بقلم: عباس قاسم المرياني
كلٌ منا نحنُ اهالي البصرة يعرف منطقة القبلة بكل احيائها، منا من يسكن هذه الاحياء، ومنا من يزورها بأستمرار، ذات الكثافة السكانية الكبيرة جداً، ومركز من مراكز الاستيطان في البصرة، كانت عبارة عن مجموعة من المستنقعات والانهرٌ الإسنة تتراكم فيه القاذورات والاوساخ بشكل كبير وواسع نتج عنها العديد من الامراض التي اصابت ابنائها، وانتشار الحشرات والقوارض وغيرها، فضلاً عن حوادث الغرق التي حصلت جراء هذه الانهار الإستة والتي راح ضحيتها الكبير والصغير، وحوادث سقوط السيارات فيها ايضاً.
اما الشوارع فحدث ولا حرج عبارة عن مطبات وحفر واطيان وفي ايام الامطار يدخل ماءها الى العديد من البيوت، كما ان مياه الصرف الصحي كانت اغلبها تخرج الى الشارع، فلا يكاد يخلو شارع من نهر صغير تجري فيه هذه المياه الغير صحية وروائحها التي تنتشر في البيوت والازقة.
وغيرها الكثير من المعاناة، ولكن بفضل الله اولاً، وفضل ثلة طيبة من اهالي القبلة الغيارى الذين لم يدخروا جهداً، ولم يناموا ليلاً مع نهاراً لتغيير واقع منطقتهم، رجال امنوا بقضيتهم، ودفعهم حبهم وصدق سريرتهم للتصدي لهذا العمل الكبير، فخرجوا بالتظاهرات السلمية الحضارية التي تعبر عن وعي هؤلاء الثلة ووعي جماهير القبلة، وقدموا المناشدات الرسمية بكل الطرق القانونية، فلم يخب سعيهم، ولم يذهب جهدهم، ولحسن الحظ كان هناك رجلٌ يحب مدينته، وحريصٌ عليها وعلى اهلها، فكان للسيد المحافظ ذو القلب الواسع والعطوف الذي بدورهِ يسر كل صعب، ورخص كل غالي، وتابع ووجه من اجل مشروع القبلة المتكامل.
وبعد سنين عجاف اكلت الانهار الاسنة ما اكلت من ابناء القبلة، وغيبت العديد من الوفيات، وتركت العديد من الامراض بسبب الاهمال المتراكم والترك الغير مبرر لهذه المنطقة، رأت منطقة القبلة النور بجهود هذه الثلة الطيبة من ابنائها وجهود محافظها، وحرص وتفان الشركة المنفذة التي كانت اكثر من عالمية في تخطيطها وتنفيذها، فلم نرى اعمال مماثلة لاعمالها، ولا منجز متكامل كمنجزها، ولا ننسى موقف مديرها المفوض ابن البصرة البار الذي كان همه بناء مدينته البصرة قبل الربح والغنى فكان صادقاً كريماً.
اليوم ونحن نسيير بشوارع معبدة وارصفة نظيفة، والازرقة والطرقات خلت من المستنقعات والانهر الاسنة، والبرك والاوساخ المنتشره اصبحت حدائق جميلة يتجمع فيها الاهالي، هكذا اصبحت منطقة القبلة بكل احيائها مثلاً يحتذى بها، وصورة مشرقة لمناطق واحياء البصرة الاخرى.
من هكذا جهد يجب علينا الحفاظ عليه قبل غيرنا، فلا نطلب من دوائر البلدية ان تنظف لنا، ولا نطلب من دوائر الماء ان ترمم، يجب ان نبدأ نحن بذلك قبلهم، فهي لنا ولأبنائنا، ولتكن القبلة مدينة الجمال والمثال في العراق وخارجه.
شكراً لكم ابناء القبلة الغيارى الذين تصدوا لهذا المشروع، وانجز بهمتكم دون ذكر المسميات والالقاب والتجمعات فكلاً عمل من موقعه، وحرصه، ومسؤوليته على منطقته، كلكم كنتم صادقون حريصون غيورون محبون لبلدكم قبل احيائكم وازقتكم، شكراً محافظ البصرة الذي كان صبوراً باراً بأبناء مدينته البصرة المعطاة، شكراً لمن خطط ونفذ وعمل بجد وبحرص، ودعم وساند اهالي القبلة الكرام.
شكراً للاعلام الحريص الذي كان العين الناظرة، والصوت الداعي والمطالب لمعاناة القبلة، وبكم نكون مثلٌ يحتذى به، وعين على من يريد تدمير المنجز.
أقرأ ايضاً
- العراق في المونديال.. الحلم المشروع
- مشروع قانون استبدال العقوبة السالبة للحرية بمبالغ مالية
- مشروع علمي لاحتواء الفساد في العراق