حضور رجالي كثيف لمجالس العزاء
اكتست حسينيات البلاد بالسواد ورفعت اعلام الحزن بمناسبة ذكرى عاشوراء واستشهاد الامام الحسين بن علي سيد شباب اهل الجنة.
وكما جرت العادة كل عام، مع حلول شهر محرم، فقد تجهزت حسينيات البلاد لعقد مجالس العزاء، فيما اعتلى المنابر خطباء للحديث عن واقعة الطف وذكرى استشهاد الامام الحسين واخذ العبر المستفادة منها.
وفي حسينية آل بوحمد، قال خطيب المنبر الحسيني سماحة الشيخ حسين الفهيد «ان هذه الليلة هي أولى ليالي شهر محرم الحرام، حيث يهيئ الناس أنفسهم لاحياء شعائر الله تعالى وشعائر رسول الله وأهل بيته الطاهرين»، مؤكداً أن الطاقة المعنوية تتجدد بإحياء هذه الشعائر الالهية، حتى يتزود الانسان بزاد التقوى ويتهيأ لأهوال هذه الدنيا، ويقي نفسه من فنائها، مشيراً الى أن اعادة احياء ذكرى كربلاء ليس من أجل الدمعة بل من أجل القوة والطاقة المعنوية.
[img]pictures/2009/12_09/more1261294286_1.jpg[/img][br]
الشعائر الإلهية
كما أكد الشيخ الفهيد أن الشعائر الالهية تتحقق بالاستغفار وذكر الله تعالى، مشيراً الى أن الاستغفار يمد الانسان بالقوة الروحانية والطاقة الباطنية، وذلك من خلال ذكر مناقب وفضائل آل بيت رسول الله (ص)، فلولاهم لما تمكن الفرد من معرفة طرق الاستغفار الصحيحة، مؤكداً دور أهل البيت (ع) في تعليم المسلمين طرق الدعاء والتقرب الى الله تعالى بشكل سليم.
وزدا: «أن تجديد ذكرى واقعة كربلاء هو احياء لشعائر الله، مبيناً أن النفس البشرية تصاب بالصدأ المعنوي، وتحتاج استجلاءها لذكر الله تعالى وتعظيم شعائره وذكر من اصطفاهم واختارهم من خلقه، وهم أهل البيت عليهم السلام، مؤكداً ان احياء ذكراهم يفرج الهم ويكشف الغم ويصفي النفس.
تجسيدا للرحمة
وتطرق الفهيد الى أن الامام الحسين هو طريق النجاة بشهادة من جده المصطفى (ص)، وأن احياء ذكرى شهادة الامام الحسين هو رحمة من الله تعالى لأن الرسول الأكرم بعث رحمة للعالمين»، مؤكداً أن الحسين قد جسد هذه الرحمة التي أصلها الرسول الأكرم (ص)، كما أشار الى أن ألفاظ أهل البيت (ع) مطابقة تماماً لألفاظ آيات القرآن الكريم.
وختم الفهيد مجلسه بذكر مصيبة الامام أبي عبدالله الحسين (ع) وما جرى عليه وعلى أخته الحوراء زينب (ع) من سبي وظلم بعد أن قضى نحبه، مؤكداً أن السيدة زينب ضربت أروع الأمثلة لنساء الأرض من جانب الستر والعفة والكرامة.
[img]pictures/2009/12_09/more1261294286_2.jpg[/img][br]
الحسينية الجعفرية
وفي الحسينية الجعفرية اكد خطيب المنبر الحسيني السيد محمد ابراهيم القزويني ان شهر محرم فرصة قيمة ليتقرب المسلم الى الله تعالى من خلال احياء عزاء سيد الشهداء والمشاركة في هذه الشعائر الحسينية وينوي القربة الخالصة الى الله تعالى.
واوضح ان الامام الحسين، حينما ولد، نزل الملائكة يهنئون رسول الله (ص) بهذا المولود، وكان من بينهم ملاك يسمى فطرس، وكان مسلوب الجناحين، بسبب ابطائه في امر الله تعالى بدلا من ان يسرع في تنفيذه، وقد جلب جبريل هذا الملك لرسول الله (ص)، وقال رسول الله لفطرس: امسح بجناحك يا فطرس على مهد الحسين (ع)، وفور ذلك عاد جناح الملك فطرس كما كان ببركة الامام الحسين (ع).
