حذر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من المخططات الامريكية ضد الامة الاسلامية ومصادرة الثورات العربية وسوقها نحو حروب اهلية وطائفية.أعلن ذلك في كلمة القاها خلال مهرجان في بيروت مساء أمس السبت وندد بالجرائم التي ارتكبتها الانظمة العربية في قمع شعوبها، معتبرا الادارة الاميركية شريكا في هذه الجرائم لانها حليف رئيس لهذه الانظمة.

و استنكر الامين العام لحزب الله التدخلات الاجنبية في البحرين وقمع الشعب وقتل المتظاهرين في اليمن ، داعياً الثوار الليبيين لمواصلة القتال والصمود ضد نظام القذافي.

و دعا السيد نصر الله المتظاهرين في البحرين الى الصمود في وجه العنف الذي يرتكبه النظام ضدهم من اجل تحقيق مطالبهم المشروعة.

و قال في كلمته \" لدى شعوبنا وعي وبصيرة عالية تجاه السياسات الأميركية فهي تعرف أن هذه الأنظمة التي تحكمها هي في حماية أميركا منذ عشرات السنين\" .

و أكد قائلا \" ان اجتماعنا اليوم هو للتعبير عن تضامننا ووقوفنا إلى جانب شعوبنا العربية وثوراتها وانتفاضاتها وتضحياتها بالخصوص في كل من تونس ومصر والبحرين وليبيا واليمن\".

و تابع قائلا \" ان ما يحصل اليوم هو ثبات الشعوب وصمودها ومقاومتها وهذا يرتبط بإيمانها ومعنوياتها وروحيتها العالية\".

و لفت السيد نصر الله الى انه من الظلم للشعوب الثائرة القول ان الولايات المتحدة وراء ثورات في دول انظمتها تابعة للولايات المتحدة كما اكد ان من السخافة اتهام القاعدة او الجمهورية الاسلامية الايرانية في موضوع الثورات.

و اضاف قائلا \" نداؤنا من لبنان المقاومة المحررة عام 2000 والمنتصرة في تموز 2006 لهذه الشعوب ان الخيار الوحيد المتاح امامكم والمطلوب منكم ان تثبتوا وتصبروا وتصابروا وان تكونوا على ثقة من نصر الله وعونه ان ثبتم وصبرتم وبقيتم في ساحات المواجهة والجهاد \".

و قال سماحته \" ان الانظمة العربية بدل ان تبادر الى حوار صادق واجراء اصلاحات حقيقية وجدية على مطالب شعبية ومحقة بدون مناورات ونفاق فبادرت الى القمع والقتل والاتهام والاضطهاد والاهانة والاذلال فكالت لهم الشتائم وقالت عنهم فئران وجرذان وحبوب هلوسة وطائفيين واتهمتم بالعمالة للقاعدة اواميركا وهذا عقد الامور وعطل امكانية الحوار وبالتالي رفع من سقف مطالبات وتوقعات الشعوب \".

و أكد السيد نصر الله ان كل كلام اميركي عن خلفية صادقة في الدفاع عن حقوق الشعوب هو كلام منافق وان هناك خلفيات اخرى للتدخل الأميركي من تحسين الصورة وادارة الازمة ومن اجل ضمان بدائل مناسبة للمشروع الاميركي حيث تسقط الانظمة التابعة وطمعا في حقول النفط ان تذهب الى أيدٍ وطنية وصادقة ومخلصة.

و شدد سماحته علي انه طالما ان هذه الادارة تدعم اسرائيل في سحقها للشعب الفلسطيني فهي كاذبة في كل ادعاءاتها حول حقوق الانسان والديمقراطية.

و فيما يتعلق باحتجاجات البحرين قال السيد نصر الله \" لقد ضاق صدر الحكام في البحرين حتى من رمز اللؤلؤة \" مضيفا ان المعارضة في البحرين هي سلمية بحتة لم تكسر زجاجا ولم تعتد على أحد.

و عن موقف الجامعة العربية حيال الاحتجاجات والثورات العربية الحالية قال \" ان الجامعة لم ترسل جيشا للدفاع عن المدن الليبية وهو شعب يقتل، وفي البحرين، أرسلوا الجيوش للدفاع عن نظام أصلا غير مهدد بالسقوط \".

و أشار الى ان الشعب في البحرين أكد على وطنية تحركه وعدم انتسابه لأي خلفية طائفية لافتا الى انه تحت القتل تمت الدعوة إلى الحوار، لكن الشعب في البحرين واصل مسيرته السلمية.

و قال \" ان البحرين جزيرة صغيرة وشعبها مسالم ومظلوم خرج للمطالبة بحقوقه المشروعة فرد عليه بالقتل. واضاف لقد شاهدنا ما جرى وما يجري في البحرين وأنا أعتقد أن هنالك مظلومية خاصة \".

و تساءل مستغربا ما هو الفرق بين نظام آل خليفة ونظام آل مبارك أو آل القذافي؟ الديمقراطية؟ مراعاة حقوق الإنسان؟. وقال ، أستغرب كيف يدعو البعض أهل مصر للنزول إلى الشارع وفي ليبيا يدعونهم لقتل القذافي وعندما تصل الأمور إلى البحرين يجف الحبر.

و في ما يتعلق باحتجاجات اليمن قال \" نحيي صمود الشعب اليمني والتزامه بسلمية التحركات رغم أننا نعرف أن اليمن مليئة بالسلاح \".

و اضاف قائلا \" هذه الثورات شعبية حقيقية منطلقة من الناس ومن الشباب والنساء لحقت بها النخب والقوى السياسية وهي تنطلق من إيمان وحماسة واستعداد عال للتضحية والفداء وهذا ما لا يجوز أن تغفل عنه الأنظمة \".

و تابع يقول \" شاهدنا شباباً يفتحون صدورهم أمام البنادق ويطلق عليهم النار، شاهدنا هذا في تونس ومصر والبحرين وليبيا، ويأتي بعد ذلك شباب أخرون ويفتحون صدورهم أمام البنادق، وهذا يعني أن القتل والترهيب والمجازر عجزت عن إخراج الناس من الساحات \".

و لفت قائلا \" هنالك سنة حاكمة: عندما يحضر شعب بهذا المستوى من العزم والإستعداد للصبر على الدماء والجراح، فهذا شعب لا يمكن أن تلحق به الهزيمة ولا يمكن أن يهزمه أحد، وهذا قانون إلهي طبيعي \".

و نبه بالقول \" قد تكبر التضحيات ولكن مع العزم والصمود يكون الإنتصار في نهاية المطاف، وهذا ما تؤكد عليه حركات المقاومة في الحاضر والماضي، وهنا عنصر القوة الأساسي في هذه الشعوب الثائرة ونداؤنا من لبنان المقاومة المحررة والمنتصرة لهذه الشعوب أن الخيار الوحيد هو الثبوت والصبر وأن تكونوا على ثقة من نصر الله وعونه لكم إن صبرتم وبقيتم في ساحات الجهاد \".