- مقالات
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة، وإنما تعبر عن رأي صاحبها
لماذا ترتفع درجات الحرارة في العراق؟
بقلم: سيف الكرعاوي
في مدينتي النجف، لاحظت ولأول مرة شوارعها فارغة في النهار، مقارنة بالأعوام السابقة، فالمدينة التي اعتادت على توفير الخدمة ومستلزمات الراحة من سكن وطعام وشراب لـ"زائري الأربعينية" في كربلاء على مدى 20 يوماً، حيث يمارس الزائرون في ساعات النهار لعبة الاختفاء والظهور مع أشعة الشمس الحارقة.
ترى ماذا يجري في العراق، ولماذا قفزت درجات الحرارة الى أكثر من 50 درجة مئوية؟
تؤدي وسائل الاعلام في كل دول العالم دوراً مهماً في توعية المواطنين في قضايا البيئة والمناخ، وتتحدث بكل صراحة في حال حصول "التدهور البيئي" من اجل يبقى مواطنيها على علم بكل التفاصيل، وان لا تخفي عنهم الاحداث والحقائق، لان خطر التدهور البيئي لا يقل ربما عن "خطر الإرهاب"، وان لا تكتفي بالأخبار المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، متى نشاهد فيها "تقارير معمقة" عن تدهور بيئتنا؟
وهنا نوجه السؤال إلى الحكومة: "كيف سمحت بقطع الأشجار، واستبدلتها بالبنايات؟"، حيث يمكن للباحثين في المجال العلمي أيضا، أن يبحثوا في المساحات التي تحولت في بلاد ما بين النهرين من خضراء إلى "مولات تجارية".
تشير الأرقام إلى أن المواطن العراقي يطرح من النفايات ما يقدر بـ2 كغم، فيما يفعل العراقيون جميعاً ذلك يومياً بما يقدر 23 مليون طن، وهذا يعني "تلوثاً في الهواء" يضاف إلى قطع الأشجار، وإفراغ الشوارع منها.
ينافس العراق البحرين في صدارة أكثر دول العالم تلوثاً في الهواء، حيث زاد معدل تلوث الهواء في العراق بمقدار "الضعف" خلال عام واحد فقط، في الوقت الذي لازال يؤمن بعض الأصدقاء ان التدهور البيئي في العراق "مؤامرة" على هذا البلد، وان ما يشاع من اخبار، هي لمحاولة السيطرة على هذا البلد، والتنكيل بحياة المواطن اليومية.
إن أسباباً كثيرة دفعت درجات الحرارة لتكون "مرتفعة" في العراق، بعضها يتعلق بسلوك الناس وتصرفاتهم، والآخر يتعلق بسياسات الحكومات تجاه قضايا البيئة، ولا أملك دراسة تشرح لي ايهما يؤثر أكثر فيما يمر به العراق، الا اننا نسجل درجات حرارة مرتفعة الأكثر في المنطقة، وتتصدر محافظاتنا المقياس العالمي لدرجات الحرارة بشكل يومي منذ شهرين، لأننا لا زلنا لا نواكب الدراسات التي تتحدث عن كيف نحافظ على بيئتنا.
يتحدث لي أصدقائي الذين سافروا مؤخراً الى أوروبا، ان الفنادق التي سكنوا فيها، قد حددت لهم 8 لترات فقط من الماء للاستخدام اليومي فقط، وأن بناء مزيد من البنايات لم يعد ممكناً، لأنهم أدركوا حجم التدهور البيئي.
وقبل الختام، دعونا نفكر بهذه الصور التي نشاهدها بشكل يومي ونتساءل، ماذا حدث؟ وكيف حدث؟، جفاف الأهوار، نفوق الأسماك، ارتفاع درجات الحرارة، زيادة الأتربة؛ ثم ان التفكير في هذا الامر قد يقودنا للإجابة على سؤال لماذا توقف زوار الأربعين عن المسير في ساعات النهار هذا العام !
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- لماذا أتذكر الجعفري؟!
- لماذا تصمت الحكومة أمام عقود أندية دوري "لاليغا" ؟