طالب محافظ بغداد، امس الاربعاء، بتخصيص مليار دولار بدلا من نصف هذا المبلغ المقر حاليا، لتنفيذ المشاريع التي قال ان اغلبها تندرج ضمن اختصاص وزارات حكومية \"تتحجج بعدم امتلاك الاموال اللازمة\"، داعيا مجلس النواب الى معاملة العاصمة اسوة بمحافظات اقليم كردستان الثلاث التي قال انها \"تقتطع 13 مليار دولار سنويا من الموازنة العامة رغم انها لا تعاني من آثار الدمار الذي خلفته عمليات العنف طيلة السنوات الست الماضية\".
وتعد مدينة بغداد بـ 7,5 مليون نسمة، ثاني اكبر مدينة عربية من حيث الكثافة السكانية بعد العاصمة المصرية القاهرة، كما وتعتبر المركز الاقتصادي والإداري والتعليمي للحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية.وفي لقاء مع \"العالم\" امس الاربعاء، اشتكى محافظ بغداد صلاح عبد الزراق من خفض ميزانية العاصمة الى 537 مليار دينار عراقي (قرابة نصف مليار دولار اميركي) بعدما كانت تتجاوز الـ 630 مليار دينار، مبديا استغرابه من هذا التخفيض الذي قال انه سيؤثر على العديد من المشاريع التي تنوي المحافظة اطلاقها او تلك التي يتواصل العمل بها حتى الآن.
واوضح عبد الرزاق ان \"مخصصات بغداد للعامين 2009 و 2010 كانت تتجاوز 620 مليار دينار، وكنا نطالب بزيادتها لكي تلبي حاجتنا للانفاق على المشاريع الجديدة\". واضاف ان\"40 % من مخصصاتنا تذهب الى آمانة بغداد والمتبقي من ذلك يذهب الى مشاريع الاعوام السابقة\". واردف \"تفاجأنا من قرار وزارة المالية تخفيض موزانة تنمية الاقاليم لمحافظة بغداد\".
وعن المشاريع التي تعتزم محافظة بغداد اطلاقها في العام المقبل، اشار المحافظ الى \"ان حجم المشاريع التي تنوي بغداد تنفيذها تبلغ قيمتها 1457 مليار دينار في الوقت الذي لم تخصص لنا وزارة المالية سوى ثلث هذا المبلغ\". وقال \"طالبناهم بمضاعفة تخصيصات بغداد مرتين، ولكن لم نلق الاستجابة، لذلك توجهنا بدعوتنا الى مجلس النواب لانصافنا\".
ولفت عبد الرزاق الى ان \"محافظة بغداد تنفذ مشاريع عديدة في مجالات الاسكان والتعليم والصحة والكهرباء والماء، والطرق والجسور، والتي هي من واجبات الحكومة ووزاراتها\". وزاد \"خصصنا لهذه القطاعات جزءا كبيرا من مخصصات تنمية الاقاليم لان الوزارات لا تقوم بواجبها ازاء حاجة اهالي بغداد في هذه المجالات الحيوية\".وتابع محافظ بغداد بالقول ان \"وزارة المالية ترصد الموازنة على اساس الكثافة السكانية، لكنها لم تلتفت الى معاناة اهالي بغداد سواء الملايين الخمسة الذين يسكون داخلها او المليونين ونصف المليون الذين يقطنون الاقضية والنواحي التابعة لها\". وقال \"لم يحسبوا حجم الدمار الذي لحق بغداد واحياءها جراء المفخخات والعمليات العسكرية طيلة السنوات الماضية، والحرمان الذي اصاب المناطق الساخنة بسبب الجماعات الارهابية\".
وتساءل عن \"ازدواجية المعايير\" في توزيع المخصصات على المحافظات بما فيها الكردية بالقول ان \"اقليم كردستان يأخذ 13 مليار دولار سنويا من الموازنة العامة للعراق، بالاضافة الى ان وزاراتهم تأخذ رواتبها من الحكومة الاتحادية\". واضاف ان \"اقليم كردستان يحظى بـ 26 ضعفا مقارنة بما يخصص لمحافظة بغداد، رغم ان نفوس العاصمة هي اكثر من ضعف نفوس الاقليم\".
وتابع \"الحكومة تتحجج بأن المحافظات الكردية منتظمة باقليم لكن هذا المعيار غير كاف بالمرة ونطالب المعاملة بالمثل\". وقال \"ليعطونا مثلما يعطون للاقليم وسوف نتكفل بتنفيذ خططنا وبرامجنا التنموية بعيدا عن الوزارات الحكومية\".وردا على ما تردده الحكومة من ان المشكلة مع المحافظات تكمن في عدم تنفيذ المشاريع وليس المخصصات المالية التي تقول انها كافية، قال محافظ بغداد \"نحن نعاني من قلة المخصصات بالنظر الى حجم المشاريع التي نعتزم تنفيذها لسد حاجات حقيقية يعاني منها اهالي بغداد\"، منوها الى \"تأخير اطلاق المخصصات الشحيحة اصلا الى الشهر الخامس او السادس من السنة\" باعتبار ذلك احدى المشاكل التي تواجه المحافظات مع وزارة المالية.
واشار عبدالرزاق الى \"ان انجاز المشاريع في بغداد عام 2009 بلغ نحو 106 % \"، مؤكدا ان \"الحكومة المحلية للعاصمة انفقت 100 % من موازنتها للعام 2010 مطلع شهر كانون الاول الجاري\".
وأعرب محافظ بغداد عن آمله ان تلقى دعوته استجابة من لدن مجلس النواب قبيل مناقشة موازنة 2011، مشيرا الى ان ممثلي بغداد في البرلمان والبالغ عددهم 68 نائبا، سيقومون باثارة هذا الموضوع مع رئاسة المجلس على امل انصاف البغداديين.
أقرأ ايضاً
- أمانة بغداد تكشف عن خطة كبرى لإكساء الشوارع المهمة في العاصمة
- الاتحاد الوطني يرفض تأجيل انتخابات كردستان ويعدها "ضربة للعملية السياسية"
- أول موقف من الحكومة العراقية بشأن احتجاجات الجامعات الأمريكية