دكتور صيدلاني نذر نفسه للحسين وخدمته وزيارته، وقف على عتبة الستين من عمره وهو يداوم على الحضور في مناسبات دينية عدة، لكنه يصر ومهما كانت الضروف على الحضور في الزيارة الاربعينية لانه حصل على موطئ قدم في زاوية من الحرم المقدس لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين عليه السلام ليكون خادما لضيوفه في مجال اختصاصة، ورغم انه اجاد في عمله الا انه يسعى الى ان يكون خادما بالفكر والتبليغ والدعم المادي ليتمكن من نيل الشفاعة بالاخلاص بالعمل وعلى حد قوله وبلهجته اللبنانية المحببة" يا بندخل الجنة بشفاعة الحسين يا بلاها".
الحزن العراقي
فخري يوسف لبناني يحمل الجنسية الكندية طبيب صيدلي منذ ثماني سنوات وهو يواصل زيارته لمراقد الائمة الاطهار ويعشق العراق واهله، هاجر الى كندا منذ ثلاثين عاما والتقى بالجالية العراقية هناك، بقول في حديث لوكالة نون الخبرية، ان "في لبنان تقام الشعائر الحسينية في محرم وصفر الا انه يعشق الطريقة العراقية التي يكون فيها الحزن العراقي متبادل بين الناعي والمتلقين وطريقة الاداء واللهجة العراقية التي حتى الرواديد اللبنانيين يتحولون عليها مرغمين لانه مكان الفاجعة، وما يشدني هو الصوت ونبرة الحزن، وهذا حصل في كندا ومجالسها التي يحضرها مسلمين شيعة وسنة من الجاليات العربية ومن الباكستان وايران، وهناك فعاليات تقام في امكنة محددة في كندا الا ان منها تنظم حملة للتبرع بالدم من المسلمين تهدى الى الصليب الاحمر الكندي كترويج اعلامي لقضية الحسين وكربلاء لاقت اقبالا كبيرا لدى الكنديين، وفي الاربعينية تسير مسيرات مرخصة من السلطات الكندية ونوزع فيها الحلويات وقناني الماء مكتوب عليها قصة الامام الحسين عليه السلام باختصار ولذلك اصبح عدد من الكنديين يشاركوننا في مسيرات زيارة الاربعين، وبدأو يسألون ونجيبهم عن الحسين وقضيته ونحن نعتبر انفسنا رسل لقضية الامام الحسين.
الشعائر والبلدان
يشرح يوسف تنوع الشعائر الحسينية من بلد لاخر لاسيما انه عاش في بلدين هما لبنان وكندا ويزور باستمرار العراق، ويبين ان "الشعائر في لبنان هادئة وروتينية وهو شعب بخيل بالدمعة، في حين الطريقة العراقية تهز الوجدان، لذلك في كندا كان الاحياء على مستوى ضيق ثم اسست مساجد وحسينيات ومدارس اسلامية واقيمت الشعائر وتعرف على الحسين اكثر مما كان طفلا وصبيا وشابا، وعندما وصل الى العراق عام 2011 لول مرة انبهر وصدم مما شاهده من سيول بشرية ومواكب خدمة ومشاركة نقلته الى عالم اخر مختلف جدا، وبمجرد ما تصل الى كربلاء او صور الشيبة والمرأة والطفل يسيرون، يحضر امامك التضحية والكرم والفداء، وزيارة الاربعين تعلم الزائر اشياء كثيرة، وكل ما يوجد في العراق يستحق الشكر لله والحسين والشعب العراقي، اما اللقاء بقبة الحسين ففيه امر رباني، وهو ما دفعني ان اسعى لاكون خادما حسينيا وحصل التوفيق عندما جلبت ادوية معي لاتبرع بها، وعندما اردت تسليمها عرض علي العمل في مفرزة طبية فاوفقت على الفور واصبحت خادما حسينيا يأخذ كل عام جرعة تكفيه للعام المقبل.
تكاليف وتبرعات
يتحمل يوسف تكاليف عالية عند قدومه الى العراق يصل الى نحو ثلاثة الاف دولار، ولديه انعطافات اخرى حيث جند نفسه للزيارة والدعاء بدل الكثير من الاقارب والاصدقاء الذين تمنعهم ضروفهم من الحضور الى الزيارة الاربعينية، كما استغل مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور عديدة من مسيرة الزائرين من مدينة النجف الاشرف الى كربلاء المقدسة، ويقوم بالاستعانة بصور المصورين المعتمدين لنشرها وتسطير كلمات عن الزيارة واهداف ودحض اهداف من يشكك بها ان ينتقص منها، ووجد تفاعلا كبيرا من متابعيه من اللبنانيين وغيرهم، بسبب الصور التي تظهر العجوز والشاب والطفل والمرأة ومن مختلف الدول تسير في طريق الحسين، شاكرا ربه والحسين الذين علماه لمن ينتمي.
عمله الصيدلي جعله ينظم عبر حساباته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي حملات بسيطة لجمع الادوية فينشر اعلانا يكتب فيه " لا ترمي الدواء حتى لو كان حبة واحدة فغيرك يحتاجها" وجمع هذا العام ستون كيلوغرام من الادوية ويقوم باختيار نوعية الادوية التي يحتاجها الزائرون مثل مراهم التهاب الجلد وحبوب تخفيف الاجهاد ومعالجة الصداع بالاضافة الى كميات ادوية خاصة لزائري لبنان من شركات عالمية مصابين بأمراض خاصة.
حلمي ازورك
وسلك يوسف نوعا آخر من الخدمة الحسينية عندما تبنى قبل اربع سنوات بادره سماها " حلمي ازورك" تساعد عدد من الزائرين بحدود 30 زائرا من الذين لا يملكون المال للمجيء الى كربلاء المقدسة او لاسباب صحية وتدفع اجور تذاكرهم وحجوزات الفنادق بالاتفاق مع حملات الزائرين لشركات لبنانية دون معرفة المدعو للزيارة او اصحاب الحملة لحفظ ماء وجوههم كونهم ضيوف ابي عبد الله الحسين، وحاولت مع اصدقاء كنديين تفاعلوا كثيرا معي دعواتي وبانتظار جلبهم الى العراق، كما تفاعل معي اشخاص يمنيين وحاليا انسق ان اصطحبهم معي في الاعوام المقبلة، كما استقطبت عدد من الفلسطينيين كلهم يحتاجون الى ايضاح الكثير من الامور المتعلقة بالقضية الحسينية وثورته واهدافها.
قاسم الحلفي ــ كربلاء المقدسة
تصوير: عمار الخالدي
أقرأ ايضاً
- فاطمة عند الامام الحسين :حاصرتها الامراض والصواريخ والقنابل.. العتبة الحسينية تتبنى علاج الطفلة اللبنانية العليلة "فاطمة "
- العتبة الحسينية اقامت له مجلس عزاء :ام لبنانية تلقت نبأ استشهاد ولدها بعد وصولها الى كربلاء المقدسة
- المجلس الشيعي الاعلى في لبنان: السيد السيستاني الداعم الاقوى والاكبر للشعب اللبناني في هذه المرحلة المصيرية(فيديو)