- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
المحاضرون المجانيون قضية تتفاعل
بقلم: سعاد حسن الجوهري
معروف ان الموازنة المالية في كل دولة الهدف منها انصاف الشعب ورسم خارطة طريق اقتصادية لمسار البلد خلال عام كامل. ومعروف ايضا ان الدول التي حظيت بالثروات الطبيعية تكون معاناتها اقل من تلك التي تستعطي او تفقتد موارد التمويل.
العراق بطبيعة الحال من الصنف الاول وهذا لايمكن ان يختلف عليها اثنان. ما تكابده شريحة المحاضرين المجانيين المطالبين بما يحفظ حقوقهم وجهودهم تمثل قضية عراقية حية في الضمير وتبحث عن علاجات سريعة لاساس المشكلة كونهم اضطلعوا طوال سنوات خدمتهم المجانية بسد الشاغر الحاصل في الكوادر التدريسية في مختلف مدارس عموم البلاد.
تربطني بالكثير منهم اواصر تواصل ومودة ومحبة وعلمت ان بعضهم يقترض (كروة) الذهاب والاياب من المنزل للمدرسة ليتعلق او يتشبث بامل الحصول على تعيين في هذا السلك المقدس. لكن الذي حصل هو الغاء قرار 315 الخاص بالعقود والاجور اليومية ومن بينها شريحة المحاضرين في قانون الموازنة المالية لهذا العام.
هذا الاحباط الكبير دفع بهذه الشريحة الى التظاهر في مختلف ارجاء محافظات الوسط والجنوب بحثا عن الانصاف. كثير من النواب التقوا في وقت سابق وفد اللجنة التنسيقية للمحاضرين المجانيين في بغداد والمحافظات وادعوا انهم استمعوا لشرح مفصل عن معاناة شريحة المحاضرين الذين اسهموا بسد النقص الحاصل في مديريات التربية ببغداد والمحافظات للعام الدراسي الحالي وكان من المقرر ان تصدر اوامرهم الادارية منذ ستة اشهر خلت لكن جائحة كورونا وظروف البلد اخرت الامر.
والكثير من النواب وعدوا هذه الشريحة بالتحرك على الجهات المعنية لمتابعة الموضوع لحفظ حقوق هذه الشريحة المهمة ومنحهم الاولوية في التعيينات المستقبلية لكن دون جدوى.
ومن اهم اسباب هذه المشكلة عدم امتلاك وزارة التربية خطة فاعلة لتشغيل هذه الطاقات الشبابية واستيعابها وان كانت الاعداد كبيرة فالعديد من ادارات المدارس ما زالت تعاني من شواغر ونقص الكوادر التربوية لاختصاصات مهمة عند توظيفها تسهم في رفع المستوى العلمي ونسب النجاح.
قد لايعي البعض حراجة الموقف الاسري والمعيشي لدى هذه الشريحة الكادحة لكن الواقع يتطلب وضع خطة استراتيجية يسبقها جرد سنوي لاعداد الكوادر المدرسية من قبل المديريات من اجل حل مشكلة المحاضرين بالمجان نهائيا من خلال العمل على تعيين من هم اصحاب الاسبقية بالخدمة على شكل دفعات دورية.
المشكلة بالفعل خطيرة سيما وان الواقع التربوي في البلاد يعاني جملة عقبات ومنغصات من شان هذه الشريحة المساهمة في حلها وتخفيف العبئ عنها.
أقرأ ايضاً
- عجيب أمور .. غريب قضية
- خطاب السيد السيستاني.. ملخّص القضية
- الرسالة المحمدية تتألق في القضية الحسينية