- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
استشراف في شخصية أمير المؤمنين السامية / 4 والأخير
حجم النص
بقلم عبود مزهر الكرخي
الأمام علي(علي السلام)سيد الوصيين
روَى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، بالإسناد إلى جابر ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي " (1).
وهذا اللقب والفقرة هي أنه بعد أن عرفنا وبدليل الملموس أن الإمام علي(عليه السلام)امير المؤمنين لنقر بالإضافة إلى ذلك أنه سيد الوصيين...والوصي تعني بأن يقوم الموصى اليه بشؤون وأعمال الموصي على أكمل وجه، ويتطلب الأمر وفق ذلك بأن الموصي يوصي إلى وصيّه في حياته..
وبما أن النبي الأكرم محمد(صل الله عليه وآله)أرسل من قبل الله سبحانه وتعالى إلى هداية الناس وتوجيههم الوجهة الصحيحة نحو الأيمان بالله جل وعلا وبرسوله الذي أرسله هدى للناس وموعظة ، لذلك كان لا بد للوصي أن يقوم بهذه المهام من الهداية والإرشاد وتحمل أعباء الرسالة المحمدية ، لأن المنذر هو الرسول الأعظم محمد والهادي هو سيد الوصيين الإمام علي(عليه السلام) ، وهذا ما صرح به القرآن الكريم عندما قال في محكم كتابه { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (2).
وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك وصي هو الهادي للأمة من بعد النبي محمد(صل الله عليه وآله) ، وهذا الوصي يجب أن تكون له من المواصفات والمؤهلات ، تقترب من مواصفات النبي حتى يكون بمقدوره القيام بتلك المهام... ، وهنا كانت العناية الإلهية حاضرة دوماً وتمد يدها لشخصية الإمام علي(عليه السلام)والتي ستتشرف بهذا الأمر وهي(الوصاية) ، ولخطورة هذا الأمر وجسامته ، وهذا ما نراه جلياً وواضحاً في شخصية الإمام علي(عليه السلام)والذي يشهد بها العدو قبل الصديق وكل الفرق الإسلامية وعلى مختلف طوائفهم ومشاربهم...لما امتاز به من تلك المواصفات الفريدة منذ ولادته حتى استشهاده عليه السلام، والتي لا يمكن أن ينكرها أحد إلاّ إذا كان جاحداً وحاقداً..
ولو راجعنا آيات القرآن لوجدنا أنها تصدح بمناقب وفضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فهو ولي كل مؤمن وهذا ما كان في بيعة غدير خم والتي نحن نعيش الأيام السعيدة هذه وهذا ما صدح به القرآن الكريم بقوله الولي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }(3) ، وهذا هو ما يسمى بيوم الغدير وهو عيد الله الأكبر ، الذي يسمى في السماء بيوم العهد المعهود أي اليوم الذي عهد وعرف، ويسمى في الأرض بيوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخذ عليهم العهد والميثاق في ذلك الجمع المشهود (4).
وجاء في مصادر عدة وكتب كثيرة انه ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في كتب كثيرة حول عيد الغدير الأعظم قوله (اسمه في السماء يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود....) (5).
، وهو صاحب الجود والكرم لوجه الله تعالى { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }(6) ، وهو المعطي الزكاة وهو راكع { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }(7) ، وهو أحد أصحاب الكساء { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }(8) ، وكان هو بأبي وأمي نفس الرسول صلّى الله عليه وآله { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ }(9) ، والكثير من الآيات التي تصدح بفضائل ومناقب الأمام علي(عليه السلام)وأرجحيته على الناس بعد النبي محمد(صل الله عليه وآله وسلم) ، ولو راجعنا الأحاديث النبوية الشريفة فهي بالغة الكثرة والتي يقر بها كل الفرق الإسلامية ، ومنها حديث المنزلة { يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي } ، أما حديث الوصاية فهو موجود ولا لبس فيه ، فعن " عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال قلت: يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: (يا سلمان) فأسرعت إليه قلت: لبيك قال: ( تعلم من وصي موسى؟) قلت: نعم يوشع بن نون قال: (لم؟) قلت: { لأنه كان أعلمهم قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب }، وغيرها الكثير من الأحاديث بهذا الشأن والتي لا تحويه هذه الأسطر الفقيرة..(10)
والمهم أنه لو راجعنا زواج النور من النور أي الأمام علي(عليه السلام)من النورة فاطمة الزهراء(عليها السلام)فأنه لم يكن كفؤاً إلى بضعة رسول الله غير أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكل الفرق الإسلامية تقر بأن زواجهما كان بأمر من الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام { يا فاطمة أما علمت أن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعه فاختار منهم أباك فبعثه رسولا، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن أزوجك منه؟ فزوجك من أعظم المسلمين حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما، ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك منه }..
