ممثل المرجعية في كربلاء:القضاء النزيه العادل لابد أن يأخذ مجراه ولا يتأثر بأي شكل من أشكال المزايدات
استنكر ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في الثاني من جمادي الآخرة 1432هـ الموافق 6-5-2011م العمليات الإرهابية التي استهدفت الأبرياء مؤخرا وقال: إن كل قطرة دم تسفك في هذا البلد من زمر إرهابية لا تعرف الله تعالى وليس لها ضمير وليس لها دين هي عزيزة علينا، هذه الدماء التي لا زالت تسفك في البلاد وآخرها مجزرة الحلة الفيحاء، سائلا المولى عز وجل أن يتغمد الشهداء بالرحمة وان يمن على الجرحى بالشفاء العاجل.
وتابع سماحته إن وسائل الإعلام ذكرت إن العملية الأخيرة هي اختراق وانتم تعلمون معنى الاختراق .. أو قد تكون غفلة .. وقد تكررت هذه المسألة لأكثر من مرة والمشكلة لا زالت قائمة، موضحا إن هذه المسألة تتعلق بأرواح الناس وامن البلاد، وطالب المعنيين أن يهتموا بالنوعية كاهتمامهم بالكمية عند انتقاء العناصر الأمنية قائلا: بالنتيجة الأعداد الكبيرة لوحدها ليست هي المطلب وإنما اختيار النوعية ومزيد من التدريب المهني والاستخباراتي لغرض منع تكرار هذه الأمور.
وأشار سماحة السيد الصافي إلى أن الإحصائيات تؤكد وجود أكثر من 600 ألف منتسب يعملون فقط في وزارة الداخلية .. وبقية الأجهزة الأمنية أيضا أعدادها كبيرة ولكنها لا تصل إلى هذا العدد، وأضاف تكلمنا مع الإخوة في الأجهزة الأمنية إن من المفترض عليها التمييز بين التعيين من أجل المعيشة وهو مطلب إنساني جيد، وبين الانتقائية المدروسة واستيعاب الحدث وذلك بالابتعاد عن المحسوبية والالتزام بالمهنية في إدارة شؤون البلد.
وأوضح سماحته إن هناك مشكلة وهي إن الكثير من الإخوة الشهداء المحسوبين على الأجهزة الأمنية لم تحصل أسرهم حتى الآن على مستحقاتهم التقاعدية، لأنه لم تروج معاملة التقاعد لهم حتى هذه اللحظة! لماذا ؟! هذا خلل ينبغي تخطيه لكي نشعر هذا الجندي وهذا الشرطي بالاعتزاز إذا وقفنا إلى جانبه، وأهاب بالأخوة في الأجهزة الأمنية ان يهتموا بالنوعية والشجاعة وان يكون الاختيار وفق موازين مبنية لحماية الوطن.
وطالب بإجراء تحقيق في هذه المسألة لتشخيص المقصّرين وسبب التقصير حتى يتم تداركه في أماكن أخرى ويتم معالجة أصل القضية دفعاً لتكرارها في المستقبل لا سمح الله.
وفي السياق نفسه أكد ممثل المرجعية الدينية العليا إن القصاص يحمينا من أية جريمة تحدث في هذا البلد.. فعندما يلقى القبض على مرتكبي الجريمة الفلانية وتكون الأدلة دامغة بارتكابهم الجريمة فلابد أن نقتص من هؤلاء المجرمين، فالإنسان المجرم يطهّر البلد منه حتى لا يطمع من كان في قلبه مرض أن ينحى منحاه، أما إذا كانت القضية بالعكس فالمجرم يخرج بالرغم من اعترافه بجرائم القتل، ماذا ستكون النتيجة ؟!! تشجيع المجرم على إجرامه وشيوع الجرائم بلا رادع وهو ما سيؤدي إلى تفاقم المشاكل في البلاد إلى ما لا تحمد عقباها.
وتابع إن القضاء النزيه العادل لابد أن يأخذ مجراه ولا يتأثر بأي شكل من أشكال المزايدات على حساب دماء الناس، وأوضح إن من السهل أن يجعل القاضي البرئ مجرماً والمجرم بريئا وهو ليس أمرا صعباً فالقاضي لو أراد أن يخالف ضميره ووطنيته ومهنيته يستطيع أن يفعل ذلك، والمشكلة لا اعرف ما هو السبب أن يخرج المجرم بعد فترة ويعترف بأنه ارتكب جرائم كذا وكذا.
ورجى سماحته القضاة أن لا يتأثروا في هذا الظرف الحساس للمزايدات السياسية، قائلا: الحمد لله إن اغلب القضاة جيدون، لكن يجب أن لا يحصل خرق للقضاء ولو بنسبة قليلة جداً، فالمسألة لا تتحمل اختراق في السلك القضائي، لكي تصان الحقوق وتأخذ العدالة مجراها في الجميع دون استثناء.
وعرج سماحة السيد الصافي على الجوانب الإدارية في البلد التي فيها رأس هرم وفيها أدنى شيء، وقال إن الكوادر الوسطية في كل دائرة من الدوائر تعلب دوراً كبيراً في إنجاح أي مشروع في هذه الدائرة، وأشاد بالإخوة الذين يهتمون اهتماماً بالغاً بالكوادر الوسطية، لأنها هي التي تكون في تماس مباشر مع المواطن.
وتابع إن كل مؤسسات الدولة فيها هذا الكادر الوسطي والعراق الآن يحتاج تدريبات هائلة وكثيرة والأمور متاحة ولا اعتقد إنها تحتاج أموالا طائلة لكن قطعاً ستجعل الكادر الوسطي ينهض بالبلد، وهذه المسألة في غاية الأهمية، والكوادر الوسطى في البلد عموماً يجب أن يولى لها أهمية خاصة لأنها تساعد على نجاح الأمور.
وفي الختام دعا الإخوة المعنيين إلى الاهتمام بالكوادر الوسطية ولاسيما العلمية منها وزجها في دورات تدريبية لكي تتراكم لديها الخبرة والمهنية، فكثير من الإخوة يتصفون بفكر جيد وشخصية ممتازة وإذا ما أحسن التصرف بإزاءها فإنها قادرة على النهوض وقادرة على تهشيم جميع العوائق التي تقف أمامها، وقال لابد أن نعمل ونتفاعل ونبدع، وهذه المسائل تحتاج إلى إرادة قوية والى عزيمة وهمة وإقدام.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بالفيديو:علاوي يكشف عن الجهات التي تمتلك الدينار العراقي ومستعدة لشراء الدولار باي طريقة
- غزة تلتقط أنفاسها: اتفاق وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ
- رئيس الجمهورية يصل محافظة الأنبار ويلتقي محافظها (صور)