بقلم: عباس قاسم المرياني
ان المتأمل في ايات القرآن الكريم يجد هناك بُعداً إنيْاً للقصص او الحوادث التي يذكرها الله سبحانه وتعالى، مثال ذلك قصة نبينا ادم (عليه السلام) عندما اكل من الشجرة التي منعه الله سبحانه وتعالى منها، ولكن الشيطان اغواه وفعل ذلك، فكان امر الله سبحانه بأنزاله الى الارض؛ لعدم امتثاله لنهي الله الذي امره به، فكانت العبرة من ذلك إنية.
وهناك ايضاً بعُداً مستقبلياً في قصص وحوادث اخرى ذكرها جل جلاله في قرآنه المجيد، منها قصة النبي موسى مع الخضر (عليهم السلام)، واستغراب موسى مما قام بهِ الخضر، فنجد من هذه القصة هناك بعُد مستقبلي سواء كان مستقبل قريب مثل حادثة خرق السفينة، ومستقبل بعيد مثل حادثة بناء الجدار.
من هذا نستشف ان الله عز وجل قد يرسل جنده، او ملائكته، وحتى عباده الصالحين ليقوموا بعملاٍ، او فعلاٍ ما قد يراه البشر يضر بالبشرية جمعاء، او ببعضها، ولكن هذا العمل او الفعل لهُ بُعداً مستقبلياً، سواء أكان هذا البعد المستقبلي قريب، او بعيد قد يعود بالفائدة، او الخير على الجميع او بعضهم.
لهذا ان وباء كورونا الذي نتعرض له حالياً وما حصده من ارواح البشر ولا زال يحصد، هذا فيما اذا كان هو ليس من عمل البشر، وحتى الاوبئة والامراض التي ضربت البشرية في الماضي لا بد لها نتائج، او مردودات قد تكون ايجابية للبشرية بشكل خاص، او للكرة الارضية بشكل عام، ففي كل الحالات والظروف لا بد ان نشكر الله سبحانة على كل شيء، فهو لا يأتي امراً عبثا، ورغم كل ذلك نجد بعض البشر مستمرين بطغيانهم وكفرهم وابتعادهم عن الله، فلم يلتفتوا لرسائل السماء التي يبعثها لهم، وقد تتوقف هذه الرسائل عن النزول في يوماً ما، وعند ذلك لا ينفع توبة ولا مغفرة.