وبعد أن عرفنا بأن أمير المؤمنين(عليه السلام) هو وصي رسول رب العالمين(صل الله عليه وآله وسلم) ، وقد علمنا من القرآن الكريم أن الرسول الأعظم محمد(صل الله عليه وآله وسلم)هو أفضل وأشرف خلق الله أجمعين وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وبالتالي لا بد من ان يكون وصيه هو أفضل الأوصياء تبعاً ولزاماً له عليه الصلاة والسلام.. ، ومن هنا كان الخطاب في الزيارة الشريفة للإمام الحسين عليه السلام بأنّه ابن سيد الأوصياء عليه السلام..
ولله در ابن أبي الحديد حينما أنشد هذه الأبيات :
ولولا أبو طالب وأبنه *** لما مثل الدين شخصا وقاما
فذاك بمكة آوى وحامى *** وهذا بيثرب جس الحماما
فلله ذا فاتحا للهدى *** ولله ذا للمعالي ختاما
وما ضر مجد أبي طالب *** جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضر إياب الصبا *** ح من ظن ضوء النهار الظلاما (12).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ فرائد السمطين: ٢ / ٣١٣ / ٥٦٤ عن ابن عباس، ينابيع المودة: ٣ / ٢٩١ / ٧ عن جابر؛ كمال الدين: ٢٨٠ / ٢٩، عيون أخبار الرضا: ١ / ٦٤ / ٣١ كلاهما عن ابن عباس وفي الثلاثة الأخيرة " النبيين " بدل " المرسلين " وراجع الأمالي للطوسي: ٥٩٢ / ١٢٢٦. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٢٠. منشورات المكتبة الشيعية.
2 ـ [الرعد : 7].
3 ـ [ النساء: 59 ].
4 ـ انظر مجمع البحرين 2/269. انظر مجمع البحرين 4/465.
5 ـ القمي، عباس، مفاتيح الجنان، ص302. كشف المهم في طريق خبر غدير خم - السيد هاشم البحراني - الصفحة ٨٥. منشورات المكتبة الشيعية. مارواه أبن طاووس في الأقبال.
6 ـ [ الإنسان: 8 ].
7 ـ [ المائدة: 55 ].
8 ـ [ الأحزاب: 33 ].
9 ـ [ آل عمران: 61 ].
10 ـ الطبراني في المعجم الكبير : ج 6 ص 221 . الخطيب البغدادي في المتفق والمتفرق : ج 2 ص 152. احمد ابن حنبل في قضائل الصحابة : ج2 ص 30. السيوطي في جامع الجوامع : ج 1 ص 8249. والمتقي في كنز العمال : ج 11 ص 610. وابن المغازلي الشافعي في المناقب : ص 261. والديلمي في مؤثور الخطاب : ج 3 ص 336. والهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 147. والحسكاني في شواهد التنزيل : ج1 ص 100 . والمقدسي في ذخيرة الحفاظ : ج 4 ص 1956. والباعوني الشافعي في مناقب علي : ج 1 ص 101. ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ص 68 وفي الرياض النضرة : ج 1 ص 225. والحنفي القندوزي في ينابيع المودة : ج 1 ص 211. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٨ - الصفحة ١٢. منشورات المكتبة الشيعية.
11 ـ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٩٨. رواه العلامة المحدث الشيخ جمال الدين الحنفي الشهير بابن حسنويه في در بحر المناقب باسناده. شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار , جلد۱ , صفحه۱۲۲. الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 229 ). الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 108 ). إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 42 / 70 ) - رقم الصفحة : ( 126 / 131 / 132 - 113 )...والعديد من المصادر.
12 ـ شرح نهج البلاغة : ج 14 ص 84 يقول ابن أبي الحديد : صنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتاباً في اسلام أبي طالب، وبعثه اليّ، وسألني ان اكتب عليه بخطي نظماً او نثراً اشهد فيه بصحة ذلك، وبوثاقة الأدلة عليه (إِلى ان قال) فكتبت على ظاهر المجلد هذه الابيات.
الأمام علي(علي السلام)سيد الوصيين
روَى سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي ، بالإسناد إلى جابر ، قال : قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين ، و إن أوصيائي بعدي اثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم المهدي " (1).
وهذا اللقب والفقرة هي أنه بعد أن عرفنا وبدليل الملموس أن الإمام علي(عليه السلام)امير المؤمنين لنقر بالإضافة إلى ذلك أنه سيد الوصيين...والوصي تعني بأن يقوم الموصى اليه بشؤون وأعمال الموصي على أكمل وجه، ويتطلب الأمر وفق ذلك بأن الموصي يوصي إلى وصيّه في حياته..
