بقلم: قاسم العبودي
في الوقت الذي تشتد المحن بالشعب العراقي ، الذي فاق شعوب العالم صبراً وأذى ، يهجم مره أخرى صبيان السفارة لفرض أجندات خارجية ، تحاول النيل من هيبة الدولة .
ما حصل يوم أمس في محافظة ذي قار من فوضى عارمة ، ومحاولة الضغط على مدير الصحة في المحافظة لتقديم أستقالته ، لهو سابقة خطيرة ربما تعاد على نطاق أكبر وأوسع ، وعلى مستويات عالية .
أن المعطيات الرسمية للحكومة العراقية الآن تشير بوضوح الى أن من يدير المفصل الحكومي ليس برجال دولة . ولا في وارد متبنياتهم تأسيس أو أقامة مشروع دولة . وألا كان هناك رد فعل أيجابي من قبل الحكومة المحلية في ذي قار .
تجاهل الأحداث التي تفرض على مؤسسات الدولة في بعض المحافظات ، تعطي أنطباع بأن الحكومة تسير وفق منهاج أعد سلفاً خارج الحدود ، لتهميش الدولة العراقية ، والذهاب بها بعيداً عن المسار الطبيعي . لايمكن بأي حال من الأحوال أن يصل الأستهتار بالشعب الى هذه الضعه ، وهذا القدر من الأستهانه .
عندما يسرق السياسي مقدرات البلد ، وتصفر الخزينة الحكومية ، فأن المواطن هو من يدفع ثمن ذاك الأنحراف السلوكي ، بأقتطاع جزء من راتبه الذي هو قوت عياله . لايوجد في العالم بأكمله حكومة تعوض نقص مواردها من رواتب موظفيها التي بالكاد تكفيهم وعوائلهم ، وأنا أتكلم على السواد الأعظم من الموظفين وليس أصحاب الدرجات الخاصة ، الذي أمتلأت بطون بعظهم من السحت الحرام .
يفترض بالحكومة ( الفتية ) التي جائت بها القوى السياسية وفق صفقات مشبوهه ، أن تحاول بالقدر المتيسر المحافظة على هيبة الدولة التي بدأت تتلاشى وتندثر ، وأن لا تسمح ( للصبيان ) الذين علا صوتهم النشاز مره بسرقة الشعب ، وأخرى بخلق فوضى خلاقه قد تذهب بالبلد وبالعملية السياسية الى مزالق ومنعطفات لا تحمد عقباها ، في ظل تفشي جائحة المرض والفقر .
ما حصل في ذي قار سيؤسس لحالات أخرى في أماكن أخرى و في أغلب المحافظات الجنوبية ، كون هذه المحافظات تئن من فقر مدقع وهوان كبير . يجب التصدي بحزم للذين يرون أنفسهم بأنهم ( ثوار الساحات ) الذين عليهم تغيير الواقع بلمح البصر . أردوا أسقاط النظام ، فتمت أستقالة الحكومة بأكملها وجاءت حكومة جديدة بغض النظر عن الطريقة التي جاءت بها ، المفروض أعطاءها بعض الوقت لمراقبة برنامجها الحكومي ، وعدم المساس بقوانين الدولة بتلك الطريقة الفاجرة التي حصلت في ذي قار .
يجب على السلطة التنفيذية أخذ دورها كاملاً بالتصدي ( للزعاطيط ) الذين تجاوزوا على مدير صحة المحافظة ، وعدم السماح لهم ولغيرهم بالتجاوز على قانونية الدولة التي من المفروض أنها تحافظ على هيبتها ، وعدم تسليم مقدرات هذه الدولة بيد مجموعه من الصبيان للتحكم بها تحت أي شعار كان .
أقرأ ايضاً
- جمهورية بالاسم فقط
- 20 يناير .. صفحات دامية وخالدة في تاريخ جمهورية أذربيجان
- ليلة البحث عن نائب رئيس الجمهورية !!