اطلق تقرير حكومي رسمي اطلعت \"العالم\" على نسخة تحذيرا شديدا بشأن تطورات ملف مياه البزل المالحة التي تجتاح منطقة الحرب العراقية الايرانية قرب البصرة وتهدد بكسر السواتر الترابية وإلحاق أضرار يصعب تقديرها بتلك المنطقة الحيوية، وتحدث عن ظهور \"مسطح مائي\" حديث التكوين نتيجة ذلك بعرض 3 كيلومترات وطول اكثر من 40 كيلومترا، يمتد قرب حقل نفط مجنون العملاق وقد يهدد \"انابيب نقل الغاز والبترول\" فضلا عن معبر الشلامجة الدولي.
مصدر حكومي في البصرة طلب عدم كشف هويته نظرا لحساسية الموضوع، زود \"العالم\" بصورة التقطتها الاقمار الصناعية قبل يومين توضح المسطح المائي العملاق الذي ظهر في منطقة الحدود، وحصلت عليها القوة الجوية العراقية، فضلا عن تقرير رسمي اعدته \"اللجنة العليا لمياه شط العرب\"، وجاء بعنوان \"الوضع الحالي لمياه البزل القادمة من المياه الايرانية\".
وذكر التقرير الذي سجل تطورات الموقف حتى يوم 12 من الشهر الجاري، انه حصيلة اجتماع عقدته اللجنة المذكورة في مقر المكتب الاستشاري الهندسي لجامعة البصرة استجابة لكتاب الامانة العامة لمجلس الوزراء.
ويكشف التقرير \"تطورات بحاجة الى معالجة سريعة\" للقضية التي اثيرت خلال الاسبوعين الماضيين، ويتحدث عن سرعة تدفق المياه من الجانب الايراني ونقص كبير في استعدادات العراق للتعامل مع الموقف.
ويقول التقرير ان قيادة حرس حدود اخبرت \"بوجود ارتفاع لمناسيب المياه بالمنطقة الحدودية\" حيث تم تشخيص هذه الحالة اولا في منطقة مخفر زيد جنوب الشلامجة وامتدت المياه الى مخفر الشلامجة حيث وصلت الى نهر الدعيجي الذي يتصل مع شط العرب.
لكن الخطر حسب التقرير ظهر مرة اخرى في منطقة السويب المقابلة لهور الحويزة وحقل مجنون النفطي شمال البصرة حيث تعمل كبريات شركات النفط الاجنبية، حيث تدفقت كميات هائلة من المياه \"ووصلت ارتفاعات عالية نظرا لانخفاض مستوى الارض الطبيعي، ولتتضرر السدة الحدودية\".
ويذكر التقرير ان مساحة وحجم المياه لـ\"المسطح المائي المتكون من هذه المياه مقابل مخفر زيد الحدودي، تبلغ حوالي 3 كم عرضا، و40 كم طولا، ويمتد الى الجنوب الى نهر خيين، عبر قناة النهر التي يبلغ عرضها 25 مترا حتى تصل الى الشلامجة، فيما تصعد المياه الى الشمال الى هور الحويزة الذي يبعد 17 كم عن هذه البحيرة، لتشكل خطر دخولها من الكسرات الموجودة بالساتر الحدودي وبمساحات مياه وكميات هائلة نظرا لاستمرار الجانب الايراني بضخ المياه\".
ومن اخطر ما يقوله التقرير المكتوب الجمعة الماضية، انه و\"في حال الاستمرار باطلاق المياه وارتفاع المياه يوميا 6-8 سم، فإن السدة الحالية لا تصمد لاكثر من 6 ايام على اعتبار ان جهد مركز انعاش الاهوار سيتوقف لعدم وجود دعم مالي\".
ويؤكد التقرير تعرض \"منظومة الانابيب التي تنشؤها شركة نفط الجنوب ضمن منطقة حقل مجنون، الى اضجاع الانابيب بعد ان غمرت المياه المساطب الترابية التي تعبر فوقها الانابيب النفطية العملاقة، واعوجاج الانابيب نحو الاسفل مما ينذر باحتمال توقف العمل بها\".ويدعو التقرير الى عدم تشبيه الوضع الحالي بوضع معالجة الفيضان \"لاختلاف نوعية المياه المتدفقة وكمياتها، ومرورها بمناطق مخلفات حربية وألغام غير معروفة النتائج\".
أقرأ ايضاً
- العراق يستقبل 640 مواطناً لبنانياً عن طريق منفذ القائم الحدودي
- صحة كربلاء تُتلف كمياتٍ كبيرةٍ من الموادِ الغذائيةِ لإسباب عديدة
- الرئيس الإيراني يحذر الدول الإسلامية: إذا لم نتحد فسيكون الدور عليكم قريباً