بقلم: إياد الصالحي
بإقرار مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أجندة الكونغرس 72 في قطر 31 آذار 2022، تتجه انظار ملايين العراقيين صوب العاصمة الدوحة، آملة حسم ملف الحظر الدولي بشكل نهائي عقب صبر طويل مُمتد منذ 35 عاماً، لم تهنأ منتخباتنا الوطنية في اللعب على أرضها، وخسرت حظوظها في أكثر من بطولة جرّاء ترحال اللاعبين من دولة إلى أخرى بحثاً عن ملاعب بديلة.
أما لِمَ كل هذه البهرجة بموافقة الفيفا على إقامة مباراة المنتخب مع الإمارات في تصفيات مونديال قطر 2022 يوم 24 آذار القادم في ملعب المدينة الدولي ببغداد! الجميع يعلم وأوّلهم وزير الرياضة عدنان درجال أنها مباراة أختبار جديد لظروف العراق الأمنيّة والتنظيميّة، ولا تعني الموافقة على رفع الحظر الكلي، وبالتالي فالجهد الحقيقي يستمر ولا يستكين حتى نكسب الموافقة النهائية أواخر الشهر المقبل.
مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أو ما يُعرف سابقاً بـ"اللجنة التنفيذية" للاتحاد المؤسّس قبل 117 عاماً، يتخذ "القرارات الهامّة في جميع القضايا التي لا تندرج تحت نطاق مسؤولية الكونغرس أو التي لا تختص بها أية جهات أخرى بموجب القانون أو بموجب هذه التشريعات) حسب ما نصّ عليه نظامه.
ومع تنوّع القضايا المطروحة أمامه، لم تزل قضية الحظر الدولي المفروض على ملاعبنا بحاجة الى قرار مُنصف يأخذ بعين الاعتبار الجهود التي بذلها العراق لتنفيذ شروط رفع الحظر، والتي أشاد بها رئيس الفيفا جياني إنفانتينو وآخرها في لقاء جمعه مع رئيس اتحاد الكرة عدنان درجال في الدوحة بتاريخ 26 تشرين الأول عام 2021، وأوعز للجان التقييم والمراقبة بزيارة ملاعب العراق لغرض التقييم.
السعودي عصام السحيباني، المدير التنفيذي لمكتب الاتحاد الدولي بمدينة دبي الإماراتية، والذي باشر أعماله منذ 1 تشرين الأول 2017، كان قد أشرف على مباراة منتخبنا الوطني وضيفه الأوغندي التي جرت في العاصمة بغداد يوم 21 كانون الثاني 2022 وقدّم تقريره لمجلس الفيفا، وكل الدلائل تشير الى إيجابية الانطباع المرفوع الى الاتحاد الدولي.
نتمنّى أن يستعدّ اتحاد الكرة لتحرّكات جادّة ومُدعمة بموجبات رفع الحظر للاجتماع مع شخصّيات مؤثرة وفي مقدّمتهم رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني سلمان بن إبراهيم صاحب المواقف الجيّدة والداعمة لرفع الحظر مثلما أثمرتْ عن إصدار مجلس الفيفا ذاته قرار رفع الحظر الجزئي عن المُدن الثلاث (البصرة وكربلاء وأربيل) في 16 آذار 2018 بُعيد أجتماع الأخير في العاصمة الكولومبية بوغوتا، ولا ينسى درجال (العضو الاستشاري ضمن الوفد العراقي لاجتماع الفيفا في البحرين أيار 2017) تحذير ابن إبراهيم للوفد (ركّزوا على مسألتين لا ثالث لهما، الأمن والأمان، مع أخذ الحيطة والحذر، فهناك من لا يريد الخير للعراق ويعمل من أجل عدم رفع الحظر) وهو ما كشف درجال لصحيفة المدى في حواره بتاريخ 18 أيار 2017.
اللافت وقتها، أن قرار مجلس الفيفا برفع الحظر الجزئي عن ملاعبنا جاء بعد تحرير مدينة الموصل بسبعة أشهر فقط من دنس الإرهاب، وهذا يعني أن جهد الوفد وتحرّكاته في اجتماع البحرين الذي سبق تحرير الموصل بشهرين، كانت مؤثّرة، ونجح حتى في عدم درج موضوع الحظر ضمن أعمال الكونغرس والاكتفاء بقرار مجلس الفيفا حسب طلب الاتحاد العراقي بسحب القضية وتحويلها الى اجتماع المجلس، وبالفعل أصدر الفيفا قراراً مؤقتاً في 9 أيار 2017 برفع الحظر عن الملاعب العراقية والسماح بإقامة مباريات دولية ودّية فيها لمدة ثلاثة أشهر.
نريد أن تكون الدوحة حاسمة لملف الحظر الدولي لو عرف رئيس الاتحاد رسم السيناريو نفسه لما جرى عام 2017، ولا ينفرد بالحلول وحده أو يتظاهر بأن كل شيء قد أنتهى في ملف الحظر مثلما بدا واثقاً بمبالغة كبيرة في المؤتمر الصحفي أمس الإثنين، فقد بلغ اليأس درجات لا تطاق لدى جمهورنا الذي بات يتمنّى الانسحاب من قارّة آسيا والانضمام الى الاتحادين الأوروبي أو الأفريقي حسب ما كشفت عنه بعض المواقع الإلكترونية على أن لا يستمرّ ظُلم الكرة العراقية من الدول الشقيقة، وهناك من أقترح بناء ملعبين مُحاذيين لحدود الأردن وتركيا لإسقاط أيّة ذريعة بعدم إمكانية اللعب في عاصمة البلاد أو في إحدى مدن شماله وجنوبه!
وأخيراً، رسالتنا الى رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم (نائب الرئيس الأعلى للفيفا) فمنذ توليك رئاسة الاتحاد القاري أيار عام 2013 حتى تجديد ولايتك في نيسان عام 2023 أو مغادرتك لها، كنتَ ومازلتَ ناصحاً وداعماً لقضية رفع الحظر الكلي، لكنّك لم تفِ بوعدك في زيارة العاصمة بغداد ودعم استحقاقها مثلما أكدت يوم 28 شباط عام 2018 لمناسبة اللقاء التاريخي بين منتخبنا وشقيقه السعودي في ملعب (جذع النخلة) بمدينة البصرة، لما للعاصمة من تأثير كبير في معادلة المساندة العربية ورفع الظلم عنها.
أقرأ ايضاً
- هل طُويَّ ملفُ الانتفاضة ؟!
- الحكومة والامريكان وإدارة ملف الأموال العراقية
- المرجعية الدينية العليا.. تحقق نجاحا ملفت للنظر