كما عودتنا العتبة الحسينية المقدسة التي نهلت وما زالت تنهل من معين مرجعية دينية عليا اصبحت بصماتها الابوية في رعاية العراق والعراقيين يراها الناس في كل بقاع العالم، فاطلقت هذه المرة مبادرة علاجية مجانية لعشرات الاف من المرضى في ارقى مستشفيات افتتحتها قبل ايام، وفيها حضر المرضى من الفقراء والمحتاجين والمتعففين لتتعافى ابدانهم بعطاء اهل الكساء، ومن هذا العطاء هي اول عملية جراحية تجرى في العراق على يد طبيبة جراحة خبيرة لطفل عراقي معاق في مستشفى خديجة الكبرى (عليها السلام) المخصص لعلاج النساء والاطفال.
معاق وبصيص امل
فما ان سمع والدا الطفل المعاق (علي غفار جابر) البالغ من العمر (12) عاما عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمبادرة عطاء اهل الكساء للعلاج المجاني التي اطلقتها العتبة الحسينية المقدسة في مؤسسة الشيخ احمد الوائلي لثلاثة ايام بمناسبة يوم المباهلة والتصدق بالخاتم حتى جلبوه من محافظة ذي قار يحملانهم والهم يثقل كاهلهم يبحثون عن علاج لابنهم الذي يعاني منذ ولادته من شلل دماغي ويحتاج الى عملية جراحية تعيد اليه امكانية السير على رجله بعد ان عجزوا من مراجعة الاطباء في بغداد وذي قار ووجد الاب حسب قوله لوكالة نون الخبرية ان "المستشفى وما فيه من ملاكات طبية وتمريضية واجهزة ومعدات حديثة تبشر بخير وتعطينا الامل في عودة ولدنا للسير مرة اخرى، وما يجعلنا نقدم الشكر والعرفان للعتبة الحسينية المقدسة انها لم تكتفي بهذا الانجاز بل تكفلت بعلاح ولدنا (علي) بالكامل ولم يقتصر الامر علينا لكنه شمل الاف المواطنين من مختلف محافظات العراق".
ماريا والانسانية
ماريا التي تحمل من الانسانية الشيء الكثير ما جعلها تتعلق بالطفل (علي) وتعطف عليه وتسعى بكل جهدها وخبرتها الى اعادة شيء من الامل له وتمكنه من السير براحة على رجل لا يستطيع ان يضع منها على الارض الا اطراف اصابع وتختل حركة بعد خطوات من السير، وبعد ان شاهدت دموع الام على ولدها وصبر الاب وكبته لمعاناة شلل ولده، ولهفته لسماع جملة تهدأ من قلقه، حتى انغمست في حديث معهم كله بشائر وسرور وفرح واكدت لهم ان (علي) سيبدء بالسير بعد شهر ونصف الشهر، وبين دقائق ودقائق تحاكيه وتناديه وتشجعه وتحفزه، وتخشى عليه من اي حركة صعبة عليه".
وماريا هي "طبيبة سورية حاصلة على شهادة التخصص في جراحة العظام والمفاصل لها من الخبرة في مجال عملها اكثر من عشر سنوات واجرت وشاركت في الاف العمليات الجراحية في مختلف تخصصات امراض العظام العشرة التي تتضمن طيف واسع من التخصصات مثل اصلاح التشوهات واصابات الرياضيين والعلاج التنظيري للمفاصل وتبديل المفاصل والكسور والتشوهات الولادية والتشوهات المكتسبة، ووجدت في مستشفى خديجة الكبرى (عليها السلام) كل ما يحتاجه الطبيب الجراح للنجاح في اداء عمله من اجهزة متطورة تعد الاولى في العالم والتسهيلات والفريق الطبي المرافق لها في اجراء العمليات، وهي الوحيدة في تخصصها في المنطقة حيث لا توجد طبيبة بتخصص جراحة كسور ومفاصل في العراق او في المنطقة، ووجدت اوسع فرصة لها للتفوق في هذه المؤسسة".
اول عملية جراحية
الدكتورة ماريا يوسف عبد الله اخصائية في جراحة العظام والمفاصل قالت لوكالة نون الخبرية "سأجري اليوم عملية جراحية للطفل (علي) لاصلاح تشوه العظام وهو يعاني من شلل دماغي ولادي نتج عنه تشوه بالاطراف والسير عنده باحد اطرافه صعب ما دفعه للسير على رؤوس اصابعه ولديه شلل تشنجي بجميع اطرافه بسبب تقلص العضلات الذي ادى الى تشوهها وسنجري له عملية تحت التخدير العام وستتكلل بالنجاح وبعد (45) يوما سيعود (علي) الى سيره الطبيعي بشكل شبه سليم ونعمل بكل جهودنا على مساعدته للتعافي والسير ونخفف تشنجات عضلاته ونصلح التشوهات قدر الامكان، ولجأ ذويه الى مستشفى خديجة الكبرى (عليها السلام) بعد انتفاء فائدة العلاج الطبيعي لحالته ووجوب اجراء عملية جراحية له واطلاق العتبة الحسينية المقدسة لمبادرة عطاء اهل الكساء وبعد تشخيص حالته الطبية وحاجته الى عملية جراحية قررنا اجرائها بعد شرح تفاصيلها لذويه وموافقتهم على اجرائها، (وبعد 90 دقيقة من تواجدنا في المستشفى ابلغتنا الدكتورة ماريا ان العملية تكللت بالنجاح) بعد تكفل العتبة الحسينية بنفقاتها من دخوله الى المستشفى ورقوده لمدة يومين وتلقي مختلف العلاجات والاشعة والتحاليل الى خروجه، وهذه العملية وحدها تكلف اكثر من مليون و(500) الف دينار"، مشيرة الى انها " ورغم انشغالها الشديد باستقبال مئات النساء من المراجعات في عيادتي المفاصل والكسور وزخم المريضات في مبادرة عطاء اهل الكساء المجانية التي اعتبرها مبادرة سابقة وقليلة من نوعها في العالم من ناحية تقديم مختلف انواع الخدمات الطبية مجانا وحجم الانفاق على الاف المرضى حيث يعد مستشفى خديجة الكبرى المستشفى التخصصي الاول من نوعه في الشرق الاوسط الذي يعالج جميع الامراض بملاكات طبية وتمريضية نسائية ، الا انها اصرت على اجراء هذه العملية للطفل (علي) لتساعده من جهة ولتدخل السرور على قلوب ذويه من جهة اخرى وهي باكورة عملياتها الجراحية، ولديها عمليات اخرى في جراحة الكسور لكثير من النساء من مختلف الاعمار والاطفال من الذكور والإناث تجرى للمرة الاولى في العراق على يد دكتورة انثى حددت مواعيها بالتسلسل مثل عمليات تبديل المفصل للركبة والورك واصلاح الكسور الحديثة والقديمة واصلاح تشوهات الاطراف"
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ـ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- يجريها فريق طبي عالمي مكون من (24) متخصص.. قلب الطفل "ايمن" من كركوك يعالج في مستشفى زين العابدين الجراحي
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- اسكنوا اعداد اضافية وقدموا خدمات :اصحاب فناق سوريون يثمنون مبادرات العتبة الحسينية ويتعاونون معها