بقلم: صالح لفته 

بلدان عديدة لا تمتلك ما نملك من مواقع اثرية ومناطق سياحية أصبحت قبلة للسياح لأنها ببساطة اهتمت بما موجود ووفرت بعض المتطلبات التي تشجع السياح للقدوم وصرف أموالهم .

ما عدا العراق الذي تمسك فقط بالنفط وأهمل الجوانب الاخرى التي توفر له واردات كبيرة ومنها السياحة، للاسف لا يوجد اهتمام كبير بما يكفي بقطاع السياحة .

الحكومات المحلية هي المسؤولة عن أي تقصير وتخلف واهمال أصاب هذا الجانب لأنها أهدرت المليارات في زمن الوفرة ولم تحاول تطوير بعض الخدمات التي تجذب السائح.

محافظة ذي قار لا تحتاج الكثير من الاموال او الخبرات لانشاء طرق نظيفة تربط معالمها الأثرية والسياحية فيما بينها وبنية تحتية متطورة وخدمات جيدة توفر الراحة لمن يريد القدوم للعراق وفنادق جميلة ونظيفة.

فإذا ما تم توفير هذه الامور ستكون ذي قار المدينة الأولى عالميا بالسياحة الدينية والأثرية ويشتغل ملايين من أبنائها في اعمال مرتبطة بالسياحة وسينعكس ايجاباً هذا النشاط على العراق ككل وستكون واردات السياحة تعادل واردات النفط وربما أكثر ولن نرى شبابها يتظاهر ويقتل بسبب البطالة والاهمال.

زيارة البابا أهميتها كبيرة للعراق ويمكن استثمارها اعلامياً وسياسياً لتغيير الصورة النمطية السوداوية للعراق وتوجيه الانظار للسياحة البكر في العراق التي يرغب الملايين لاستكشافه ورؤية معالمه والغوص في أسراره.

الآن الفرصة مواتية للتشغيل الشباب ولا عذر بعد لاهمال محافظة ذي قار التي أصبحت مكانتها العالمية ضرورة ملحة للاهتمام الخاص بها وتسليط الضوء عليها، فالعراق قبل زيارة بابا الفاتيكان سيختلف عن بعد الزيارة لأنها ستشجع الملايين للقدوم لرؤية هذا البلد .

تساهم السياحة في مصر بعشرين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل أكثر من ثلاثة ملايين مواطن بمهن تتعلق بالسياحة، دولة الفاتيكان الصغيرة المساحة يزورها سنويا أكثر من خمسة ملايين سائح سنويا، محافظة ذي قار التي شهدت زيارة بابا الفاتيكان لزقورتها الشهيرة وبيت النبي ابراهيم (ع)، ستكون وجهة سياحية لأكثر من مليارين ونصف المليار من أتباع الديانة المسيحية.

تحتوي على اكثر من ١٢٠٠ موقع اثري اي مايعادل اثار دول كاملة  وبيئة الاهوار التي تجذب الكثير من المهتمين بها 

اذا تم استغلال هذه الثروة واستغلال هذا الميزات ستقلب الامور للافضل وتتحسن حياة السكان وتخلق فرص عمل للشباب وتحل مشاكلهم .