- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
قصص الصحة في العراق تحتاج زيارة كتّاب هوليوود!
بقلم:عزيز الحافظ
في العراق تجد ان اي موضوع انت تتخيله او تبتكره او تبتدعه... تجد له مرتسمات هندسية..فليس هناك في العراق افضل من الاحزان والافراح ... ولن اتحدث عن التفاوت الكيمياوي والفيزياوي والاجتماعي والنفسي والحضاري والسينمائي بينهما لان كل عراقي يعرف... ان الحزن استولى علينا إستيلاء دكتاتوريا حتى ستالين وهتلر كانا أقل منه إنارةبالقتامة!
الصحة الان في العراق..مأساة تراجيدية والله لو كان كتاب هوليوود هنا لانتجوا مئات من أفلام الاوسكار لان القصص وقتامة حزائنيتها من جراء الصحة لن يصدقها العقل البشري..... الكتابة عن الصحة, تحتاج مجلدات وسباق مارثون ابعد من بغداد وجزر الكاريبي! فالفقير هنا يموت بسهولة لانه لاتوجد مستشفيات حكومية تجري له الفحوصات والجراحات بالمجانية المعروفة... بل إن كل المستشفيات الحكومية هي صدامية بالعهد الزائل ولاتوجد بصمة مستشفى حكومي واحد تشعر ان للانسان قيمة فيه ابدا! هنا الاحزان نفسها تبحث عن احزان ودموع... ولم يتغير الحال ابدا منذ 2003 بل ان العراقي يبيع داره وسيارته ويقترض ويستدين ووو ليجري عملية جراحية في الهند وفي تركيا وفي إيران وفي لبنان وسوريا وفي الصومال حتى! فإي بلد عظيم انت ياوطني! لذلك كل متيسر ماليا فتح اعظم استثمار وهو فتح مستشفى اهلي ولاداعي للتفاصيل لان الرعب الهتشكوكي هنا ساطع! من خلفيات الاجازة الى اسعار البلاء الصحي وأسعار العمليات الجراحية فألف مبروك, الصمت افضل!
الان حصلت مبادرة شعبية من قبل العتبة الحسينية العراقية لمساعدة الناس صحيا بالمجان... تخيلّوا معي وكل عراقي عنده ملَكَة التخيّل ناهضة...(( اعلنت العتبة ان "حصيلة الايام الخمسة التي مرت من المبادرة، تضمنت اجراء (٥٢٨) عملية جراحية مجانية!!!، واستقبال (٢٤) الف و(٥٧٢) مراجعا في مؤسساتنا ومراكزنا الطبية، كما اجري (٢٨) الف و(٨٦٤) فحصاً مختبرياً واشعاعياً لمختلف المرضى من النساء والرجال والاطفال!! خلال خمسة أيام!! ، وان "حجم الانفاق من قبل ، بلغ لغاية اليوم الخامس مليار و (٧٠٥) مليون و (٨٨٨) الف دينار على علاج المراجعبن بشكل مجاني طبعا هذه كلها كلف تخمينية حقيقية لان الاسعار في المؤسسات الطبية التابعة للعتبة معلومة للجميع!
تخيّلوا معي 528 عملية جراحية في 5 أيام! يعني مايقارب 107 عمليات في اليوم الواحد! هل ننظر الى الكثافة ام الى النوعية أم الى الحاجة الطبية التي من لايملك ثمنها ينتظر القبور؟ كم عراقي الان ينتظر دوره؟ كم عراقي يحتاج لرعاية طبية مفقودة لانه لايملك ثمن العلاج؟ لذا سيكون إستقبال المرضى مجانا من 20 محرم الحرام حتى نهاية شهر صفر...بهذه الطفرة النوعية الاجتماعية..
ان "هذه المبادرة تشمل جميع العراقيين... لماذا لايكون دور لوزارة الصحة في رعاية الناس؟ وحمل بعض همومهم ومعاونتهم ومساعدتهم ودرء مخاوفهم وتسكين قلوب الآباء والامهات على أولادهم المرضى... وهم لايملكون ثمن العلاج والمراجعات الطبية الفلكية بالاموال.. هل تعلمون قرار الوزيرة السابقة للصحة عديلة حمود وهي بنت الشاعر الشعبي المعروف حمودي العبودي وكانت عضوة في مجلس النواب لدورتين وهي طبيبة حاصلة على الدكتوراه في التوليد وأمراض النساء والعقم...ماذا قررت عند مراجعة الاطباء في المستشفيات الحكومية؟ سابقا كانت ورقة المراجعة نسميه شعبيا (الباص) ..الفا دينار او اقل لان المستشفى حكومي.. د عديلة.. قررت ان تكون الكشفية 25 الف دينار! كإنما انت تراجع الطبيب في عيادته! والقرار نافذ المفعول! وكنت مصدوما من تطبيقه لاني من ضحاياه! قالوا بعد إعتراضي هذا قرارها نافذ معمول به! تمنيت زيارة كتّاب القصص لينقلوا للعالم قصص الصحة اغرب من الخيال حتى جوائز الاوسكار ستركض وراء تراجديات الآمهم!
هل أفرح بمبادرة جهة دينية؟ لنا بهاء فعلها.. أم افرح للفقراء الذين لايملكون قوت يومهم يتعالجون مجانا؟ أم احزن حزنا مستحيل التصديق على واقع الصحة في بلدي؟ لان كل مبادرة ستنتهي ويعود الترّقب والالم والصبر والمعاناة والدموع... الافضل الحذر والحذر والحذر في الكتابة ... واترك لكم مخيلة التبحّر في التصحرّ والتصّبر وانتم سادة العارفين!
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى
- الأطر القانونية لعمل الأجنبي في القانون العراقي