بقلم: عمـار سـاطع
ربّما سيكون دعم ومساندة المؤتمر الشبابي الرياضي العام الذي دعت اليه رئاسة الوزراء للانعقاد خلال شهر آيار المقبل، مهم للغاية كونه سيؤسّس لمرحلة مفصليّة لحركة قطاعيّة مؤثرة في المجتمع.
لا أشكّ في نوايا رئيس الوزراء وكلّ المهتمّين في شريحة مهمّة تُبنى على اكتافها القدرات وتُرسّخ المبادىء، فكلّ شبابنا هم عماد المستقبل المقبل والرياضة هي المجموعة الأهم التي تحقّق الانجازات للبلد في مختلف الفعّاليات والألعاب.
وهنا لابدّ لنا من الحديث عن حقيقة بعض المفاهيم والأمور الغائبة عن واجهة ما حفلت به الفترة الماضية، وحان وقت التطرّق إليها ولو بشيء من الاختصار، كون النظرة العامّة لشبابنا ورياضيّينا اختلفت مُنذ مدّة ليست بالقصيرة، بعد أن اكتشف المسؤولون القائمون على إدارة وطننا الحبيب أن دعم شريحة الشباب، واجبة لتحفيزهم كونها تصبُّ في النهاية لصالح الناس وتكون تأسيساً لتثبيت ركائز الدولة، إذ انه لا دولة قادرة على تحقيق المُعطيات والتصويب باتجاه الأهداف المعهودة، إلا بتوفير كافة السُبل الداعمة وتسجيل النجاحات والارتقاء، عن طريق مساندة شباب اليوم.. رجال الغد.
لا يمكن أن يكون هناك شباب مُتمسّك بقيمهِ وحريص على مبادئهِ وواعٍ بثقافتهِ وقويّ بالتزامهِ وفاهم لما يجري من حولهِ، إلا بخلق فرص العمل له وتوفير التسهيلات التي من شأنها أن تنهي جدليّة الهجرة الى الخارج للاستفادة من الأعمار التي يقع على عاتقها بناء الوطن.
إن تشغيل الميزانيّات الخاصّة ودعم الحِرَفّ المهنيّة ستكون من بين جوانب رفع قُدرات الشباب عامّة واحتضان المواهب وربط منظّمات المجتمع المدني العاملة المختصّة والمعنيّة بحقوق الشباب تؤكّد على المضي صوب رعاية شبابنا أو إيجاد مواقع تحقّق ذاتهم علميّاً وأدبيّاً وثقافيّاً وفنيّاً، وانخراطهم في مشاريع تنمويّة بعيداً عن انشغالهم بقضايا تنهي احقيّتهم في قول كلمتهم، او تُفسِدهم من جهة أو تجعلهم خاضعين لمؤثرات خارجيّة سلبيّة، مثل المُخدّرات أو تقليعات الموضة المُسيئة أكثر من أن تكون مفيدة.
أيها السادة، المُتابع لِمّا يجري من متغيّرات أو فوارق أبعدتنا عن مواكبة التطوّر يقرأ أسماء الشخصيّات التي ستمثل أمام واجهة كتابة ورقة العمل التي يتقدّم في الدولة وترفع توصياتها بشأن تحقيق شيء للواقع الرياضي عندنا، عليها أن تكون حكيمة في قولها شفّافة في نظرتها عميقة في بحثها وأن تعمل من أجل إيجاد حلول ناجعة بعيدة عن الترقيع، شريطة أن يرتبط كلّ ذلك في عمل الأندية الرياضيّة وهي أساس تكوين البطل الرياضي مع أهميّة الكشف عن النظرة أو الفلسفة التي تنظُر من خلالها الدولة ككلّ الى الرياضة والرياضيين.
نعم.. على القائمين بتحقيق المؤتمر الشبابي والرياضي العام، أن يعملوا على توفير أرضيّة خصبة للانتقال من واقع الهواية الى دُنيا الاحتراف، مع ضرورة المزج في العمل وأن تتحوّل الأندية الى أندية رياضيّة ثقافيّة اجتماعيّة متكاملة، لدعم بيئة قادرة على مُضاهاة دول الجوار أو دول المنطقة على أقل التقديرات، وأن يكون الاستثمار الرياضي والرعاية الرياضيّة والتسويقيّة الكلمة الفصل فيما يتعلّق بالأندية التي أصبحت تشكّل عِبئاً على الرياضيين كون مجالس إداراتها باتت تتشكّل على مقياس المُهيمنين والمتنفّذين، بل أضحت الأندية إمتداداً لِلتوريث العائلي والتأسيس لإبعاد الأندية الرياضيّة عن المؤسّسات، حتى تصل الى الاحترافيّة التامّة.
هذا كُلّه، الى جانب أن الأندية الرياضيّة بحاجة الى قانون تعريفي يقترب من الاحترافيّة، مع أهميّة تقليص الأعداد الهائِلة التي تملك إجازات تأسيس وأغلبها لا يُمارس النشاطات الرياضيّة وتغلُب عليها فصول الانتخابات في الاتحادات الرياضيّة وأصواتها الممنوحة للمُمثّلين عنها لتذهب باتجاه العلاقات لا باتجاه تحفيز القدرات واختيار الأفضل، وهو ما أوصلنا الى نقطة التفكير لإيجاد الحلول الناجعة لما تعانيه أنديتنا من غرق قصري مع سبق الإصرار والترصّد.
إننا اليوم نقف على مفترق طرق، إما أن نكون أو لا نكون، وأتوسّم بِمَن سيقود هذا المؤتمر المفصلي خيراً كون أغلب المتواجدين من خيرة الشخصيّات العلميّة والأكاديميّة الى جانب وجود رموز مُهمّين ومؤثّرين يملكون القُدرة والكاريزما التي تمنحهم حقيقة تسجيل الفوارق التي ننشدُ إليها باتجاه أفضل من الذي نعيش فيه.
أجل.. نحن الآن في فترة الحاجة أم الاختراق، وليس الاختراع، إذ علينا ان نَخترِق الحواجِز ونصنعُ الإعجاز بدلاً من الإنجاز، وأن لا نخترع الحلول العمليّة الحسابيّة أو نكتشف شيئاً اكتشفهُ الكثير من قبلنا.
أقرأ ايضاً
- نتائج التسريبات.. في الفضائيات قبل التحقيقات!
- الانتخابات الأمريكية البورصة الدولية التي تنتظر حبرها الاعظم
- القنوات المضللة!!