سامي جواد كاظم
الشهرة تاتي اما قبل الموت او بعد الموت او عند الموت والحديث عن الشهرة بعد الموت بسبب الموت هو محل الشاهد، وهذه الشهرة تاتي اما لمكانة الميت في المجتمع وحسب ثقافة المجتمع واما بسبب الاعلام وباتجاهيه السلبي والايجابي.
في بعض الاحيان طريقة الموت هي من تثير الراي العام وحتى هذه الاثارة في يومنا هذا بسبب الديمقراطية والحرية اصبحت مزاجية وتتبع الاهواء.
واسوء طريقة للموت هي الاغتيال بكل اشكاله ولاي انسان مهما كان يعتنق من الاديان والمذاهب، فالقتل غدرا شيمة الجبناء والسياسيين باغلبهم، ولان العالم اليوم بفوضى عارمة من التخبط من حيث الافكار والازمات وهذا سببه الصراعات الدولية وعلى راسها امريكا والصهيونية، فترى انسان تافه يتم اغتياله بطريقة بشعة يصبح مشهورا بسبب الطريقة البشعة للاغتيال يرافقه مارب سياسية وفوضوية غايتها اثارة الفتن، وقد حصل في العراق مثل هذه الاغتيالات البشعة لاناس لا احد يعرفهم ولكنهم اصبحوا مشهورين بعد قتلهم.
المهم في هذا الامر هو ان طريقة الموت بهذا الاسلوب مستنكرة ومرفوضة بل تعتبر من الكبائر وسيحاسب عليها كائن من كان القاتل ومنوراء القاتل، ولكن الذي نريد ان نؤكد عليه هي قيمة الانسان قبل ان يمنح وسام الشهرة بسبب الاغتيال، فالانسان هو القيمة العليا عند الاسلام وافضل ما خلق الله عز وجل، ففي الوقت الذي يثور الاعلام لاغتيال شخص ما يتجاهل في الوقت نفسه نحر طفل في مكان اخر، في نفس الوقت تصبح عملية اغتيال ما راي عام وتثار حولها الشكوك والمطالبة بتحقيق دولي ومحاسبة الفاعل بينما يموت المئات في مكان اخر بقصف اجرامي بشع وبمساعدة من يثير الراي العام للتحقيق في اغتيال شخص مغمور في مكان اخر والاعلام يصيبه الخرس والجبن والخسة في التعامل مع هذه الجريمة، فهذه هي المهزلة ان المجرم يطالب بحقوق الانسان (امريكا والصهيونية).
التاريخ القبيح للمقتول يصبح طي النسيان بسبب بشاعة اغتياله وهنا تختلط الموازين والذي يخلطها اجندة خبيثة محترفة ومهنية بحيث تجعل الشارع العراقي يتحدث عن هذه الجريمة وينسى جرائم اكبر منها او حتى يخطط لاسوء منها وهو منشغل في الحديث عن اغتيال هذا الشخص او تلك المراة.
من المؤكد تستحضر من يقرا المقال شواهد كثيرة لهذه الشخصيات ولاننا نعلم ان هنالك من يسيء الظن بنا لذا تكلمنا بالعموم.
الموت واحد والحزن على الميت هي فطرة وامر طبيعي ومن يشمت او لا يهتم للميت فهذا يعاني من مرض نفسي او يحمل في داخله احقاد، وهنالك من يموت موت طبيعي ولكن مكانته في المجتمع وانجازاته في خدمة المجتمع يصبح موته مشهور بسبب ما يحمل الميت اصلا في دنياه من شهرة.
وهنالك من يعيش بصمت ويموت بصمت ولكن المجتمع بعد حين ينتبهون ويصحون من غفلتهم في عدم الاهتمام بهذا الشخص فتبدا شهرته بين المجتمع ويظهر للملأ تراثه وحتى علومه التي هي في خدمة المجتمع وهنا نعود للاجندة الخبيثة التي تمنح الشهرة لشخص لا يستحقها مات بطريقة بشعة وتتجاهل شخص عالم او مفكر او له مكانة اجتماعية بين الناس بسبب مواقفه الخيرة فيتم تجاهله او حتى التخطيط لاغتياله بصمت دون اثارة الراي العام، وعندما ينتبه المجتمع بعد موته فما فائدة هذا الانتباه الذي لو كان في حياته لنالوا خيرا كثيرا منه.
أقرأ ايضاً
- قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين... رعب اليهود مثالاً
- تصرفات المريض.. مرض الموت
- فلسفة الموت عند الإمام الحسين (عليه السلام)