شارك وفد من العتبة الحسينية المقدسة في مؤتمر \"من أجل السلام\" الثالث الذي عقدته لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب العراقي بالتعاون مع معهد السلام الأمريكي في العراق

وذكر مراسل موقع نون الذي حضر المؤتمر \"ان المؤتمر الدولي نظم تحت شعار (دور الأديان في تعزيز الأمن والسلام)، شاركت فيه جهات سياسية ودينية وأكاديمية وأدبية عراقية، مع ممثلي الديانتين الإسلامية والمسيحية في دولة نيجيريا وممثل قائد القوات الأمريكية في العراق، وألقي على هامش المؤتمر خمسة بحوث من قبل أساتذة متخصصين في جامعات العراق تناولوا فيها دور الأديان في صنع السلام في العراق\".

وألقى كل من الدكتور أياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي ونائبه خالد العطية وممثل اتحاد علماء المسلمين ـ فرع الجنوب وممثل وزارة الأوقاف في كردستان وممثل الطائفة المسيحية؛ كلمات تحدثوا فيها عن الدور الذي تلعبه الأديان في عملية حفظ الأمن والسلام في العراق، وما يتطلب من الجميع خلال المرحلة المقبلة من توطيد العلاقات بما يخدم المصلحة العليا للعراق بعيداً عن التباغض والمشاحنات التي تجر البلد إلى المآسي والويلات، فيما تحدث كل من ممثلي الطائفتين المسلمة والمسيحية في نيجيريا عن تجربتهم توطيد العلاقات بين أبناء الشعب الواحد وما حصل بينهم من ألفة ومحبة بعد صراع طويل من العداوة والاقتتال الطائفي.

[img]pictures/2009/12_09/more1262261732_1.jpg[/img][br]

وقالت نائب رئيس لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب العراقي (هناء الطائي) في تصريح خصته لموقع نون \"أخذ هذا المؤتمر الاهتمام الواسع من قبل الجهات الحكومية والثقافية والدينية لأن واقع العراق والظروف التي تمر به بحاجة إلى تفعيل مثل هذه المؤتمرات لحلّ الأزمات السياسية والأمنية فيه، وقد دأبت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية إقامة هذا المؤتمر لما له من دور فاعل في ترسيخ الأخوّة والمحبّة بين أبناء الشعب الواحد، وكذلك تسليط الضوء على دور الأديان في تعزيز السلام وبأنها ليست كبح لحريات الإنسان وإنما هي الحوار وتبادل الآراء وحفظ حقوق الآخرين خاصة وأن كل الأديان جاءت وفيها مشتركات واقعية ولم تفرضها مرحلة معينة ومنها الدعوة للأمن والسلام\".

وحول مشاركة وفد العتبة الحسينية المقدسة في المؤتمر والنتائج التي خرج بها أشار الشيخ (علي الفتلاوي) رئيس وفد العتبة الحسينية في حديثه لمراسل موقع نون ، \"تمّت تلبية دعوة للأمانة العامة للعتبة الحسينية لحضور مؤتمر \"من أجل السلام\" الذي عقد في بغداد، وهذه هي مشاركتنا الثالثة في المؤتمر حيث حضرنا المؤتمرين السابقين الذين عقدا في أربيل واسطنبول، وكانت لنا خلال هذا المؤتمر عدة لقاءات مع الشخصيات السياسية والدينية المختلفة من داخل العراق وخارجه\".

[img]pictures/2009/12_09/more1262261732_2.jpg[/img][br]

وتابع الفتلاوي، \"خرج المؤتمر بتوصيات قيمة ومنها التأكيد على احترام الأديان والرموز والشعائر والمقدسات لدى جميع المذاهب والطوائف في العراق، وكذلك مخاطبة الدولة وحثها على تطبيق مبادئ التآلف وحفظ السلام بين الطوائف والأقليات، وإذا وجدنا مثل هذه الآليات مطبقة على أرض الواقع فستعطي ثمارها إن شاء الله\".

وأضاف الفتلاوي، \"إن الوضع السياسي المتأزم وتناحر التكتلات السياسية في العراق قد لا يساعد على تحقيق مثل هذه المطالبات، ولكن لو عملنا جميعاً منذ هذه اللحظة بالعمل على الجانب الإنساني وانطلقنا من قول الإمام علي (عليه السلام) \"الإنسان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق\" نكون قد سلكنا خطوة إيجابية في طريق الوحدة والسلام بين أبناء الشعب الواحد والأخوّة العراقية\".

من جانبه أوضح ممثل الطائفة المسيحية في نيجيريا القس (جيمس) في حديثه لموقع نون \"جاءت مشاركتي في هذا المؤتمر من أجل المساهمة في إحلال السلام في العراق، وقد جاء هذا المؤتمر بشكل جميل مع بداية السنة الهجرية المباركة حيث يبحث كل واحد منا عن حلول إيجابية للتواصل مع الحياة، وبحث مؤتمر السلام الحلول المتطلبة لتعزيز هذا المبدأ بين أبناء الشعب الواحد، خاصة وأنه جمع أبناء الطوائف المختلفة الذين جلسوا وتبادلوا الأفكار والخبرات التي ستكون رسالة إنسانية إلى شعوب العالم ومنهم أخواننا في نيجيريا\".

موقع نون خاص