بقلم: محمد حمدي
نعيش مُرغمين أو مُبتهجين في ذُرَّة أيّام العصف الإعلامي المونديالي الذي غطّى وطغى على جميع أنواع الأخبار السياسيّة والاقتصاديّة والفنيّة وغيرها، وتتسيّد الدوحة بمونديالها الرائع ذروة الأحداث بجميع التفاصيل التي يتعدّى بثّها ساعات اليوم الواحد لو أتيحت الفرصة لذلك، ودون أدنى شكّ هي فرصة هائلة للتعلّم والمقارنة والاستفادة القصوى بالنسبة لنا كمؤسّسات رياضيّة ينتظرها أحد أهم الأحداث التي طالما عملنا من أجل تضييفها لفترات طويلة جداً ونقصد بطبيعة الحال خليجي 25 في البصرة الذي من المُقرّر له أن تنطلق فعّاليته في السادس من كانون الثاني مطلع العالم المقبل.
ومع التغييرات الكبيرة في الأحداث وانبثاق اللجنة العليا للاشراف على البطولة المشكّلة بأمر رئيس مجلس الوزراء والتي يرأسها وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع وتضمّ في عضويّتها مناصب كبيرة في الدولة من مختلف الوزارات والمنظمات الرسميّة والمدنيّة والدعم الحكومي المركزي الهائل لعملها بهدف انجاح البطولة الخليجيّة في البصرة بأي شكل ومضمون، يكون لزاماً على اللجنة أن تستفيد من الدرس المونديالي غاية الاستفادة لتحقيق المراد في جميع الجوانب، ولأجل تحقيق ذلك لابد من استشارة مختصين ممّن أعلنوا تطوّعهم في بذل كل ما نريده وهُم كثر وبصورة خاصّة من المتواجدين في الدوحة من إعلاميين ورياضيين وفنيين ومسوّقين وغيرهم وأن يكون العمل مباشراً بلا إعلانات فارغة كما يحصل كل مرّة ونعود بالتالي الى طريقتنا القديمة التي أكل الدهر عليها وشرب.
هنا لا أعني أبداً التدخّل الفني لا من قريب ولا من بعيد بعمل اللجنة الخليجيّة المنظّمة أو الاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم والمعني بالضرورة هو ما حول البطولة وما يتعلّق بعمل وزارة الشباب والرياضة ومحافظة البصرة واللجنة العليا المشرفة التي ستكون مهامها حول البطولة جسيمة جداً، وبالتالي هي من يتحمّل نجاح أو اخفاق البطولة لا سمح الله.
قد يسأل أحدهم من جدوى الحديث أو المقترح في هذا الوقت بالذات وما إذا كانت اللجنة قد عملت بجد بهذا الاتجاه، وللإجابة عن ذلك نرى أن العمل مازال يحبوا متثاقلاً مع إن ما يفصُلنا عن موعد الانطلاق هو هامش بسيط جداً من الوقت كُرِّس بصورة تامّة لإنهاء ملعب الميناء أوّلاً ليكون على استعداد لتضييف إحدى المجموعات في البطولة مع هوامش أخرى تخصُّ الجانبين الأمني والسياحي وهو وإن كان على درجة عظيمة من الأهمية، إلا أن ذلك لا يعني أبداً إغفال الجوانب الأخرى وتجهيزها في الإعلام وتدريب المتطوّعين واختيار الشخصيات المناسبة المحترفة في الإدارة والعلاقات العامة أو حتى اختيار الشركة المختصّة التي تتولّى أمور الاستقبال والتوديع والاحتفالات، أمور كثيرة جداً لابد أن يكون مركزها وموقع عملها في البصرة تحديداً مركز البطولة وفعّالياتها من دون أي خسارة مُمكنة للوقت الذي أخذ ينفُد منّا بسرعة متناهية.