بقلم: سمير داود حنوش
يستنكرون ويشجبون وينددون بقرار الرئيس الأمريكي ترامب القاضي بالعفو عن قتلة شهداء ساحة النسور، وتعلو الأصوات للتنديد بهذا القرار الجائر ضد الشعب العراقي لأنه استرخاص للدم العراقي، ويتجاهل هؤلاء المنددون والمستنكرون دماء الأبرياء التي تسقط يومياً على يد قتلة مجرمين ملثمين وتتناثر دماءٌ طاهرة على أرصفة الشوارع لشهداء كل جريمتهم أنهم قالوا كلمة حق في بلد يفترض أنه ديمقراطي، أو رأيٌ يُذبح على مذبح الحرية لأنه لا يُعجب الملثم، فيا أيُها المُنددون والمُستنكرون قبل أن نلعن ترامب وقراراته يجب أن نحاسب القاتل من أهل الدار على جريمته، يجب أن نطبق القانون أولاً على من يسفك دماؤنا وهو يعيش بيننا، ثم بعد ذلك لنلعن ونهجو من إسترخص دماؤنا ذلك القادم من خارج الحدود.
مُصيبتنا نحن العراقيين أننا نرى الصورة بوجهين مُتنافرين حيث تختلف الرؤى والإستنتاجات مع العلم أنها صورة واحدة ومشهد واحد وربما يكون القاتل واحد.
الأزدواجية في تقدير المواقف عمن يقتُلنا من خارج الحدود وبين من يسفك دماؤنا وهو من أبناء جلدتنا أن القاتل الخارجي نلعنه بل ونبصق في وجهه. أما القاتل الخفيّ الذي يعيش بين ظهورنا فنسكت مُرغمين عنه أو نغض الطرف عنه، فلا غرابة أن يكون دمُنا رخيصاً ومُستباحاً للجميع، فلا تتعجب أيُها العراقي عندما يُصوب المحتل بندقيته نحوك لأن دمك رخيص أصلاً في بلدك مع العلم أنها جريمة إنسانية كبرى تتمثل بإبادة بشرية سواء كان القاتل داخلياً أو خارجياً وكان الله في عون العراقيين وهم يتلقون الطعنات من قاتليهم ومن جميع الجهات.