وبما أن النبي الأكرم محمد(صل الله عليه وآله)أرسل من قبل الله سبحانه وتعالى إلى هداية الناس وتوجيههم الوجهة الصحيحة نحو الأيمان بالله جل وعلا وبرسوله الذي أرسله هدى للناس وموعظة ، لذلك كان لا بد للوصي أن يقوم بهذه المهام من الهداية والإرشاد وتحمل أعباء الرسالة المحمدية ، لأن المنذر هو الرسول الأعظم محمد والهادي هو سيد الوصيين الإمام علي(عليه السلام) ، وهذا ما صرح به القرآن الكريم عندما قال في محكم كتابه { وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ } (2).
وهذا لا يكون إلا إذا كان هناك وصي هو الهادي للأمة من بعد النبي محمد(صل الله عليه وآله) ، وهذا الوصي يجب أن تكون له من المواصفات والمؤهلات ، تقترب من مواصفات النبي حتى يكون بمقدوره القيام بتلك المهام... ، وهنا كانت العناية الإلهية حاضرة دوماً وتمد يدها لشخصية الإمام علي(عليه السلام)والتي ستتشرف بهذا الأمر وهي(الوصاية) ، ولخطورة هذا الأمر وجسامته ، وهذا ما نراه جلياً وواضحاً في شخصية الإمام علي(عليه السلام)والذي يشهد بها العدو قبل الصديق وكل الفرق الإسلامية وعلى مختلف طوائفهم ومشاربهم...لما امتاز به من تلك المواصفات الفريدة منذ ولادته حتى استشهاده عليه السلام، والتي لا يمكن أن ينكرها أحد إلاّ إذا كان جاحداً وحاقداً..
ولو راجعنا آيات القرآن لوجدنا أنها تصدح بمناقب وفضائل أمير المؤمنين(عليه السلام) ، فهو ولي كل مؤمن وهذا ما كان في بيعة غدير خم والتي نحن نعيش الأيام السعيدة هذه وهذا ما صدح به القرآن الكريم بقوله الولي { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ }(3) ، وهذا هو ما يسمى بيوم الغدير وهو عيد الله الأكبر ، الذي يسمى في السماء بيوم العهد المعهود أي اليوم الذي عهد وعرف، ويسمى في الأرض بيوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود لأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) اخذ عليهم العهد والميثاق في ذلك الجمع المشهود (4).
وجاء في مصادر عدة وكتب كثيرة انه ورد عن الإمام الصادق عليه السلام في كتب كثيرة حول عيد الغدير الأعظم قوله (اسمه في السماء يوم العهد المعهود وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود....) (5).
، وهو صاحب الجود والكرم لوجه الله تعالى { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا }(6) ، وهو المعطي الزكاة وهو راكع { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }(7) ، وهو أحد أصحاب الكساء { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }(8) ، وكان هو بأبي وأمي نفس الرسول صلّى الله عليه وآله { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ }(9) ، والكثير من الآيات التي تصدح بفضائل ومناقب الأمام علي(عليه السلام)وأرجحيته على الناس بعد النبي محمد(صل الله عليه وآله وسلم) ، ولو راجعنا الأحاديث النبوية الشريفة فهي بالغة الكثرة والتي يقر بها كل الفرق الإسلامية ، ومنها حديث المنزلة { يا علي أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ انّه لا نبي بعدي } ، أما حديث الوصاية فهو موجود ولا لبس فيه ، فعن " عن أبي سعيد الخدري عن سلمان قال قلت: يا رسول الله لكل نبي وصي فمن وصيك؟ فسكت عني فلما كان بعد رآني فقال: (يا سلمان) فأسرعت إليه قلت: لبيك قال: ( تعلم من وصي موسى؟) قلت: نعم يوشع بن نون قال: (لم؟) قلت: { لأنه كان أعلمهم قال: فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب }، وغيرها الكثير من الأحاديث بهذا الشأن والتي لا تحويه هذه الأسطر الفقيرة..(10)
والمهم أنه لو راجعنا زواج النور من النور أي الأمام علي(عليه السلام)من النورة فاطمة الزهراء(عليها السلام)فأنه لم يكن كفؤاً إلى بضعة رسول الله غير أمير المؤمنين(عليه السلام)، وكل الفرق الإسلامية تقر بأن زواجهما كان بأمر من الله سبحانه وتعالى ، فقد ورد انّ النبي صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة عليها السلام { يا فاطمة أما علمت أن الله تعالى اطلع إلى أهل الأرض اطلاعه فاختار منهم أباك فبعثه رسولا، ثم اطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأمرني أن أزوجك منه؟ فزوجك من أعظم المسلمين حلما وأكثرهم علما وأقدمهم سلما، ما أنا زوجتك ولكن الله زوجك منه }..
