعيتان قبل العلاج وبعده، وشاهد الفرق الكبير وبقي يتساءل ماذا فعلت هذه الطبيبة لامي حتى تعافت، وانهينا العلاج وماضين بجرع تثبيت مكملة لها، وكانت مدة علاجها ثمانية اشهر، و وخرجت من المستشفى منذ سبعة اشهر بعد ان تعافت بالكامل ".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
أقرأ ايضاً
- تعديل قانون الانتخابات.. هل وصل للسلطة التشريعية؟
- موازنة 2025.. هل يؤخر "نفط الإقليم" تمرير جداولها؟
- منظومة "الداتا سنتر".. العتبة الحسينية تسعى لتنفيذ مشروع قاعدة البيانات المركزية للعراق