بمجرد ان نقل وفد من قسم المشاريع الهندسية كان قد زار مركز لعلاج الدم في مدينة الطب ببغداد معاناة الاطباء والمرضى والنقص الحاد الذي يعانيه العراق في هذا المجال، اوعز المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة على الفوز بانشاء مركز علاجي بارقى المواصفات العالمية، وبات افتتاحه قاب قوسين او ادنى واصبح حقيقة تنقذ الاف العراقيين المصابين بهذه الامراض من الموت او الاضطرار الى بيع بيوتهم او ممتلكاتهم للعلاج في الخارج.
حاجة واغاثة
يسرد ممثل قسم المشاريع الهندسية التابع للعتبة الحسينية المقدسة المهندس عبد الكريم عليوي حسن لوكالة نون الخبرية قصة هذا المنجز الكبير بقوله ان "الغاية من تشييد هذا المركز هو لسد النقص الحاد في العراق من هذا النوع من المستشفيات، حيث اطلعنا خلال قيامنا بجولة وزيارة لمستشفيات بغداد ان ما موجود هو 12 غرفة لعلاج هذا النوع من الامراض في جميع محافظات العراق منها ستة غرف في مدينة الطب ومثلها في محافظة السليمانية، وهي لا تفي بالغرض لاننا شاهدنا ان الزخم البشري كبير والاطباء يتعرضون لمعاناة كبيرة والعلاج شبه مفقود والمرضى معاناتهم اكبر واغلب الحالات ترسل الى خارج البلاد وتثقل كاهل ذويهم بانفاق ملايين الدنانير، وما ان نقلنا تلك المعاناة الى المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي حتى اصدر امرا على الفور بالتنسيق مع وزارة الصحة وتنفيذ هذا المشروع".
واضاف "دأبت العتبة الحسينية المقدسة على تنفيذ مشاريع مهمة لها مساس بحياة المجتمع واهم تلك المجالات هو المجال الصحي حيث باشرت بانشاء حزمة من المشاريع الصحية ومنها مشروع المركز العلاجي لامراض الدم في كربلاء والمختص بعيادات طبية ومركز امراض الدم وزرع النخاع، وقد وصلت نسب الانجاز فيه الى 96 بالمئة وسيتم افتتاحه منتصف العام الجاري او اقل من ذلك، وهو مشروع بنايته مكونة من عشرة طبقات مساحة الطبقة الواحدة 700 متر مربع ويشكل مجمل مساحته سبعة الاف متر مربع اي قرابة ثلاثة دوانم بكلفة اجمالية تصل الى عشرين مليار دينار، وتضم الطبقة الارضية منطقة الاستقبال والخدمات الميكانيكية التي تتضمن معامل توفير الاوكسجين الحديثة مكونة من معملين يغذيان المركز ومستشفى احمد الوائلي المجاور له بمادة الاوكسجين بوقت واحد وجهزت من مناشيء عالمية ورصينة وخزانات ومنظومة اطفاء".
وتابع حسن ان " الطبقة الاولى تشمل مكاتب ادارية وقاعات دراسية لتدريس طلاب الجامعات الطبية ومنها جامعة السبطين الحديثة ومنظومتي (IT) و ( BMS) وهي منظومات حديثة لادارة المستشفى، اما الطبقة الثانية فيوجد فيها مختبر مرجعي يقدم الخدمة لجميع محافظات الفرات الاوسط يضم ثلاثة اقسام هي فحص الانسجة وفحص المجهريات (BCR) ونخاع العظم، اما الطبقة الثالثة فتشمل 14 عيادة طبية استشارية، والطبقة الرابعة فيها غرف لرقود المرضى وغرف ادارية، فيما تضم الخامسة مركز امراض الدم وفيه صالات العلاج الكيمياوي وغرف فحص وغرف (برسيجر روم) مقسمة الى قسمين احدهما للبالغين والآخر للاطفال، والطبقة السادسة خاصة بالعناية المركزة ويحوي 8 غرف للرقود و3 للعزل الخاص، كما تتضمن الطبقة السابعة 14 غرفة مخصصة لعلاج الاطفال ولها ديكورات خاصة للاطفال تتناسب مع حالاتهم المرضية، اما الطبقة الثامنة فعبارة عن 13 غرفة للمرضى ومختبر نيتروجين تابع لمركز امراض الدم، فيما تتكون الطبقة التاسعة من 14 غرفة لرقود المرضى".
غرف ومنطومات
وتابع بقوله "لدينا 60 غرفة مريض في هذا المركز فيها عناية خاصة والمريض معزول وقد تمتد فترة رقوده الى شهر كامل يتلقى خلالها العلاج باحدث الاجهزة الطبية والادوية من مناشيء رصينة ويراعى حالة المريض النفسية والصحية، وقد استخدم في التغليف الخارجي للبناية مادة حديثة تسمى (فرونتك وبورسلين اسباني) يعمل بالطريقة الميكانيكية وهي طريقة حديثة بالتغليف الخارجي، اما التغليف الداخلي فاستعملت فيه مادة (HPL) وهي مادة حديثة لا تتأثر بالبكتريا وصلبة"، مشيرا الى ان "كل تفاصيل هذا المشروع تم بالاتفاق مع وزارة الصحة وما تتطلبه احتياجاتهم على وفق المواصفات العالمية الحديثة المعمول بها في ارقى المستشفيات العالمية ".
واشار ممثل قسم المشاريع الهندسية الى ان "المشروع زود بمنظومات عدة منها منظومة تهوية خاصة (فول فريش) بمواصفات عالمية، ، بالاضافة الى منطومة اوروبية خاصة لنقل العينات التي تقوم بنقل عينات الدم من الطبقات الى المختبرات بواسطة كبسولات خاصة تحمل ارقام مشفرة دون تعرضها الى الجو او الايدي وفيها منظومة سيطرة وتحكم تمنع تلوث العينات، وكذلك منظومة مخصصة للانارة، ومنطومة تكييف مركزية وايضا توجد منظومة ماء معقم وومنظومة معالجة الحرائق المكونة من جزأين اطفاء الحريق والاستشعار المسبق بالدخان والحرارة، ومنظومة الساعات وكاميرات المراقبة ومكبرات الصوت والاستدعاء للمرضات والانذار المبكر، ومصاعد للمرضى وللصيانة سعة المصعد الواحد يصل الى الفي كيلوغرام مستورد من شركة هونداي الكورية".
واشار الى ان "المشروع نفذ من قبل ملاكات عراقية باشراف قسم المشاريع الهندسية باستثناء بعض العمليات التي تحتاج الى تقنيات خاصة فنفذت من قبل شركات تركية متخصصة"، منوها الى ان "المركز يستقبل حالات عامة وحالات مرضى الدم، وكذلك يقدم المركز خدماته الى مرضى مستشفى احمد الوائلي المجاور له والمخصص بمعالجة النساء ، عبر تقديم خدمات عديدة من المختبرات والفحوصات".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير ــ عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- لرعاية النازحين :العتبة الحسينية تفتتح مركز رعاية صحية في مستوصف الرسول الاكرم في لبنان(فيديو)
- توجيه للسوداني قد يجد لها حلا :مناطق البستنة في كربلاء يعجز الجميع عن بناء مدارس لابنائها الطلبة فيها
- جاء من ديترويت الى كربلاء المقدسة.. طبيب اميركي تطوع لعلاج زوار الامام الحسين في الاربعينية