سيف اكثم المظفر
قرن في الاسطبل، إعصار مدمر، وفزاعة أصابها الشيخوخة، غربان سوداء، وستائر حمراء، تخبط وتخالط، اصطدام وتصادم، بيع وشراء، حوت وعفريت، نادلة على قارعة الطريق، هكذا هم يرون بغدادنا الآن!
فزاعة ما عادت تخيف الغربان، فقد تقاسموا المناصب، و وزعت المغانم، وبدء وقت الحصاد والتجارة, فلقد انتهى الدور وموسم الفزاعة قارب على الاندثار.. بين رماد القصف المجهول، وتشبع مال الغول، صار لزاما أن يحتفل المتصارعون، لنجاح الخطة، وتمترس الجماعة في أروقة الوزارة.
عادل عبد المهدي، و في فخ البائعين، فالوثوق بالغراب أهون من البحث عن سراب، فقط أعطيتهم ما يشتهون، واشربوا حلاوة الدنانير، ومارسوا الولوج في ثغور الوزارات، حتى اشبعوا تفقيس وتبييض، و"تبديرا وتصديرا" فما عاد لوجودك ملزم، إن حضر لا يعد وان غاب لا يفتقد.
عادل، على شفى مسار رصاصة، لن تبتعد عن حاجبيه، ولن تقترب للاذنين، فقد أخذوا أكثر من ما كانوا يتوقعون، وعن البيع صاروا يتحدثون، وللبديل يهيئون.. غدا أو بعد غد، فمن يأمن لأفعى وقرد، لن ينال غير الغدر.
سيمفونية انفلاق العتاد وعزف طائرات الدرون، لمذاخر الحشد الشعبي، غطت على خيانة عظمى لمن أعطى احداثيات المواقع، ومن تجسس على هواتف القادة هنا يجب أن تسلط الاضواء.. فاذا كشفنا هذا الخيط، هو سيصل بنا إلى قواعد الدرون، ونقطة انطلاقها.
في البداية كانت انطلاقة موفقة لعبد المهدي، وتوازنه الذي قاده، داخل منظومة الدولة، سرعان ما تقهقر وفقد السيطرة، في ظل تدافع الأحزاب على الغنائم، وبدى كريما جدا، فلم يرد أحد عن تلك الكيكة المغطاة بالعسل حتى على صاحبة الكيكة!
ثم بدا متخبطا بعض الشيء، حتى بات مدركا، انه قد فقد تلك الهالة، بعدما اشبع المتخاصمون بحلاوتها، فأصبح عادل بلا ورقة فقد وزعت كل الأوراق، وبدأ الشوط النهائي. عن قريب؛ ستطلق تلك الرصاصة، ربما لن تصيب، لكنها ستحدث ضجة قرب الأذن الوسطى، فالقاتل مجهول ولجنة التحقيق من كل قوم رجل، ليضيع دمه بين الأحزاب، إنتهى الدور، وبيعت التذاكر، وصفر الحكم.
أقرأ ايضاً
- أهمية التعداد العام لمن هم داخل وخارج العراق
- توقعات باستهداف المنشآت النفطية في المنطقة والخوف من غليان أسعار النفط العالمي
- الفراغ التشريعي بشأن قوانين تملك العرب والأجانب للأموال المنقولة في العراق