حذر الأمير تركي الفيصل من اندلاع نزاع نووي بين السعودية وإيران إذا اقتربت الأخيرة من انتاج سلاح نووي. وقال الأمير الفيصل، رئيس الاستخبارات السعودية والسفير السعودي السابق في واشنطن، لقادة حلف شمالي الأطلسي ان امتلاك إيران قنبلة نووية سيدفع المملكة \"الى اتباع سياسات يمكن ان تؤدي الى نتائج قد لا تُحمد عواقبها\".
ولم يحدد الأمير الفيصل طبيعة هذه السياسات ولكن صحيفة \"الغارديان\" نقلت عن مصدر سعودي قريب من الأمير قوله \"ان الرسالة واضحة\". وقال المصدر \"اننا لا يمكن ان نعيش في وضع تمتلك فيه إيران اسلحة نووية ونحن لا نمتلكها\". واضاف انه \"إذا طورت إيران سلاحا نوويا فان هذا لن يكون مقبولا لنا وسيتعين علينا ان نحذو حذوها\".
وقال مسؤولون في الرياض ان السعودية ستمضي قدما على مضض ببرنامجها النووي المدني. وأكد الامير تركي الفيصل ان الاستخدام السلمي للطاقة النووية حق لكل الدول. وكان الأمير الفيصل يتحدث في لقاء عُقد الشهر الماضي بعيدا عن الأضواء في قاعدة مولزورث التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني ويستخدمها حلف الأطلسي مركزا لجمع المعلومات عن الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط.
وقال الأمير الفيصل بحسب محضر اللقاء الذي اطلعت عليه صحيفة الغارديان، ان إيران \"نمر من ورق بمخالب نووية\" تدس أنفها وتزعزع الاستقرار في عموم المنطقة. وتابع الأمير السعودي في اللقاء الذي عُقد في 8 حزيران/يونيو \"ان إيران.... شديدة التحسس إزاء تدخل الدول الأخرى في شؤونها ولكن عليها ان تتعامل مع الآخرين مثلما تتوقع التعامل معها. وتنتظر المملكة من إيران ان تمارس ما تدعو اليه\".
كما اتهم الأمير تركي إيران بالتدخل في العراق ولبنان وسوريا والبحرين. وقال للحاضرين في قاعدة مولزورث ان الرئيس السوري بشار الأسد \"سيتشبث بالسلطة حتى آخر سوري\". واستنكر الأمير تركي سقوط ضحايا في سوريا وقال ان النظام السوري فشل فشلا ذريعا في التعاطي مع الوضع.
ولفت الأمير تركي الفيصل ايضا الى ان تنظيم القاعدة تمكن من ان يقيم في اليمن \"ملاذا لا يختلف عن المناطق القبلية في باكستان\". وأكد الأمير تركي مجددا دعوة العربية السعودية الى منطقة خالية من السلاح النووية في الشرق الأوسط تضم إيران واسرائيل وتُقام بقرار من مجلس الأمن الدولي. وقال الأمير السعودي ان العقوبات ضد إيران تثبت جدواها ورحب بإقرار واشنطن بأن توجيه ضربة عسكرية ضد طهران سيكون ذا مردود عكسي.
ونقلت صحيفة الغارديان عن محللين ان تحذير الأمير تركي من دفع العربية السعودية الى تطوير اسلحة نووية في مواجهة البرنامج التسلحي النووي الإيراني قد يكون الهدف منه لفت انتباه الغرب الى توجسات المملكة إزاء جارتها الاقليمية المنافسة وليس الاشارة الى قرار مؤكد اتخذته الرياض في هذا الشأن. ولا يتولى الأمير تركي منصبا رسميا في الوقت الحاضر ولكنه يُعتبر سفيرا متجولا للمملكة ومرشحا لتسلم حقيبة الخارجية في المستقبل، بحسب صحيفة الغارديان.
أقرأ ايضاً
- هيئة النزاهة تستردّ مداناً من تركيا
- الرئيس اللبناني سيزور السعودية كأول زيارة رسمية بعد انتخابه
- وفد برلماني إيراني یتوجه إلى العراق