في مدينة البصرة وعلى حافة الطريق الرئيس الذي تطل عليه منطقة "الومبي" نصب موكب صغير متميز ببنائه صغيرا بمساحته كبيرا بعطائه، يقف فيه مجموعة شباب واشبال تتدفق منهم الحيوية والهمة، التحقوا بالخدمة الحسينية واستمروا بالدراسة والنجاح فيها، استقطبهم موكب ابا القاسم محمد ليبني شخصياتهم ويصقل مواهبهم ويجعلهم شباب مؤمنين بقضية الامام الحسين (عليه السلام) وتعلموا بر الوالدين وطاعة الله وحب البلد وخدمة اهل البيت (عليهم السلام).
طلبة وخدام
وقف بدر عادل الطالب في الصف الثالث متوسط ذي الستة عشر عاما يوزع الشاي والماء على الزائرين، وتحدث لوكالة نون الخبرية "خدمت في موكب ابا القاسم محمد منذ ثلاث سنوات والتحقت بالموكب كون صاحبه جاري واعرفه واستدعاني للالتحاق به ووجدت مجموعة من الشباب يعملون فيه فشجعني ذلك على الخدمة لحبي وتعلقي بحب الامام الحسين (عليه السلام) الذي ربتني عائلتي عليه، وكنت اتأثر بسير الزائرين، ومسيرة الزيارة الاربعينية يكون موعدها مرة في ايام الدراسة واخرى في العطلة الصيفية واذا كانت المسيرة في ايام الدراسة فاقسم وقتي بين الدراسة والخدمة الحسينية لكي استمر مواضبا على الدراسة ولا اجعل الخدمة في الموكب ذريعة لترك الدراسة، وعندما علم ابن عمي بخدمتي في الموكب وهو طالب في الصف الثالث المتوسط وعمره (16) عاما وكان يمني النفس بان يجد موكبا ليخدم فيه تحققت امنيته في هذا الموكب، واجزم ان الخدمة الحسينية واحياء الشعائر جعلتني بارا بوالدي ومجتهدا في دراستي وخلوقا مع معارفي واقربائي وحسينيا باخلاقي".
الحسين وبر الوالدين
وقف بجانبي رضا محمد عبد الرضا وعمره (15) عاما الناجح من الصف الثالث المتوسط وانتقل الى الصف الرابع الاعدادي، وشارك بالخدمة الحسينية وعمره عشر سنوات اي منذ خمسة سنوات في موكب (ابا القاسم محمد) الذي يعود لعمامه وكان سابقا يحضر المجالس الحسينية ومواكب اللطم التي تقام في دارهم ودور اقربائه او تسير في المنطقة، وكان لتربيته البيتية الحسينية بالغ الاثر في توجهه نحو الامام الحسين (عليه السلام) حيث كانت والدته تصطحبه معها الى المجالس الحسينية النسائية وهو طفل صغير، وهذه الخدمة حصنتني وبقية الشباب من الانحراف الذي يعاني منه الكثير من المغرر بهم حيث سيطرة مواقع التواصل الاجتماعي على عقول الشباب وانحرف الكثير منهم بل وصل الى ارتكاب الجرائم، بينما الخدمة الحسينية جعلتنا رجال نسعى لنصرة القضية الحسينية ونبر الوالدين فأبي منتسب بوزارة الداخلية ويسعى بكل جهده لتوفير الحياة الكريمة لنا وامي تضحياتاها لا تقدر بثمن وكما كان علي الاكبر بارا بالحسين (عليه السلام) علينا ان نقتدي به ونسير على نهجه ورغم اني لا احب ان اصور مقاطع فيديو او صور فوتوغرافية وانشرها في مواقع التواصل الاجتماعي لكي يكون عملي خالصا لله، ولا يدخل الرياء الى نفسي، الا ان الكثير من اصدقائي عندما علموا بخدمتي طلبوا الالتحاق معي بالخدمة واصبحوا يحضرون المجالس الحسينية التي تقام في موكبنا في منطقتنا السكنية ومواكب اللطم".
شبل حسيني
جئت الى الخدمة الحسينية في الموكب وانا صبي صغير عمري (12) عاما وتعلقت بها واستمريت عليها منذ سنتين هكذا يصف (علي وسام) الشبل الحسيني حاله مع الخدمة الحسينية، ويضيف قائلا لوكالة نون الخبرية، ان "اصحاب الموكب جيران اهله وما دفعه للخدمة هو حب الامام الحسين (عليه السلام) ومشاهدته لمسيرة الزائرين والمواكب الحسينية والرايات المرفوعة والتضحيات والانفاق وتربية اهله الذين علموه على هذا الطريق واصطحابه لزيارة العتبتين المقدستين في كربلاء الشهادة وباقي المراقد الدينية، وبدء بتنظيف الارض والاواني وعندما كبر اصبح يوزع الماء والشاين واثر في اثنين من اصدقائه فالتحقوا له بالخدمة، وفي ايام الدراسة يقسم ساعات اليوم للدراسة والخدمة ليحقق امنيات اهله واهداف امامه الحسين (عليه السلام) بالنجاح والتفوق".
غايات نبيله
مسؤول موكب ابا القاسم محمد علي ابن الشيخ عبد الرضا الحسناوي يبدء الموكب بتقديم الخدمة منذ الاول من محرم باقامة المجالس الحسينية والمحاضرات وتقديم الخدمات، ونتعمد اقامتها لاحياء الشعائر في منطقتنا السكنية وكانت الغاية اشاعة روح التعلق بالشعائر وحصل ما كنا نرمي اليه فتأسست عدد من المواكب في المنطقة تأسيا بموكبنا، وتعمدنا استقطاب الشباب في الموكب وننصب موكبنا على طريق الزائرين في البصرة وجعلنا خدامه من الاشبال والشباب ونقدم الخدمة من العصر حتى صباح اليوم التالي، ولنا غاية في استقطاب الشباب تتمثل في ربطه بدينه وعقيدته ومنع انجراره للتيارات والحركات المضللة والمشبوهة ومواقع التواصل الاجتماعي السيئة التي تسمم افكار الشباب وتحرفهم"، فضلا عن "وجود مجلس حسيني في اخر الايام العشرة الثانية من شهر صفر تقام فيها مجالس وتلقى فيها محاضرات متسلسلة عقائدية وفكرية واخلاقية تشرح تفاصيل القضية الحسينية وسبب خروج الامام الحسين (عليه السلام) واوجه الحق بحركته والظلم الذي تعرض له وتنمية قدراتهم في المشاهدة والتطبيق والتفكير وندلهم على مصادر الكتب للبحث والتعلم، واصبح اغلب الشباب يتأدبوا بأدب اهل البيت وتصبح علاقاتهم ايجابية فيما بينهم".
قاسم الحلفي ــ البصرة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- نذر نفسه لمساعدة الناس: ام " الشهيد احمد" ..ولدي توسل بالحسين لنيل الشهادة ممزقا فكان له ما اراد
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها