بعد الإعلان عن حصيلة نهائية للعملية اقتحام مبنى محافظة صلاح الدين، من قبل مجموعة مسلحة لم تعلن عن هويتها، بدأت خيوط سيناريو العملية تتكشف شيئا فشيئا، بعد أن قرر عدد من شهود العيان، والقادة الأمنيين، رواية ما رأوه وما علموه من معلومات تخص العملية، وتسريبها إلى الصحافة؛ المحلية منها والأجنبية.
الصحفي المستقل رياض العزاوي، يقول إن \"مجلس محافظة تكريت، واحد من أهم الدوائر الحكومية، وتحيط به مقرات لعدد من الأجهزة الأمنية، لذا تخلل عملية الثلاثاء عنصر المفاجأة\".
ويدلي العزاوي لصحيفة \"العالم\" أمس، بمعلومات كان استقاها من بعض من عايشوا العملية، ليؤكد أن \"المسلحين دخلوا إلى استعلامات المجلس، وبدؤوا يقتلون كل من كان موجودا هناك، باستخدام مسدسات تعمل بكواتم الصوت. ثم توزعوا داخل البناية بشكل يوحي بأنهم يألفون المكان تماما، إذ كانوا يعلمون مداخله ومخارجه\"، مضيفا أنهم \"توجهوا مباشرة إلى مكتب أمين عام المجلس، وعندما وجدوه مغلقا، أطلقوا النار على بابه، وفتحوها بتفجير رمانة يدوية، لكن أمين المجلس وموظفيه، ألقوا بأنفسهم من الطابق الثالث من المبنى، ونجوا من القتل\".
ويواصل حديثه بأن \"المسلحين توجهوا بعد ذلك إلى مكتب رئيس مجلس المحافظة عمار يوسف حمود، وكانوا يريدون قتله بأي ثمن. وعندما دخلوا إلى إحدى الغرف المؤدية إلى غرفة رئيس المجلس، وجدوا 3 من أعضاء الحكومة المحلية، هم عبد الله حسين جبارة من كتلة العراقية، ومهدي العران وواثق السامرائي، من كتلة التوافق\".
ويضيف \"سأل المسلحون: أين غرفة عمار؛ رئيس المجلس؟ ولما لم يحصلوا على جواب منهم، فتحوا النار عليهم وأردوهم قتلى في الحال\".
من جانبه يكشف ضابط رفيع في قيادة عمليات صلاح الدين، أن \"أبرز العقبات التي واجهت القوات العراقية، قبل اتخاذ قرار اقتحام مبنى المحافظة، بغية تحرير من فيه، والقضاء على المسلحين، تكمن في انتظار الأوامر التي تصدر لنا من وزارة الداخلية في بغداد\".
ويوضح الضابط الذي طلب من \"العالم\" عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع، أن \"عملية استحصال الموافقات لتنفيذ الاقتحام، استغرقت 90 دقيقة، ما أدى إلى أن يكون اقتحامنا من غير طائل، لأن الإرهابيين كانوا قد فجروا أنفسهم قبل اقتحامنا، بعد أن قتلوا كل من وقف بطريقهم من المدنيين\".
أقرأ ايضاً
- السفير الفلسطيني لممثل السيد السيستاني : نقدم شكرنا للعراق والمرجعيات الدينية لمواقفهم الإنسانية ودعمهم للشعب الفلسطيني(فيديو)
- بعد 15 عاماً… وزير الخارجية السعودي يزور لبنان
- ريبوار طه: السوداني وافق على نقل صلاحيات 5 وزارات الى كركوك