- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
للراحلين من الإعلاميين الف سلام
بقلم:حسن كاظم الفتال
قال الإمام الحسين صلوات الله عليه : ( خُطَّ الْمَوْتُ عَلَى وُلْدِ آدَمَ مَخَطَّ الْقِلَادَةِ عَلَى جِيدِ الْفَتَاةِ) . الموت : هو النهاية الحتمية لكل بشر ولابدية وقوعه على جميع البشر مؤكدةٌ بأمر من الله جل وعلا وقد جاء في حديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إذا مات ابنُ آدم انقطع عملُه إلاّ عن ثلاث : صدقةٌ جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له) بداية نقول : كم من الناس يرحل إلى العالم الآخر راجيا رحمة الله تعالى ومغفرته ولكن دون أي يترك اي اثرٍ يذكر وهذا ما حصل ويحصل يوميا . إنما ثمة من يرحلُ لكن لم يكن رحيلُه إلا جسدا فحسب إنما تظل روحه وضميره وفكره وما خلف من إرث ثقافيٍ أو تربوي أو علمي كلُ ذلك يظل عالقا في أذهان الناس . وهنالك من انتهج منهجيةً معينة هي سنة هدىً كما وصفها الإمام الصادق صلوات الله عليه . ليست نفعية وكذلك غير تخصصية إلا وهي منهجيةُ خدمة الإمام الحسين صلوات الله عليه لذا يظل ذكرُه يقترن نوعا ما في مفاصلَ معينة أو أوقاتٍ محددة بذكر سيد الشهداء سبط رسول الله صلى الله عليه وآله الإمام الحسين صلوات الله عليه . وقد اعتدنا في هذه المدينة المقدسة أن نتمظهر بأحسن التمظهر بتعاطينا مع القضية الحسينية ونتفاعل معها غاية التفاعل بل اصبحت جزءًا من حياتنا أو هي الملمح البارز من ملامح هويتنا العقائدية وهي التي تتصل بالرسالة المحمدية الإنسانية بكل تفاصيلها. ومن أجل إعلان وثبات تمسكِنا والتزامنا اشتد فينا الإصرارُ على إقامة المجالس والمحافل الدينية والقرآنية وقد أُعِدَّ ذلك مفصلا مهما من مفاصل الإعلام ومما زاد فينا الإصرارَ أن مثل هذه الممارسات وإقامةِ المجالس وإحياء الشعائرِ هي وجهٌ من أنصع وجوه التحدي لكل طغمة فاسدة. وقد أدى هذا الإصرار والتحدي فاعليتَه على مستوى التربية الحسينية العقائدية وترك الأثر في المشهد الإعلامي كذلك. ومثلما أصبح ذلك ملمحا من ملامح الشرف لمن التحق به فقد صار كذلك يسوق حتى الراحلين عن هذا الدنيا إلى عالم الخلود لذا غالبا ما نستذكر الراحلين الذين كانوا يسعون لديمومة هذه الشعائر وحث الآخرين على المشاركة فيها . لذا يحق لنا أن نزداد فخر بذكر الذين افنوا سنين أعمارهم بالخدمة الحسينية خصوصا الذين دورا إعلاميا حقيقيا مهما وساهموا في نشر الوعي والثقافة الحسينية وكلٌ وفق اختصاصه وبما أتيح له من دور . وقد قطعوا شوطا طويلا وشقوا الطريق لخدمة الناس وإنشاء مجتمع فاضل ولم يكتفوا بنشر الصوت الحسيني من خلال العمل في الوسط الإعلامي فحسب بل آثروا أن يمدوا مساهماتهم لتشمل مفاصل كثيرة .حتى انتقلوا إلى عالم الخلود تاركين إرثا ثقافيا علميا وفيرا. وقد ظل لكل منهم ذكرى عالقة بأذهان الحسينيين . مما منحنا الحق في أن نزداد فخرا بإحياء ذكرهم واستذكار مواقفهم النبيلة . وأن نعاهدهم بأن نواصل السير على خطاهم بكل أمان وبدقة بإذن الله
أقرأ ايضاً
- المقاومة اللبنانية والفلسطينية بخير والدليل ما نرى لا ما نسمع
- ارتفاع سعر صرف الدولار .. استمرار الغلاء الفاحش
- مكانة المرأة في التشريع الإسلامي (إرث المرأة أنموذجاً)