طالب ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي بأن تتشكل الحكومة وفق معايير ووفق أسس موضوعية وتعتمد على الإخلاص ونظافة اليد والمهنية وحسن الإدارة والانتقاء الأمثل للحاشية، جاء ذلك في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 ذي الحجة 1431هـ الموافق 19-11-2010م.
وأضاف خطيب الجمعة في كربلاء المقدسة إن جميع الكتل لها الحق في أن تمارس العملية السياسية بالشكل المطلوب منهم وان تتخلى عن وضعها الخاص إزاء الكفاءة التي هم يوعدون بها وان كانت من كيان آخر .. وهذه الحالة حالة نضج وحالة واقعية ممكن أن نختصر الزمان في سبيل أن تمشي العجلة بشكل سريع.
وتعرض سماحته بشيء من الإسهاب في جملة من المعايير التي ينبغي أن تتوفر في الحكومة المرتقبة إذا ما أريد لها النجاح والديمومة والتغلب على المشاكل وتوفير الأمن والخدمات، منها:
أولا: الإخلاص .. فالمسؤول عندما يكون مخلصاً معنى ذلك انه سيبذل جلّ وقته من اجل التفكير الجدي ووضع خطط لتطوير الموقع الذي يخدم فيه ومن ثم تطوير البلد .. ولكن كيف نعرف الإخلاص ؟! أظن إن هذا يعرف بالعمل ! قطعاً كثير من الإخوة عملوا وكان عندهم هذا الإخلاص الذي يقدم فيه ولا يقصر، ويجور على نفسه في بعض الحالات من اجل المهمة الملقاة على عاتقه.
ثانيا: نظافة اليد .. ونظافة اليد ليس قبل الموقع وإنما أثناء الموقع أيضا أن لا يتعرض إلى ضغوط كثيرة تجعله - لا سمح الله - يتلوث أو يغض النظر عن التلوث وإنما يكتفي بالمرتب المقرر واعتقد انه يكفيه ويمكن أن يمارس دوره بشكل واضح مهما تكن الضغوط عليه، وينبغي أن لا يتجاوز هذه المسألة ويجعلها من الخطوط التي لا تقبل المناقشة أصلا.
ثالثا: المهنية والكفاءة .. بمعنى أن يكون الشخص واثقاً من المؤهلات التي عنده بحيث عندما يشغل هذا الموقع يرى إن مؤهلاته كافية لذلك، وقطعاً الإنسان الذي يكون مهنياً ستكون جميع الأمور واضحة أمامه .. ولا تمرر عليه الأمور في غفلة .. ولا يتهرب من التصدي للمشكلة الفلانية لأنه مهني وكفوء ويعرف تداخلات جميع المواقع حتى لا تمرر عليه الأمور بشكل أو بآخر.
رابعا: حسن الإدارة والتدبير .. وهذا المفصل من المفاصل المهمة جداً في إنجاح العمل .. وهو أن يبحث عن الطاقات الموجودة ويحاول أن يغرسها وان يدير وان يعمل بشكل ينجز المهام الملقاة على عاتقه ِ ويتعامل مع الأمور بمهنية وواقعية ويجعل الرجل المناسب في المكان المناسب .. ولابد أن يصغي للنصيحة بل ويجب هو أن يطلب النصيحة .. وان يصغي للآخرين، فكثير من الناس يريد أن يتكلم ولكن يخاف .. وأن لا يجعل الباب موصداً وبالنتيجة يرمي الفشل على الآخرين وينسب النجاح فقط إلى نفسه، عليه أن يمارس دوره بشكل جيد وإنه حينئذ سترى الموقع الذي يشغله سيتقدم بشكل جيد بخطوات سريعة جداً.
خامسا: الاهتمام بانتقاء واختيار البطانة والحاشية بشكل موضوعي، واختيار من ينصحه لا من يلمعه .. وان يقرب فلان منه لا لخصوصيته وإنما لاستحقاقه ِ ..فترى البعض يصنع جواً وهمياً للمسؤول والغرض تمشية المآرب الشخصية فقط.
وفي ختام الخطبة أكد سماحة السيد أحمد الصافي إنه يجب أن يتمتع المسؤول في الحكومة الجديدة بقوة الشخصية .. وهذه مسألة ذاتية .. فقد يكون فلان مهني لكن شخصيته لا تؤهله .. فعلى هذا الشخص بينه وبين الله أن ينسحب .. فبقاء هذا الشخص في موقعه سوف يجني على نفسه وعلى الآخرين .. وعليه أن يترك هذا الموقع الذي لا يمكن أن يتصدى إلى مسؤوليته إلى الآخر النوعي ويمكن أن يتوجه هو إلى موقع آخر يعمل ويبدع فيه أفضل من سابقه.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- إيران: سنرحّل مليوني مهاجر غير شرعي
- العراق يستقبل 640 مواطناً لبنانياً عن طريق منفذ القائم الحدودي
- الحكيم والسفير الإيراني يدعوان لتطبيق القوانين ومخرجات الشرعية الدولية على إسرائيل