- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
امريكا تفكر هل من سبيل لاختراق المرجعية؟
بقلم:سامي جواد كاظم
هذه هي السياسات بالنسبة للدولة الدائمة العضوية في الامم المتحدة تنشط استخباراتها وتستخدم نفوذها لرعاية مصالحها والتسلط على الاخرين وحماية عملائها وتعمل جاهدة على حياكة المؤامرات على اي دولة او منظمة او شخصية تؤثر على قرارها، والامثلة كثيرة بالنسبة لاحداث العالم، فكم من رئيس ساعدت امريكا على اغتياله حتى ولو كان رئيس امريكا وكم من منظمة لاحقتها واعلنت الحصار عليها واستخدمت القوة ضدها وكم من شخص قامت باغتياله او اعتقاله لانه ضد سياستها او سياسة عملائها، ودائما امريكا تدرس كل ما له علاقة بمن لا يروق لها فتارة تخلق له معارضة او تمنع عنه السلاح او تخدع دولة ما لشن حرب عليه.
المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف والمتمثلة بسماحة السيد السيستاني دام ظله تعتبره امريكا جهة مؤثرة جدا على صناعة القرار بالمنطقة عموما والعراق خصوصا ولا يروق لها اطلاقا، وزادت خطورة المرجعية بالنسبة لهم عندما اصدرت فتوى الجهاد الكفائي ضد داعش التي لم ولن تكن في حساباتهم اطلاقا، اذن كيف يمكن لاستخبارات وادارة البيت الابيض اختراق المرجعية ؟ لقد عانى بريمر كثيرا ومرارا من عجزه في الاتصال بالمرجعية مجرد الاتصال لم يتحقق له ذلك.
السيد السيستاني ليس لديه قواعد عسكرية حتى يكون بحاجة الى طائرات وصواريخ، السيد السيستاني ليس لديه منظمات وشركات تجارية عالمية حتى يتلاعبون بها وفرض حصار عليه، السيد السيستاني ليس لديه جهاز مخابرات حتى يتم التعامل معه واختراقه، السيد السيستاني ليس لديه حصانات وحاشية وحمايات ولجان كما هو حال الرؤوساء حتى يمكن اختراقها، السيد السيستاني لم يكن مرجع نتيجة انقلاب او انتخابات او ثورة حتى تلجا امريكا الى هذا الاسلوب، نعم لجات امريكا الى خلق عملاء باسم مرجع، ونعم نجحت بعض الشيء في اعلامها السيء لترويج اكاذيب على المرجعية ولكنها في النهاية فشلت فشلا ذريعا، نعم توسطت لدى حكومات وسياسيين وحتى رجال دين ليكونوا حلقة وصل معها فلم تنجح.
الادارة الامريكية عندما تخطط لمؤامرة معينة في العراق خصوصا والمنطقة عموما لا تستطيع اطلاقا ان تتنابا بما سيكون عليه رد السيد السيستاني، لان ادوات السيد في اتخاذ القرار هو الكتاب والسنة النبوية، وهاتان المصدران لا سبيل لامريكا ان تتلاعب بهما، الشيء بالشيء يذكر لقد جهدت نفسها الدولة الاموية على الدس بالسنة النبوية لتهيء ارضية لاجندتها ليكونوا ائمة الضلالة والجور وتكون احكامهم مستندة الى حديث مدسوس.
اليوم ليس باستطاعة امريكا ولا دول الامم المتحدة مجتمعة ان تخترق اجندة السيد السيستاني عند اصدار الفتوى، وكذلك لو ارادت ان ترسل جاسوسا لكي يتلبس بلباس طالب علم فانه يستطيع لان الضوابط على الطلبة فقط حسن السيرة والسلوك على ما اعتقد والا من اي دولة ياتي يمكنه الانخراط بالتعليم الحوزوي وتهيئة سكن وراتب شهري.
نحن نؤمن بان هنالك غيبيات او الهام اطمئناني لسماحة السيد في اصدار حكمه الشرعي اضافة الى ما يتمتع به من علمية ودراية بحيثيات القران والسنة النبوية، وهنا تكمن عقدة امريكا ليس فقط في معرفة نوع القرار بل حتى في كيفية احتوائه اذا صدر عن السيد فليس لديهم من سبيل الا التامر على من يتبع السيد.
لربما سائل يسال لو كانت المرجعية بهذا الحجم من التاثير على القرار الامريكي فلم لا تستخدم القوة ضده وبمؤامرة من مؤامراتها الدنيئة فتقوم باغتيال المرجعية (لا سمح الله) بصاروخ او باي شيء وتنشر خبرا كاذبا وهم اساتيذ بصناعة الاكاذيب، فلو فكروا هكذا فالسيد ومن يؤمن بعقيدته يسترخص الموت في سبيلها لاننا لا نبالي بالموت هكذا علمونا ائمتنا ونحن الاتباع فكيف برجل عالم زاهد كالسيد السيستاني، وان المرجعية على مر العصور تناقلت بين المراجع بشكل لا يعلمه لا الاصدقاء ولا الاعداء ولم تتعطل المرجعية بوفاة مرجع معين لانهم طالما يعملون لله عز وجل من اجل الدين الاسلامي فالتسديد الالهي يكون حاضرا عند المحن ولا يتركنا من غير قائد.
واخيرا المرجعية الدينية الشيعية المؤسسة الوحيدة في العالم وعلى مر العصور وباعتراف رجالات امريكا قبل غيرهم لم ولن تخضع لاي حكومة في اي شيء كان وقرارها مستقل لا يتاثر حتى بطواغيت الارض
أقرأ ايضاً
- كيف السبيل لانقاذ البلد من خلال توجيهات المرجعية الرشيدة ؟
- هل ماتت العروبه لديهم !!!
- هل يستحق المحكوم ظلما تعويضًا في القانون العراقي؟