بقلم: د. عماد عبد اللطيف سالم
لا أحد "يسقطُ" في امتحانات العراق العصيبة...
لا تلاميذ المدارس.. من الرَوْضة والتمهيدي، إلى الإعدادية "الإحيائيّة، والإعداديّة "التطبيقيّة".
لا طلبة الجامعات.. من دروس "الطبيّة"، إلى دروس "النشيد"، والتربية "الوطنية".
لا طلبة الماجستير والدكتوراه.. من الفيزياء النوويّة، إلى فنون الطبخ الآشوريّة.
لا أحد "يسقط" في امتحانات العراق العصيبة...
لا نوّاب البرلمان، ولا الوزراء، ولا "الرؤساء"، ولا القادة، ولا الزعماء، ولا الأحزاب، ولا الحكومة، ولا النظام.
لا أحد "يرسِبُ" أبداً.. في امتحانات العراق العصيبة.
وإذا كانَ "الرسوبُ" مؤكّداً، ولا يُمكِنُ الإفلاتُ من "نتائجه" المُشينة.. سنُضيفُ إلى "سَعْي" الفاشلين درجاتً إضافيّةً، لا يستحقّونها.
وسنُعيدُ "إمتحاناتهم" للمرّةِ الألف.
وسنمنحهم "دَوْراً" ثالثاً.
وسنجعلهم ينجحون بـ "العبور"ِ إلى "مرحلةٍ" أخرى.. عاماً بعد عام.
وعندما لا ينفعُ كلّ ذلك.. يجتمِعُ "طُلاّبُ" السلطة بأقرانهم، بعيداً عن مجلس "الكُليّة"، ويُقرّرون منح أنفسهم "كيرفاً" مقدارهُ 45 درجة، ليعودوا إلى "صفوف" السُلطة من جديد، وهُم أقوى من أكبر أستاذ، وأكبرُ من أعظم "جامعة".
يقولُ لهُم "المُحتَجّونَ".. نُريدُ وطناً.. فيستبدلونَ خمسة وزراء (ويُقالُ سبعة.. وبعضهم يقولُ تسعة)، ويأتونَ بغيرهم، من نفسِ "الطاسِ" المُحاصَصيّ، ونفسِ "الحَمّامِ" التوافقيّ.
يقولُ لهُم "المُحتَجّونَ".. نُريدُ وطناً.. فيقومونَ بتخفيضِ سيّارات الحماية من 10 إلى 5، ومن 3 إلى 2، ومن 2 إلى 1.. وكُلّها سيّارات الحكومة.
يقولونَ لهُم.. نُريدُ وطناً.. فيقومون بتجهيز سيّاراتهم مَجّاناً من "محطّات" الحكومة، بدلاً عن دفع كُلفتها نقداً.. من جيوب الحكومة.
يقولونَ لهُم.. نُريدُ وطناً.. فيقلّلونَ "قليلاً" من استخدام الطائرات الخاصّة، المملوكة للحكومة.
يقولونَ لهُم.. نُريدُ وطناً.. فيُخَفّضونَ سنّ التقاعد.. ليزدادَ العددُ الهائلُ للمتقاعدين، والعددُ الهائلُ للموظّفين.
وفي نهاية هذا المطاف الكارثيّ..
لاأحد "يسقطُ" في إمتحانات العراق.. غيرُ العراق ذاته.
أقرأ ايضاً
- التعدد السكاني أزمة السياسة العراقية القادمة
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- ضرائب مقترحة تقلق العراقيين والتخوف من سرقة قرن أخرى