بقلم: حسين النعمة
عهد الغدير.. المولاة والتبرئة. يوم عاشوراء.. العِبرة والعَبرة. ثقافة الانتظار.. عقيدة وممارسة.
أن ايّ مجتمع متين يعتمد على عناصر قوى، لذا أن تمكنّا من جعل هذه الثلاثية عناصر يقوم عليها مجتمعنا الاسلامي سيكون صلاح الامة وارتقاؤها واكتساؤها قوة لا يمكن مجابهتها. أما انتظار فرج الإمام صاحب الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فهو أفضل العبادات وثقافة إنسانية تتجه نحو كمالاتها في الإصلاح والارتقاء إلى معارج الوعي في علاقتها بهذا الكون وخفاياه، فأن تمكنّا من قراءة الانتظار بثقافته الإنسانية ومنابعه الإسلاميّة الصّافية، على أنّه العمل والبناء نحو إنسانيةٍ يسودها السلام ويعمّها الود والتفاهم، وليس كما يصوره البعض على أنه الخنوع والاستكانة والخضوع سيكون قوّة ليس لها مثيل. ولعلّ التفاؤل بالمستقبل، والجلد والصبر على المكاره، وتوطين النفس على قبول الامتحان والنجاح فيه، والتفاعل بواقعية وعلمية وموضوعية مع الاحداث والمتغيرات، إضافة الى العقلية المتنورة الوقّّادة التي تفهم دورها وما هو مطلوب منها بيقظة وعمق، هي سمات أخرى لثقافـة الانتظار، ولا يتأتى هذا إلا بنصرة ومحبة وإكرام واحترام لقيادة فذة ظاهراً وباطناً، وهذا جُلّ معاني الموالاة للإمام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) فالتولي هو تقديم كامل المحبة والنصرة للمتولى واتباع نهجه وسيرته، هكذا كان انصار ابي عبد الله (عليه السلام) في واقعة كربلاء، حتى تساموا مدارسا كبرى لا تنفك المجالس ولا الروايات من اظهار نصرتهم للإمام المعصوم، وسعيهم معه في اصلاح أمة محمد (صلى الله عليه وآله). {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ.. (الرعد/11)} من هنا نحتاج الى نهضة كبرى في مجتمعنا للقضاء على المنكر وكل مظاهر الفساد فيه، وهذا يحتاج الى الانصياع لقيادة حكيمة تمثل إمتداد اهل البيت (عليهم السلام) وتلتزم بنهجهم القويم لنكون خير أمةٍ اخرجت للناس.
أقرأ ايضاً
- دماء زكية تُحققُ الاصلاح بسفكها
- البيت الاولمبي العراقي بين التغيير والاصلاح
- الحسين (ع) ايقونة الاصلاح