- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
موقفان متناقضان مع ركب الحسين (ع)
بقلم : سامي جواد كاظم
بالاجماع لو اريد الكتابة عن ما تحمله واقعة الطف من دروس وعبر لما استوعبتها مجلدات وموسوعات ، حيث هنالك الكثير من الاحداث التي رافقت الحسين عليه السلام في واقعته هذه يمكن لنا ان نفسرها باكثر من وجه وتتباين الصحة في ذلك .
واحدى هذه المحطات التي التفت اليها محطتين متناقضتين ساذكرهما مع التعليق عليهما .
المحطة الاولى هو عندما وصل الحسين عليه السلام مكة ارسل مكاتيب الى بعض روؤساء قبائل البصرة يطلب منهم النصرة .
اول من ارسل اليه يطلب المساندة هو المنذر بن جارود فكان رد المنذر بن الجارود على كتاب الحسين (ع) ان جاء بالكتاب والرسول الى ابن زياد وكان يومئذ واليا على البصرة .
اما يزيد بن مسعود النهشلي ويزيد بن نبيط فكانا مؤيدان للحسين عليه السلام الا ان الاول تلكأ ووصل بعد استشهاد الحسين والثاني وصل قبل خروج الحسين من مكة في حين ان كتاب الحسين وصل اليهما في نفس الوقت فالاول جمع عشيرته والمنضوين تحت رئاسته يستشيرهم والثاني عقد الهمة على الخروج هو وابنيه عبد الله وعبيد الله ومولاه عامر وسيف بن مالك والادهم بن امية فلحقوا به وهو في مكة يروم الخروج منها عكس الاول .ـ الكامل في التاريخ 4 : 19
يزيد بن نبيط ذكرني هذا بتبجح الوهابية واستدلالهم على منزلة الصحابة عند امير المؤمنين عليه السلام بدليل تسمية ابنائه باسماء الصحابة اذن هنا يزيد هذا يعتبر مثل يزيد بن معاوية كما وان هنالك في صحب الحسين من اسمه معاوية فهل هذا يعني المحبة بين الاثنين بدليل نطابق الاسماء ؟!! .
اما جواب الاحنف بن قيس زعيم بني تميم فكان اما بعد (ان وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ) وهل الحسين عليه السلام لا يعلم القران ما هو حتى تجيبه بهذه الاية ؟؟
في منطقة يقال لها الصفاح لقى الحسين عليه السلام الفرزدق فكان جواب الفرزدق للحسين قلوب الناس معك وسيوفهم عليك والقضاء من السماء والله يفعل ما يشاء .
ولقي شخص اخر يدعى شمر بن غالب وكان جوابه نفس جواب الفرزدق
وفي الثعلبية يساله رجل عن قوله تعالى ( يوم ندعو كل اناس بامامهم ) فاجابه الحسين امام دعا الى الهدى واخر دعا الى الضلالة وترك الحسين عليه السلام ولم يلتحق معه بالرغم من ان سؤاله عن تفسير الاية هي من صلب الحدث واخر هو ابو هزة الازدي ينصح الحسين بعدم الذهاب ولا يخرج معه وفي القاع يلاقي عمر بن لواذن حيث هذا الاخر ينصح الحسين ولا يخرج معه وفي الرهيمة ابو هرم الذي لاقاه الحسين عليه السلام وكان على نفس شاكلة من سبقه في النصح وعدم المؤزارة ، اما في قصر بني مقاتل حيث عبيد الله بن الحر الجعفي يطلب منه الحسين النصرة فيقول له هذه فرسي لك فاجابه الحسين اما ان رغبت بنفسك عنا فلا رغبة لنا بفرسك .
عمرو بن قيس وابن عمه قال لهما الحسين جئتما لنصرتي فقالا انا كثيري العيال ، وكان الحسين لوحده يسير وليس عياله معه ، فقال لهما الحسين انطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سوادا فانه من سمع واعيتنا او راى سوادنا فلم يجبنا او يغثنا كان حقا على الله عز وجل ان يكبه على منخريه في النار .
والان استجمعوا معي هذه المواقف التي ذكرتها حيث كل الذين لاقوا الحسين عليه السلام يعلمون انه الامام المفترض الطاعة وانه على الحق ولا يوجد ابن بنت رسول الله غيره وبالرغم من ذلك لم يلتحقوا به فان كلامهم هذا ان اريد له ان يكون صادق فيجب ان يواكبه العمل اما النصح وترك الحسين عليه السلام فالحسين هو الاولى بنصح القوم ولا يحناج نصح احد حيث انه الامام المعصوم الذي يعلم ما يفعل وما يرضي الله عز وجل .
الموقف الاخر الذي هو النقيض بالتمام والكمال ليلة العاشر من محرم حيث جمع الحسين عليه السلام اهل بيته وصحبه وطلب منهم الحسين عليه السلام بعد الثناء عليهم ان ( فانطلقوا في حل من بيعتي ليس عليكم مني حرج ولاذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا ثم لياخذ كل واحد منكم بيد رجل من اهل بيتي وتفرقوا في سواد الليل وذروني وهؤلاء القوم فانهم لايريدون غيري )
ثم قال الحسين عليه السلام لمحمد بن بشير الحضرمي وقد اسر ابنه بثغر الري انت في حل من بيعتي فاذهب في طلب ابنك ، فرفض ترك الحسين عليه السلام وقال اكلتني السباع حيا ان فارقتك انت في حل
موقف اصحاب الحسين عليه السلام هذا يجب ان نقف عنده وهو لماذا لم يتركوا الحسين عليه السلام بالرغم من ضمانة الحسين لهم الجنة وانه راض عنهم وسيكونون معه في الاخرة ؟؟.
الاجابة على هذا السؤال مرتبطة بحديث للامام علي عليه السلام تخص العبادة عندما قسمها الى ثلاثة اقسام عبادة التجار الذي يعبدون الله طمعا في الجنة وعبادة العبيد الذي يعبدون الله خوفا من النار وعبادة الاحرار التي يقول عنها امير المؤمنين مخاطبا الله عز وجل اني رايتك اهلا للعبادة فعبدتك ، هذا بعينه ينطبق على اصحاب الحسين عليه السلام فانهم راوه الامام المعصوم المفترض الطاعة فاطاعوه وتمسكوا به لا لغرض الجنة ، حتى ان حبيب بن مظاهر عندما دعا قومه لنصرة الحسين عليه السلام متاملا في الاخرة لقاء محمد (ص) وهم قريري العين بنصرتهم ولده الحسين عليه السلام ، اي اباء هذا ، اي تضحية هذه ، اي ايمان هذا .
بعد هذا هل يمكن لنا ان نجمع هذه المواقف في صورة واحدة نصفها ابيض والنصف الاخر اسود؟ ، واكرر بالرغم من ان الكلام الجميل مطلوب الا ان الكلام الذي يخص المعتقد والايمان لا يمكن له ان يتحقق على ارض الواقع ما لم يصاحبه عمل فكانت الفرصة مواتية الى كل الذين لقوه في الطريق ولكنهم اهدروها باستثناء مجمع بن زياد وعباد بن مهاجر اللذين التقيا بالحسين عليه السلام في وادي صفراء فاصطحبا الحسين (ع) واستشهدا معه