إنهم هنالك، يحلقون منذ أشهر على ارتفاع 400 كيلومتر أو يجثمون في أعماق المحيطات، أو يقضون الشتاء في القارة القطبية الجنوبية حيث لا يربطهم شيء بالعالم، فمن هؤلاء الرجال والنساء الذين لا يخشون من فيروس كورونا المستجد هذه الأيام؟
للرد على هذا السؤال، قالت صحيفة لوفيغارو إن هناك ثلاثة رواد فضاء يحلقون على ارتفاع 400 كلم فوق الأرض، وينطلقون بسرعة 27000 كلم في الساعة، ونحن بالنسبة لهم كالميكروبات، غير مرئيين، إن أطلوا علينا من سمائهم البعيدة.
في محطة الفضاء
هنالك في محطة الفضاء الدولية – كما تقول الصحيفة – يعيش قائد المهمة «62 آي إس إس»، الروسي أوليغ سكريبوشكا، تحت الحجر منذ 176 يوماً، ويرافقه على المدار الأميركيان أندرو مورغان منذ 243 يوماً، وجيسيكا مير منذ 176 يوماً، وقد انطلقوا في يوليو وسبتمبر 2019، قبل ظهور «كورونا» بوقت طويل، ومن المقرر أن يعودوا في 17 أبريل 2020 على متن مركبة «سويوز».
وفي مكان آخر، أفادت الصحيفة بأن هناك 110 غواصات على عمق 300 متر، من المفترض أنها سترد بشكل دائم على جميع الهجمات، وتعتبر الضمان النهائي ضد جميع الهجمات على المصالح الحيوية، بغض النظر عن أصلها وشكلها.
وكمثال على ذلك، أوضحت الصحيفة أن فرنسا تبقي واحدة من أربع غواصات تعمل بالطاقة النووية وتتناوب على الخدمة، في قاع المحيط وغير قابلة للكشف، وذلك في سياق الردع النووي. وتضيف الصحيفة أن طقم هذه السفن معزول عن العالم، ويمكن لأعضائه تلقي رسالة – يراقبها القبطان- مكونة من أربعين كلمة فقط، من عائلاتهم في الأسبوع، ولا تصلهم أي أخبار مقلقة أو سيئة حتى لا تضر بالروح المعنوية لديهم، وتستمر مهمتهم في المتوسط مدة 70 يوماً.
القارة القطبية الجنوبية
يوجد نحو 1500 عالم ولوجستي في أنتاركتيكا، وراء المحيط الجنوبي – كما تقول الصحيفة – وهم يتجمعون في نحو خمسين قاعدة، بينها محطتان فرنسيتان، يختلف عدد القاطنين فيها من الصيف إلى الشتاء، ويتراوح بين 25 ومئة تقريبا للمحطة الكبرى. وتستمر الحملات الصيفية قرابة ستة أشهر والحملات الشتوية نحو 12 شهراً.
الشعوب المعزولة
وفي السياق نفسه من العزلة، يعيش عشرة آلاف شخص موزعين على نحو مئة مجموعة من الشعوب التي لا يوجد تواصل سلمي بينها مع سكان العالم أو لا يريدون ذلك، وفق ما أوردت الصحيفة. بعض هؤلاء ضحايا عنف أو ضحايا للفيروسات، وقد تكون لدى بعضهم روابط مع جيرانهم، كما أن بعضهم يحمل أسلحة نارية حصل عليها من التبادلات القبلية، وبعضهم يستخدم معادن حصل عليها من حطام السفن. ففي جزر آدمان في المحيط الهندي، يرفض الحراس الذين يقدر عددهم بنحو 150 أي تعامل مع الآخر، ففي نوفمبر 2018، هبط منصّر أميركي متهور بشكل غير قانوني على شاطئهم، فأردوه على الفور بسهم. وتعيش قبائل أخرى في الجبال التي لا يمكن الوصول إليها في غينيا الجديدة، مثل يالي أو داني، لكن معظمهم في منطقة الأمازون في البرازيل أو على أراضي بيرو، مثل ماشو بيرو.
أقرأ ايضاً
- مكتب السيد السيستاني ينشر استمارة لتسجيل المرضى النازحين في لبنان لمعالجتهم (سجّل من هنا)
- التعليم تعلن قبول 3173 طالبا في المنحة المجانية لكليات المجموعة الطبية
- التخطيط تعلن عن الأسئلة الخاصة بالتعداد السكاني