وبعد أن عرفنا بأن أمير المؤمنين(عليه السلام) هو وصي رسول رب العالمين(صل الله عليه وآله وسلم) ، وقد علمنا من القرآن الكريم أن الرسول الأعظم محمد(صل الله عليه وآله وسلم)هو أفضل وأشرف خلق الله أجمعين وهو خاتم النبيين وسيد المرسلين ، وبالتالي لا بد من ان يكون وصيه هو أفضل الأوصياء تبعاً ولزاماً له عليه الصلاة والسلام.. ، ومن هنا كان الخطاب في الزيارة الشريفة للإمام الحسين عليه السلام بأنّه ابن سيد الأوصياء عليه السلام..
ولله در ابن أبي الحديد حينما أنشد هذه الأبيات :
ولولا أبو طالب وأبنه *** لما مثل الدين شخصا وقاما
فذاك بمكة آوى وحامى *** وهذا بيثرب جس الحماما
فلله ذا فاتحا للهدى *** ولله ذا للمعالي ختاما
وما ضر مجد أبي طالب *** جهول لغا أو بصير تعامى
كما لا يضر إياب الصبا *** ح من ظن ضوء النهار الظلاما (12).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر :
1 ـ فرائد السمطين: ٢ / ٣١٣ / ٥٦٤ عن ابن عباس، ينابيع المودة: ٣ / ٢٩١ / ٧ عن جابر؛ كمال الدين: ٢٨٠ / ٢٩، عيون أخبار الرضا: ١ / ٦٤ / ٣١ كلاهما عن ابن عباس وفي الثلاثة الأخيرة " النبيين " بدل " المرسلين " وراجع الأمالي للطوسي: ٥٩٢ / ١٢٢٦. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ٢ - الصفحة ١٢٠. منشورات المكتبة الشيعية.
2 ـ [الرعد : 7].
3 ـ [ النساء: 59 ].
4 ـ انظر مجمع البحرين 2/269. انظر مجمع البحرين 4/465.
5 ـ القمي، عباس، مفاتيح الجنان، ص302. كشف المهم في طريق خبر غدير خم - السيد هاشم البحراني - الصفحة ٨٥. منشورات المكتبة الشيعية. مارواه أبن طاووس في الأقبال.
6 ـ [ الإنسان: 8 ].
7 ـ [ المائدة: 55 ].
8 ـ [ الأحزاب: 33 ].
9 ـ [ آل عمران: 61 ].
10 ـ الطبراني في المعجم الكبير : ج 6 ص 221 . الخطيب البغدادي في المتفق والمتفرق : ج 2 ص 152. احمد ابن حنبل في قضائل الصحابة : ج2 ص 30. السيوطي في جامع الجوامع : ج 1 ص 8249. والمتقي في كنز العمال : ج 11 ص 610. وابن المغازلي الشافعي في المناقب : ص 261. والديلمي في مؤثور الخطاب : ج 3 ص 336. والهيثمي في مجمع الزوائد : ج 9 ص 147. والحسكاني في شواهد التنزيل : ج1 ص 100 . والمقدسي في ذخيرة الحفاظ : ج 4 ص 1956. والباعوني الشافعي في مناقب علي : ج 1 ص 101. ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ص 68 وفي الرياض النضرة : ج 1 ص 225. والحنفي القندوزي في ينابيع المودة : ج 1 ص 211. بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٣٨ - الصفحة ١٢. منشورات المكتبة الشيعية.
11 ـ بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٤٣ - الصفحة ٩٨. رواه العلامة المحدث الشيخ جمال الدين الحنفي الشهير بابن حسنويه في در بحر المناقب باسناده. شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار , جلد۱ , صفحه۱۲۲. الطبراني - المعجم الكبير - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 229 ). الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 108 ). إبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 42 / 70 ) - رقم الصفحة : ( 126 / 131 / 132 - 113 )...والعديد من المصادر.
12 ـ شرح نهج البلاغة : ج 14 ص 84 يقول ابن أبي الحديد : صنف بعض الطالبيين في هذا العصر كتاباً في اسلام أبي طالب، وبعثه اليّ، وسألني ان اكتب عليه بخطي نظماً او نثراً اشهد فيه بصحة ذلك، وبوثاقة الأدلة عليه (إِلى ان قال) فكتبت على ظاهر المجلد هذه الابيات.
أقرأ ايضاً
- ماذا بعد لبنان / الجزء الأخير
- التكتيكات الإيرانيّة تُربِك منظومة الدفاعات الصهيو-أميركيّة
- ماذا بعد لبنان / 2