بقلم: ايمان صاحب
قبل ان يتوجه الى اصلاح الغير عليه ان يبدأ في اصلاح نفسه اولاً وبعد ذلك يصلح الاخرين (فاقد الشيء لا يعطيه) واما مع انحراف النفس فكل المكاسب والامكانيات التي ينالها الانسان في هذه الحياة قد تصبح وبالاً عليهِ ووسائل دمار لا اصلاح لذا ركزت النصوص الدينية على مسألة اصلاح النفس واهتمت بها غاية الاهتمام قال تعالى:(إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغِيِّرُوا مَا بأَنففُسِهِم).
التأكيد على اصلاح النفس ورد على لسان اهل البيت عليهم السلام، التأكيد على هذا الجانب وخصوصاً في بداية الحياة وقبل ان تتلون النفس بالمصالح والانشدادات المادية لأنه يكون اصلاحها اسهل وافضل كما جاء بوصية امير المؤمنين عليه السلام -لأبنه الحسن عليه السلام جاء فيها (ورأيت حيث عناني من أمرك ما يعني الوالد الشفيق وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت مقبل العمر ومقتبل الدهر،ذو نية سليمة ونفس صافية) نهج البلاغة ج٣ -ص ٤١.
وعنه ايضاً (أيها الناس تولوا من أنفسكم تأديبها واعدلوا عن ضراوة عاداتها) ج٤-ص٨٤.
فالتعود على امر لا يعطيه الشرعية ولا يجعله صحيحاًان كان في اصله سيئاًوعلى الانسان ان لا يستسلم لعادات نفسه مهما كانت متمكنة في حياته.
مسؤوليتنا تجاه النفس: بعض الناس يصرف وقتاًطويلاً على تقديم الراحة واللذة لجسمه والبعض الاۤخر يصرف من الوقت لحماية النفس ووقته على تقديم العلم والمعرفة لعقله ولكن كم يصرف من الوقت لحماية النفس ووقايتها من الامراض النفسية فقضاء الوقت على سلامة النفس ليس وقت ضائع كما يتصور شخص ما مثلا ذهابك الى المقبرة والبقاء فيها والرجوع منها ليس المطلوب افادة العقل فقط او افادة الجسم فقط بل يجب ان نصرف وقتاً من اجل تزكية النفس وهذا هو سر العبادات الاسلامية وسر التوجيه اليها انك تصرف وقتاً على الصلاة والدعاء وعلى الزيارة لمراقد المعصومين عليهم السلام وزيارة القبور لأنه حياة الانسان الدنيوية ومستقبله الاخروي كلاهما رهين وخاضع لتأثير حالته النفسية فاذا ما صفت النفس وانقادت لتوجيه العقل ضمن الانسان سعادته في الدارين واذا ما حصل العكس من ذلك بسيطرة اهواء النفس وشهواتها على قرار الانسان فأن الشفاء سيلف حياته في الدنيا والاخرة قال تعالى (وَنَفسٍ وَمَا سَوَّاهَا ☆فَأَلهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقواهَا ☆قَد أفلَحَ مَن زَكَّاهاَ☆وَقَد خَابَ مَن دَسَّاهَا).
ففلاح الانسان ونجاحه يرتبط بتزكيته لنفسه واصلاحها ولهذا يكون لهُ الدور الكبير في التأثير على نفس المقابل عندما يريد اصلاحها سواء كان في الامور الدينية او الدنيوية لأنه طبق ما يقول او يفعله على نفسه اولا ثم نقله إلى الآخرين.
أقرأ ايضاً
- لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ ..اصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها
- الصياح.. بين الرأي الشرعي ودائرة التحليل النفسي