تراصفت مجموعة من المواكب الايرانية بشكل مرتب حول هياكل البناء التي تجري فيها عمليات انشاء صحن العقيلة زينب سلام الله عليها، يخدم فيها مجموعة من محبي الإمام الحسين عليه السلام من الايرانيين الذي ارتدوا بدلات بيضاء ووقفوا ينادون بصوت خافت على الزوار، مجموعة من العاشقين الايرانيين للحسين بينهم كفاءات مختلفة وكسبة وتجار اتفقوا على ترك الارزاق والعيال ونيل شرف تسجيل اسمائهم في سجل خدمة ابي عبد الله الحسين لم تمنعهم اللغة او اللهجة من نيل شرف الخدمة الحسينية فالتفاعل كبير جدا، تلك المواكب يلاحظ المشاهد ان جموع كبيرة من الزوار العراقيين وغيرهم يتجمعون حولها لانها تقدم وجبات بنكهات ايرانية تختلف عن باقي المواكب الاخرى وهو امر يدخل السرور على قلب الخدام العاملين فيها.
الخبز الايراني
الحاج اكبر صاحب موكب رقية بنت الحسين عليهما السلام الذي قدم من طهران قبل تسع سنوات لتقديم الخدمة الحسينية في مدينة كربلاء المقدسة، جلب معه مخبز متكامل من الجمهورية الاسلامية في ايران بانفاق من ماله الخاص ليقدم نوعا من انواع الخبز الايراني الذي يستطعمه العراقيين كثيرا، ويساعده بالعمل مجموعة من الشباب يصل عددهم الى 20 خادما يتناوبون بالعمل على وجبات، الخادم اكبر مهنته الاصلية هي صاحب مخابز ويخبز يوميا في الموكب بحدود 20 كيس طحين تنتج حوالي 12 الف رغيف خبز، ويستمر تقريبا عشرة ايام بالخدمة الحسينية ويقدم حوالي 120 الف رغيف خبز لزوار الإمام الحسين عليه السلام، ويستقطب موكبه عشرات الالاف من الزائرين الايرانيين والعراقيين والعرب والاجانب الذين يقصدونه لتناول هذا النوع من الخبز، فضلا عن تقديم الخبز للمواكب المجاورة التي تقدم الكباب بنوعيه، ويتناوب على العمل وصنع الخبز خمسة واربعون خادما ايرانيا مختصا بالعمل على تلك المخابز الحديثة.
كفاءات ووجبات
حسن فريدو وفريق عمله الخاص المكون من 24 خادما نصب موكبا منذ ستة اعوام على ماكنة كهربائية تصنع الفلافل ويقدمون اللفات والشاي والماء على الزوار على مدى عشرة ايام ويعمل 12 ساعة يوميا لمدة عشرة ايام مقسمة على ثلاث وجبات عمل، والخدام في هذا الموكب بينهم اطباء ومهندسين وموظفين وكسبة يتركون وظائفهم وارزاقهم ويتحملون نفقات سفرهم التي اصبحت باهضة الثمن بسبب تدهور ازمة بلادهم الاقتصادية وارتفاع اسعار تذاكر الطيران، ويقدمون للمشاركة في الخدمة الحسينية، وبينهم علي عامري مهندس من ايران متخصص بالصيانة تكفل بنصب هياكل (سكلات الحديد) للمواكب الحسينية وساهم باصلاح مكائن الفلافل العاطلة كما اسس الربط الكهربائي لموكبه ولجميع المواكب المحيطة به بطريقة مهنية وامينة، هذه المواكب ساعدها رجل من اهالي كربلاء اسمه اسعد حسن فهد من اهالي المخيم، تكونت له معهم علاقات سابقة عندما فر هاربا الى ايران من بطش النظام المقبور، يقول في حديث لوكالة نون الخبرية، انه "تكفل برعاية المواكب الايرانية مع الحاج اكبر، وكان اول موكب في شارع سيد جودة عام 2003 وبعدها نصب الموكب قرب المخيم الحسيني قبل الشروع ببناء صحن العقيلة زينب سلام الله عليها عام 2008 وعند افتتاح جزء من صحن العقيلة تمكنا من الحصول على مكان منذ خمس سنوات تقدم فيه مواكب الايرانيين خدماتها المختلفة، وتطورت الخدمة وزادت الوجبات حتى وصل عدد العاملين الى 70 خادما في المواكب، وتستقطب تلك المواكب الزائرين بكثافة كونها متخصصة بتقديم وجبات خفيفة مثل الفلافل والخبز والعصائر والمرطبات والشاي والحليب.
نكهات شيرازية
ومن محافظة شيراز جاء رضائي سعيا الى نيل الشفاعة مع خادم تخصص بتصنيع العصائر والمرطبات الايرانية وآخر متخصص بصيانة مكائن صنعها ويعمل معه ثلاثون خادما حسينيا ليقدموا سبعون الف قدح عصير في اليوم الواحد بنكهات ايرانية شيرازية، ويجلب معه معملين لصناعة المرطبات والعصائر والخامات التي تدخل بالصناعة مثل الاقداح والعصير والسكر والاغلفة، يستمرون بالخدمة الى ما بعد انتهاء الزيارة الاربعينية لثلاثة ايام ، وهو يخدم زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام مع مجموعته في كربلاء المقدسة منذ ثماني سنوات، ويقدمون خلال عشرة ايام من الخدمة نصف مليون قدح عصير ومرطبات ويعتمد الموكب في انفاقه على جمع مبالغ بين اعضاءه وتبرعات من اشخاص مقربين منهم من الاصدقاء والاقرباء.
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- عمرها يتجاوز (500) عام :مهنة "رواف الملابس" اندثر سوقها في بغداد وتسير نحو الانقراض (مصور)
- تكاد تملك قوت يومها : امراة فقيرة تطعم الاف الزائرين امام دارها في "آل جويبر" بمحافظة ذي قار