حرموا من زيارة الإمام الحسين عليه السلام ثلاثة عقود عندما كان نظام الطاغية المقبور مستوليا على زمام السلطة، وبعد انفراج الامور قدمت منهم ثلة مؤمنة اصابتها حالة من هستيريا العشق الحسيني بعد وقوفها امام ابواب المعشوق، وعلى الفور ومن ساعتها قرروا ونفذوا ونصبوا مضيفا وموكبا وقدموا الخدمة منذ خمسة عشر عاما حتى وصل عدد من يقصدهم الى ثلاثين الف زائر.
عشاق البحرين
في العام 2004 جاء الحاج علي شاكر الطواش من موكب عزاء اهالي البحرين مع سبعة من رفاقه للزيارة فانبهر بما شاهده من مسيرة مهيبة نحو كربلاء الشهادة، لاسيما بعد منعهم من الزيارة من بداية العقد السبعيني، فقرروا ان ينصبوا موكبا حسينيا لخدمة الزائرين، لان العشق البحريني مميز ويسري في دمائهم وعروق ابنائهم وقلوب نسائهم وهم اصحاب مواكب في البحرين ويقيمون مختلف انواع الشعائر من مجالس حسينية في مختلف المحافظات والقرى وتسير المواكب في الشوارع الرئيسة وتستمر الى ساعات متأخرة من الليل ويشارك بها عشرات الالاف من البحرينيين.
وتخنقه العبرات ويبكي بحرقة وهو يستذكر مجيئه مع ثمانين بحرينيا الى العراق في العام 2003 بعد فراق عن زيارة الامام الحسين عليه السلام لمدة ثلاثين عاما، حيث انتابتهم حالة من الهستريا والبكاء واللطم على الرؤوس وهم غير مصدقين انهم امام ابواب الحسين والعباس، وصارت عندهم حالة من هيجان العشق الحسيني، وبسرعة قرروا ان ينصبوا موكبا حسينيا وجمعوا التبرعات ونفذوا الامر وبدأت الخدمة الحسينية بنفس يوم وصولهم، وفي العام التي تلاه وبعد توثيق ما قدموه فيديويا ومشاهدته من قبل اهالي البحرين اشتعل القلب شوقا لدى مئات الالاف والكل تنتظر حلول موعد زيارة الاربعين، وصار الموكب منارا للعاشقين البحرينيين ، فبحثوا عن مكان اوسع لتقديم خدمة اكبر، فجاءت الحشودتلوالحشود حتى وصل العدبين ثمانية الاف الى اثنا عشر الف في السنوات الماضية، وبتبرعات تظامينة توسعت الخدمة واصبحت في الموكب على مدى ايام الزيارة وبعدها.
لوعة وآهات
ويبين الطواش لوكالة نون الخبرية، "منحنا مسؤولي المخيم الحسيني مكان واسع وباشرنا بتقديم الخدمات واستقطبنا الاف الزئرين البحريين والعراقيين ومن مختلف الجنسيات، ولخبرتنا في ادارة المواكب واقامة الشعائر تمكنا من التكيف هنا في كربلاء مع بركات الامام الحسين عليه السلام واصبح المتطوعين للخدمة في الموكب بالعشرات"، وبالرغم من ان "اغلبنا من الموظفين والكسبة الا اننا نترك ارزاقنا وعائلاتنا وندخر اجازاتنا الى الزيارة الاربعينية، لان الخدمة تستمر 25 يوما في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف لاحياء وفاة الرسول الكريم، ومن بيننا كفاءات كثيرة من مدراء شركات واطباء ومسؤولين وتجار وهو شرف لنا ان نتأسى بابي عبد الله الحسين في الايثار"، ويكمل حديثه "منذ 15 عاما يقدم الموكب تقريبا خدماته لثلاثين الف زائر، واصفا حرمانهم في العام الماضي 2020 من الزيارة بسبب جائحة كورونا بكلمات ممزوجة مع البكاء باللوعة الغريبة التي أثرت نفسيا على الكثير وولدت لديهم حالة من الهيستيريا، وحتى الكثير منهم امتنع عن مشاهدت نقل وقائع الزيارة الاربعينية عبر شاشات التلفزيون، لان كل بيت من بيوت عشاق الحسين في البحرين تحول الى مأتم".
العطاء البحريني
وعن العطاء البحريني في مسيرة الاربعين يقول الخادم مهدي صالح الخور، في حديث لوكالة نون الخبرية، اننا "نقدم ثلاث وجبات رئيسة تتمثل بالافطار الصباحي الذي يستمر توزيعه لمدة اربع ساعات يقدم فيه البيض والصمون واللبلبي والكيك الذي يصنع بافران المعجات الاوتوماتيكية التي جلبناها من مملكة البحرين، ثم الغداء الذي يستمر توزيعه ايضا اربع ساعات ويقدم فيها البرياني وتمن وقيمة ولوبيا مع التمن والشبسزي مع التمن متنوع خلال ايام نصب الموكب، وتطبخ يوميا 160 كيلوغرام الى 320 كيلوغرام من اللحوم تطعم ثلاثة الاف زائر ترتفع الى ثمانية الاف زائر عند الذروة، وتقدم معها الحلويات والماء والشاي، ومن ثم تقدم وجبة العشاء ويقدم فيها الكباب والسنبوسة والقيمة والفول، وكل ما يقدم هو طعام بحريني ويطعم الموكب في اليوم الواحد تقريبا الفي زائر ويزداد حتى يصل عددهم في نهاية الزيارة الى ثلاثون الف زائر، يخدمهم تقريبا عشرون شخصا، وقد جلبنا مكائن عدة لصنع الكباب والفلافل وافران للحلويات، كما نجلب معنا مئة الف قرص خبز لبناني لتغطية الاحتياجات" مبينا ان "الشعب العراقي يعشق الطعام البحريني ولدينا زبائن دائميين للموكب يقصدونه كل عام لتناول ما يقدم من اطعمه".
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- بركات الامام الحسين وصلت الى غزة ولبنان :العتبة الحسينية مثلت العراق انسانيا(تقرير مصور)
- "ترتيبات" مع الناتو.. هل وجدت بغداد بديلا للتحالف الدولي؟
- موزعين على (350) موقعا سكنيا:العتبة الحسينية تقدم (22) الف وجبة طعام يوميا للوافدين اللبنانيين في كربلاء المقدسة