- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
كورونا ...اختبار الوطنية والتدين
حجم النص
* خليل الطيار
عن امير المؤمنين علي ابن أبي طالب (ع )قال:- ( لا ينزل البلاء إلا بمعصية ولا يرفع إلا بتوبة) نمر هذه الايام بأصعب مرحلة من تاريخنا المعاصر، ابتلينا فيها بامتحانات غاية في الصعوبة ، ابتعدنا بها عن الله بمعاصينا الدنيوية ولم نتب منها ، سواء في مخاضات الواقع السياسي القاتم ، أو الأزمة الاقتصادية التي تنذر بعواقب وخيمة فيما الوباء الفتاك صار يتنامى ضرره ليحصد ارواح الالاف بلا رحمة ... كل ذلك يضع الجميع امام اختبار حقيقي سواء ما يتعلق بمسؤولية رجال الدولة الذين تقع على عاتقهم المهام الأساسية للتدبير والخروج من اوجه الازمة باقل الخسائر .مع ان قراءتنا السريعة في ظل الأوضاع المتدهورة تقول ان مستوى هذا الاداء ولعدة اسباب ليس بمستوى هذه التحديات ، والتي تفوق احيانا قدرة الدولة بمفردها على حسمها الأمر الذي نحتاح فيه اختبارا حقيقيا لوعينا الوطني وتديننا الحقيقي ، فان لم نتدبر الامر ذاتيًا فان المأساة ستتوسع رقعتها لا سمح الله وهو ما يضع عنوان الوطنية على المحك لاختبار حالة التنامي والتعاضد وابداء اقصى درجات الحرص لحماية البلد وأبنائه من تفاقم الاوضاع لتتحول المفاهيم والشعارات الوطنية الى افعال نلمس فيها بعدا وطنيا وتلاحما شعبيا يتجاوز هامش الخلافات ، أو على الأقل يؤجلها الى ما بعد عبور هذه التحديات الجسام . فالوطنية اليوم تتجسد بالالتزام الصارم بمفردات التوجيهات والإرشادات واحترام الإجراءات ،التي تقدم عليها الدولة والجهات المختصة وتفعيل الوازع الوطني لإرشاد الآخرين في التوجيه والتوعية ومنع التجاوز عليها لأي سبب كان ، كما فعلت باقي الشعوب التي قهرت الوباء بالتزامها المنضبط باجراءات الدولة فخرجت منتصرة . اما عنوان التدين الحقيقي، فهو يشكل اليوم اعلى مستويات اختباراته الحقيقية للعباد أمام الله عزوجل ،الذي لا يطالبهم باللغو بإيمانهم بل بما تكتسبه قلوبهم والتراحم فيما بينهم . وطالبهم بدين عملي لا بدين التقلقل بالنصوص . فكم من ميسور حال يستطيع اليوم ان يمد يد العون لمن هم اشد حاجة لقوت يومهم وحرموا منه بسبب عدم الخروج لتحصيل أرزاقهم بسبب الحضر ، وعلينا ان نسعى كلٌّ بمقدار ما يجود به لسداد أقوات ايام معدودة لعوائل كثيرة نشجعها للمحافظة على التمسك بالمكوث في البيت والا ستضطرها ظروف المعيشة الى كسره مكرهة من اجل تدبر لقمة عيشها. ولو ان ١٠ الاف دينار يدفعها كل ميسور حال من موقعه لعائلة واحدة يوميا ، تدبر بها قوت يومها لحافظنا على دعم حملة حضر التجول وجنبنا البلد والشعب ابتلاءا عظيما سيكون حله الاول والاخير هو التوبة من معاصي وذنوب اقترفها الجميع ،ساسة وشعب وتتطلب للخلاص منها نخوة وتراحما وتلاحما وطنيا وتوبة نصوحا نتضرع بها الى الله ستكون مخرجاتها بلا شك قهر الأزمة والانتصار عليها وهو المستعان
أقرأ ايضاً
- القتل الرحيم للشركات النفطية الوطنية
- العراق وأزمة الدولة الوطنية
- ملاحظات نقدية على الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم في العراق 2022-2031