سامي جواد كاظم
الروح ستفارق جسدنا شئنا ام ابينا وقيمة الروح تاخذ ثمنها من قيمة ما تعتقد ولا توجد ارواح افضل من غيرها بقدر ما تعتقد قلوبها ، وعندما تكون ثمنا لعقيدة حتما وجزما المثمن افضل من الروح ، بغض النظر عن شرعية او عدم شرعية العقيدة .
وهنا نقف عند روح الحسين عليه السلام وعياله الذين اصبحوا ثمنا لعقيدة هي اثمن من روحهم هذه الروح التي قد تغرنا الدنيا ونتشبث بها علها تبقى ابدية وهذه الاستحالة بحد ذاتها الا انها اثمن ما يملكه الانسان ، وهنا لنقف امام موقف الحسين الذي نحن نفديه فكيف به وهو يسترخص روحه من اجل العقيدة ؟!!! ، وهنا نقف باجلال امام الحشد الذين استرخصوا ارواحهم من اجل وطن يحتضن مقدسات ، هذه المقايضة بين الروح والعقيدة تجعل القوى الاستكبارية الشيطانية تعيش القلق فتترجم القلق الى ارهاب واغتيالات وتاجيج اعلامي كاذب بحق هكذا ابطال يدافعون عن عقيدتهم، بل وتجعلهم في حيرة من امرهم عندما يرون هؤلاء الابطال يسترخصون ارواحهم في سبيل وطنهم ، والشيء بالشيء يذكر في فلسطين المحتلة وجهت الكنيست نقدا شديدا الى اسحاق شارون ايام حكمه لعدم امكانيته في ايقاف العمليات الفدائية الفلسطينية فاجابهم ان اشد ما اواجههم به هو القتل وسلب ارواحهم فكيف بهم اذا كانوا يقدمون ارواحهم من اجل قضيتهم، فالذي يقدم روحه من اجل عقيدة ايمانية شرعية هو الرابح ومن يعاديه هو الخاسر .
القوة التي تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي تعتبر قوة عقائدية على غرار قوات حزب الله و انصار الله لانها تؤمن بعقيدة وطن ومقدسات وهذا غير قابل للتفاوض والتنازل ، ولان القوى الاستكبارية لا تؤمن بمن يقول لها كلا فهنالك اثمن واغلى مما تملكون على وجه الكرة الارضية فانها تختلق الاكاذيب لتشرع اعتداءاتها الارهابية ، وحقيقة العداء هو ضد العقيدة والا امريكا تملك من القوى المادية اكثر من اية دولة في العالم فهي ليست بحاجة لخيراتنا بذاتها بل لاستخدامها في استهداف عقيدتنا والا هنالك دول اسلامية عميلة لها لا تستهدفهم امريكا لانها اشترت دينهم ودنياهم ، اما الحشد الشعبي فهو قوة وعقيدة ووطن وهذا لا يروق لهم ، وعلى الشرفاء في العالم ان يخطون هذه الخطوة التي تحقق لهم منزلة مرموقة في الدنيا والاخرة .
عندما اغتالت القوات الامريكية الارهابية الشهيدين ابو مهدي المهندس والحاج قاسم سليماني قال عنهما ترامب بانهما ارهابيان بينما وصفتهم المرجعية العليا في النجف الاشرف بالشهيدين وهذا يفتضح كذب وارهاب البيت الابيض ، ونحن على دراية مطلقة بان الشهيدين كانا يقاتلان التنظيمات الارهابية على ارض اسلامية شكلتهم الصهيونية اي التنظيمات الارهابية، اما ادعاءات ترامب فهي رواية لم يدعيها غيره ودائما الدراية تدحض الرواية .
والذي يلجا الى الارهاب والاغتيال والحصار هو من يفشل سياسيا ودبلوماسيا ، المشكلة بالحكام العرب العملاء الذين وصلت بهم الذلة الى ان الاستهتار الامريكي اصبح علنا عندما يقرون بدورهم في تشكيل المنظمات الارهابية ، ويهينون بعض الحكام العرب دون رد ، ومثل هكذا استهتار مرفوض عند القوى العقائدية والنتيجة يكونون محل استهداف من قبل البيت الاسود .
كل الحروب وعبر التاريخ يرافقها اخطاء وهذه الاخطاء لا تعبر عن الصورة الحقيقة لغايات الحروب ، ولان الحشد الشعبي احبط ودمر مؤامرة كبيرة اسمها داعش خططت لها المخابرات الامريكية البقاء لاكثر من ثلاثين سنة فيدحرها الحشد الشعبي في ثلاث سنوات فمن المؤكد يبحث الاعداء عن الاخطاء وفي نفس الوقت هذا يبرهن على قوة العقيدة عند الحشد، وحقيقة اقولها عندما كتبت بعض فصول معارك لواء علي الاكبر لغرض ارشفته وقفت مذهولا على هذه العقيدة الصلبة التي يحملها المقاتلون ويقاتلون بامكانيات بسيطة جدا ويحققون النصر انه الفخر للعقيدة ، ومن يحمل هكذا عقيدة عليه الحفاظ على هذه القوة العقائدية لانها ضمانة المستقبل