- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا يخشَون الإِصلاحِ الحقِيقي؟!
نــــــــــــــزار حيدر
١/ أَن تخشى [العِصابة الحاكِمة] من الإِصلاح الحقيقي الذي يتطلَّع إِليهِ العراقيُّون ونبضهُم الوطني الحي والصَّادق، المرجعيَّة الدينيَّة العُليا، فهذا أَمرٌ مفهومٌ ولأَسباب عدَّة منها أَنَّها [تخشى] أَن تكونَ نتيجة الإِصلاح المطلُوب وبالمقاساتِ التي باتت معروفة ستقُودهُم إِلى المقاصِل بعد أَن ترميهِم خلف القُضبان ليقفُوا أَمام القضاء ليدلُوا بكلِّ تفاصيل الفساد والفشل الذي تورَّطوا بهِ طوال السِّنين الماضية.
ورُبما هذا وحدهُ دليلاً كافياً ليدفعهُم لعرقلةِ أَيَّة مُحاولة جادَّة لإِنجازِ الإِصلاح!.
السُّؤَال؛ وماذا عن الآخرين الذين يستقتلُون للدِّفاع عن [العصابةِ الحاكِمة]؟!.
إِنَّهم ينقسمُون إِلى ما يلي؛
*المُغفَّلون الذين خدعوهُم بأَنَّ المُستهدف هو [حُكم الشِّيعة] وليس هذا الفاسد أَو ذاك! فصدَّقُوا الكِذبةَ التي تقولُ؛ إِمَّا هذهِ العِصابةِ الفاسدةِ في الحُكم أَو تزولُ عنَّا السُّلطة!.
*الذُّيول والأَبواق وهؤُلاء يعلمُونَ عِلم اليقينِ بأَنَّ الذَّيلُ أَوَّلُ ما يُداس إِذا تحقَّقَ الإِصلاح وأَنَّ الرَّأسَ أَوَّلُ ما يتدَحرج!.
*الذين يطلبُون السَّلامة ويميلُونَ للدَّعة في مثلِ هذهِ المُنعطفات التَّاريخيَّة وهمُ الذين يقفُون على التلِّ طِوالَ الوقتِ يتفرَّجُون! وقد يشغِلُونَ أَنفسهُم بإِلتقاطِ الصُّور التذكاريَّة.
*جوكر أَحزاب السُّلطة الذي تُحرِّكهُ الجيوش الإِليكترونيَّة التي يُديرها المال الحرام الذي استولت عليهِ الأَحزاب.
٢/ منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن فإِنَّ النَّظرة الإِستراتيجيَّة للمرجعِ الأَعلى ارتكزت على مبنَيَينِ اثنَينِ أَساسيَّين؛ الدُّستور والإِنتخابات الدَّوريَّة، وأَنَّ الإِصلاح المطلوب ينبغي أَن يتحقَّق مِن خلالِ هذَينِ المَبنَيينِ فلا يتجاوزهُما أَو يقفز عليهِما، بما في ذلك التَّعديل الدُّستوري المُرتقب.
هذا يعني أَنَّ المرجعيَّة الدينيَّة العُليا ليست بديلاً عن العمليَّة السياسيَّة بكلِّ تفاصيلها، كما يتصوَّر البعض فيطلب منها فعلَ كلِّ شيءٍ! والعكس هو الصَّحيح فهي التي تحميها من [العِصابة الحاكِمة] ومِن محاولاتهِم التَّجاوز على الدُّستور وعلى القانون وعلى إِرادة الشَّعب الذي هو مصدر السُّلطات كما وردَ ذلكَ نصّاً في الدُّستور.
ومن بينِ أَهمِّ ما يحميه المرجع الأَعلى من العمليَّة السياسيَّة والدُّستور والقانون هو تأكيدهُ المُستمر على وجوب حصرِ السِّلاح بيَد الدَّولة وإِصرارهِ في كلِّ مرَّةٍ على [أَن يكونَ بِناء الجيش وسائِر القوَّات المُسلَّحة العِراقيَّة وِفق أُسس مِهنيَّة رصينة، بحيث يكونُ ولاؤُها للوطنِ وتنهض بالدِّفاعِ عنهُ ضدَّ أَيَّ عُدوانٍ خارجيٍّ، وتحمي نظامهُ السِّياسي المُنبعث عن إِرادة الشَّعب وِفق الأُطر الدستوريَّة والقانونيَّة] كما وردَ ذلك نصّاً في خطابهِ الأَخير.
ولذلكَ فأَنا لا أَظلمُ أَحداً عندما أَقول أَنَّ أَيَّ سلاحٍ وأَنَّ أَيَّ فصيلٍ مُسلَّح خارج سُلطة الدَّولة فهوَ ميليشيات بالتَّوصيف الدُّستوري والقانوني، حتَّى إِذا كان لهذا السِّلاح أَو ذاكَ الفصيلُ دوراً ما في الحربِ على الإِرهاب أَو أَنَّهُ يتخندق خلفَ أَسماءٍ وعناوين دينيَّة أَو مذهبيَّة أَو تاريخيَّة مُقدَّسة، فإِنَّ كلَّ ذلك لا يستثنيه من توصيفهِ بالميليشيات لازال هو خارج سُلطة الدَّولة وخارج تشكيلات المُؤَسَّسة العسكريَّة والأَمنيَّة الدُّستوريَّة.
أَمَّا الذين يخلطُون بين عنوانَين لحاجةٍ في نفُوسهِم المريضة التي تتبنَّى أَجندات خارجيَّة معرُوفة، عنوان الحشد الشَّعبي وعنوان الميليشيات فهؤلاء لا يضحكُونَ إِلَّا على ذقونهِم، وهم يعرفُون الحقيقة أَفضل من غيرهِم.
دعوني أَقل لكُم شيئاً؛ فإِنَّ مُحاولات الخلط هذهِ لا تنفعكُم في شيءٍ، حتَّى إِذا وظَّفتمُوها لتسقيطِ الأَقلامِ الحُرَّة الوطنيَّة والشَّريفة التي دافعت ومازالت تُدافع عن الحشدِ أَكثر من كلِّ ذيُول وأَبواق أَحزاب السُّلطة وميليشياتها.
فتأَمَّلوا...!.
٣/ نشر صُور وفيديو إِستقبال المرجع الأَعلى لعددٍ من جرحى أَبناء قوَّاتنا المُسلَّحة، كان ضربةَ مُعلِّم في وقتِها وبالصَّميم وسهمٌ ذو شُعبَتَينِ إِنطلق من كِنانة النَّجف الأَشرف ليُصيبَ عَينَين؛
الأُولى هي عينُ المُضلِّلين الذين ينشرُون الأَكاذيب تلوَ الأَكاذيب للتَّشكيك بوجودِ المرجعِ الأَعلى وما إِذا كان هوَ الذي يكتُب الخِطابات الإِسبوعيَّة أَم لا؟!.
الثَّانية؛ هي عينُ الجيُوش الإِليكترونيَّة التي تُديرها أَحزاب السُّلطة لتسويقِ ميليشياتهِم كبديلٍ عن القوَّات المُسلَّحة بكلِّ صنُوفها وعناوينِها بما فيها هيئةُ الحشد الشَّعبي.
ولا أَزيدُ عن ذلكَ، فـ [الحرُّ تكفيهِ الإِشارة].
١٨ كانُون الأَوَّل ٢٠١٩
لِلتَّواصُل؛
E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
أقرأ ايضاً
- لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- لماذا أتذكر الجعفري؟!