واكد القزويني ان للامام الحسين عليه السلام مكانة عظيمة عند الله تعالى، وما جرى له في كربلاء انما هو حكمة الهية عظيمة تعلمنا وتزودنا بدروس اخلاقية عديدة وعبر ومواعظ اجتماعية ونفسية كثيرة، مؤكدا اهمية الاستفادة من هذه الدروس في جميع جوانب حياتنا الدنيوية لنيل الرضوان في الآخرة.
حسينية علي الأكبر
ومن طرفه اكد السيد هادي الكربلائي ان الديانات السماوية جميعها حفظت الحياة البشرية وحرمت قتلها الا بالحق، وكذلك شدد الاسلام على عقوبة القتل ومنع اكراه الناس في الدين لقوله تعالى «لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، موضحا ان سياسة التفجير والترهيب والقتل على الهوية من الامور التي ينفيها ويحرمها الاسلام.
واضاف الكربلائي في محاضرته، التي القاها في حسينية السيد علي الاكبر (ع) في منطقة الصليبخات في اولى ليالي محرم الحرام، ان الامام الحسين ظل مطاردا من ازلام يزيد واعوانه في المدينة عندما طلب يزيد البيعة من اهل المدينة عامة، ومن الحسين خاصة، مردفا بان هذا الامر جعل الامام يغادر مودعا قبر جده رسول الله وامه فاطمة متجها الى مكة ولاقى بها ما لاقى في المدينة نفسها، متمنيا ان يسود الحزن في الليالي الفاطمية من لبس السواد والتغطية الاعلامية والاهتمام بمجالس فاطمة الزهراء التي لا تقل شأنا عن هذه الليالي التي نعزي فيها ابنها الحسين (ع).
دروس من عاشوراء
دعا القزويني الى الاستفادة من دروس عاشوراء التي ضربها الامام الحسين في الحفاظ على غيرة نسائه، حيث امرهن بارتداء المقانع والأزر، وكذلك الحفاظ على اداء الصلاة في وقتها، حيث ادى الامام الحسين (ع) صلاة الظهر جماعة في وسط ساحة المعركة، وكان بعض اصحابه يحامون عنه اثناء تأديته الصلاة، كما ذكر في الزيارة له (ع) «اشهد انك قد اقمت الصلاة». وقد ضرب الامام الحسين (ع) اروع الامثلة في الصبر والرضا بالقضاء والقدر، فلنا في الحسين قدوة حسنة.
رمز الإيمان
بيّن القزويني ان الانسان حينما يقرأ تاريخ الائمة المعصومين يجد انهم كانوا يوجهون الناس نحو الإمام الحسين، لان الايمان رمز الانسان، ورمز الايمان هو الامام الحسين، عليه السلام، ابتداء من الرسول الاكرم، صلى الله عليه وسلم.
توفير الأمن
اثنى الكربلائي باسمه وباسم جميع خطباء المنابر الحسينية على جهود الحكومة الكويتية في توفير الامن لمجالس الحسين، عليه السلام، في ليالي محرم الحرام، مضيفا ان الرفعة والعلو هما لمن يخدم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
امتثالاً لأمره
قال الفهيد «ان واقعة كربلاء حصلت قبل 1370 سنة تقريبا، وبإحيائنا لهذه الشعائر التي هي من شعائر الله نشعر ان الواقعة حدثت للتو، وتجديد هذه الذكرى هو امتثال لامر الله تعالى وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، لا سيما احياء هذه الذكرى في بيوت اذن الله تعالى ان ترفع ويذكر فيها اسمه».
إلى أربعينية الحسين
تواتر المعزون على المجالس الحسينية مساء امس الاول، كما جرت العادة سنويا في ذكرى استشهاد سبط الرسول الاكرم، صلى الله عليه وسلم، الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واهل بيت واصحابه الكرام، وتستمر المجالس الى اربعينية الامام الحسين عليه السلام، التي توافق يوم 20 من شهر صفر، وذلك تخليدا لذكرى الذين ضحوا بارواحهم فداء لجعل كلمة الله هي العليا.
القبس
أقرأ ايضاً
- بالصور: مع زخات المطر... شوارع مدينة الكاظمية المقدسة تغص بمواكب العزاء
- وزارة الكهرباء: إنجاز 75% من مراحل مشروع الربط الخليجي لتزويد العراق بالطاقة
- دخول 653 شاحنة مساعدات إلى غزة خلال يوم واحد