- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المرجعية الدينية العليا.. تحقق نجاحا ملفت للنظر
بقلم: نجلاء عبد علي عمران
منذ عام 2003 ولحد الآن تسيطر أمريكا وكل منظماتها الإنسانية وقواعدها التحليلية على العراق من أجل خلق نظام ديمقراطي على غرار الأنظمة الغربية، هنا يطرح السؤال الذي بقيت الإجابة عنه مبهمة ولا يستطيع احد الإجابة عنه. بحجة الديمقراطية، هل تحتاج الديمقراطية إلى تدمير البلد..؟ وخلق الطائفية الداعشية بشتى وسائل القتل وحرق المنشآت الحيوية والمستشفيات ووسائل النقل والمتاحف وكل شيء تقريبا؟. وحتى بعد استتباب الأمر لم يسلم العراق من عصابات السلب والنهب بسرقة ما تبقى من ممتلكات الدولة بحيث تم سرقة كل شيء تقريبا.
ولكن ببساطة ومع قراءة بسيطة للمفاهيم السياسية الحديثة ندرك إن هناك قوى أرادت انتزاع العراق من هويته العربية والإسلامية أولا، ولكن فضل المرجعية الدينية العليا وسياستها المتزنة باتجاه الأحداث خيبة ظنون الكثير من أعداء العراق.
لذا لم نتفاجئ حين نقرأ عن منظمة المجلس الأطلسي الأمريكية المعنية بالتحليلات، الخاصة بالمرجعية الدينية في العراق والدور الذي تلعبه في "تحسين أوضاع البلاد" وهي تشير بتقاريرها الى المشاريع التي تقوم بها العتبة الحسينية المقدسة، والتطور المتسارع لمؤسساتها لتؤكده بصيغة قالت عنها: إنها تمثل نموذجاً "نادراً" في المنطقة الشرق أوسطية.
بمعنى ان مركز أبحاث الأمريكي ذو نفوذ في مجال الشؤون الدولية. تأسس في العاصمة واشنطن وهو يُعد منتدى للزعماء السياسيين الدوليين ورجال الأعمال والمثقفين. يُدير المجلس عشرات مراكز إقليمية وبرامج عملية لها علاقة بالأمن الدولي والازدهار الاقتصادي العالمي، يدعو الجهات المرتبطة بالملف العراقي بـالتواصل والتعاون مع المرجعية الدينية بهدف استثمار التأثير الإيجابي "طويل المدى" الذي تقدمه المرجعية الدينية.
ويتضح من هذا الاعلان ان الإدارات الأمريكية اعتمدت في سياستها تجاه المرجعية بناء على مصالحها وأمنها القضايا الطارئة التي تحصل في الساحة الدولية، بل انها سعت للاستفادة بخبرة ما سبق، حين شاهدت ماذا فعل نداء الدفاع الكفائي في القضاء على (داعش) ومن ورائهم.
والجدير بالذكر ان السياسة الأمريكية تجاه العراق في الوقت الراهن كانت ومازالت مبنية على المصالح، اي ان أمريكا لا يهمها لا من قريب ولا من بعيد المرجعية الدينية العليا، وإنما همها أولا وأخيرا مصالحها وأهدافها الاستراتيجية، وعلى الجميع ادراك ذلك والعمل بضوء هذه الرؤية.
أي إن ما خربته الحروب العشوائية في العراق تم بنائه من قبل المرجعية الدينية العليا ومؤسساتها الدينية المتمثلة بالعتبات المقدسة. فلفت أنظار المراقبين للشأن الشيعي فبدأوا بالإشادة والتوضيح وهذا يحسب نجاحا مبرما للمرجعيات الشيعية ليس في العراق بل بالعالم أجمع.
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- المرجعية وخط المواجهة مع المخدرات
- ثورة الحسين (ع) في كربلاء.. ابعادها الدينية والسياسية والانسانية والاعلامية والقيادة والتضحية والفداء والخلود