رأت صحيفة سعودية صدرت اليوم الأحد، أن العراق لم يعد موضوعا مهيمنا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، مؤكدة أن إدارة الرئيس بوش كانت تسعى لما وصفته “تحقيق الاستقرار” في العراق من خلال زيادة عديد الجيش الأمريكي وتجنيد الصحوات إلى جانبهم ودعم عقد المؤتمرات الدورية مع دول جوار العراق.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط السعودية (يومية سياسية دولية) في مقال لها كتبه جابر حبيب جابر وحمل عنوان (أمريكا وملف جوار العراق) إن “العراق لم يعد موضوعا مهيمنا على جدول أعمال إدارة الرئيس الأمريكي أوباما، كما كان في عهد الرئيس بوش، فإصلاح الوضع الداخلي وتجاوز آثار الأزمة الاقتصادية وتحسين صورة الولايات المتحدة في الخارج أصبح هو الموضوع الأساسي لسياسة إدارة أوباما”.
وأضاف الكاتب قائلا “في السابق كانت إدارة الرئيس بوش تسعى جاهدة لتحقيق الاستقرار فيه من خلال زيادة عديد الجيش الأمريكي وتجنيد الصحوات إلى جانبهم ودعم عقد المؤتمرات الدورية مع دول جوار العراق من أجل إرساء الأمن في العراق”، مضيفا “أما اليوم وفي عهد الرئيس أوباما فقد اختلف الأمر إذ ترك العراق ليستقر من تلقاء نفسه، أي بترك الأمور تسري بالشكل الطبيعي ليتحقق الأمن اعتمادا على ذاته”.
ويرى الكاتب ان من مصلحة الحكومة العراقية الآن “بكل ما تملكه من مقومات وجهد لتحقيق الاستقرار الأمني اعتمادا على ذاتها وليس على القوات الأمريكية، وتكون الأهمية اليوم هي في العمل على دمج كل المكونات العراقية دون تهميش أي منها وإشراكها بفاعلية في إدارة الدولة”.
وكانت القوات الأمريكية قد انسحبت من المدن العراقية في 30 حزيران يوليو 2009، تمهيدا لانسحاب القوات القتالية من البلاد بحلول آب أغسطس 2010، حسب خطة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، بمقتضى الاتفاقية الامنية التي وقعها العراق مع الولايات المتحدة الأمريكية في 13 كانون الأول ديسمبر 2008.
وتابع الكاتب قائلا إن “الصراع الآن في العراق وإن ظهر، بين المكونات والنخب السياسية هو صراع من أجل تقاسم السلطة والثروة وليس من أجل إنهاء الاحتلال والنفوذ الأمريكي أو من أجل المزايدة برفع الشعارات الأكثر وطنية”.
وبشأن ازمة العلاقات بين العراق وسوريا قال الكاتب إن “الأزمة العراقية السورية أظهرت بوضوح التغيير في الإدارة الأمريكية، حيث فضلت إدارة أوباما الحياد في هذه الأزمة واعتبرتها شأنا داخليا بين الدولتين خاذلة بذلك الحليف العراقي في أول مواجهة له مع جواره في مسألة تخص أمنه واستقراره”.
وشهدت العلاقات بين سوريا والعراق أزمة سياسية، على خلفية التفجيرات التي وقعت في بغداد في 19 من شهر آب أغسطس الماضي، إذ اتهمت بغداد قياديين من حزب البعث المنحل يقيمون في سوريا بالوقوف وراء تلك التفجيرات ودعت سوريا لتسليمهم وهو ما رفضته سوريا التي طالبت بغداد بأدلة قبل البت في ذلك، فيما قررت الحكومة العراقية في تطور لاحق اللجوء إلى مجلس الأمن للتحقيق في تلك التفجيرات وإنشاء محكمة دولية، الأمر الذي أثار موجة من التراشق بالتصريحات بين مسؤولي البلدين.
وأضاف الكاتب “ربما عزت الإدارة الأمريكية ذلك لغياب الأدلة المقنعة والكافية وعدم اليقينية بارتباط هذه التفجيرات الأخيرة بسورية وبتفضيل التعويل على الدور السوري في ضبط الحدود مع العراق والتعاون في قضايا الإرهاب وفي الإحجام عن التدخل في شؤونه كما في الملفين اللبناني والفلسطيني”.
واختتم الكاتب مقاله بالقول إن “العراق الذي يبدو مبحرا بعكس ريح قد تغيرت اتجاهاتها، ولكن لتشابك ما هو داخلي فيه مع ما هو خارجي، فإن للتراجع أكلافه، لهذا فهو اختار المضي بالمجابهة والذهاب لمبدأ التدويل وعدم الركون إلى الوساطات الإقليمية”.
أقرأ ايضاً
- بعد أحداث كربلاء والفيحاء ونينوى.. وزير الداخلية يوجه بإلقاء القبض الفوري لمثيري الشغب داخل الملاعب
- تعرف على قرارات مجلس الوزراء المتخذة في جلسة اليوم 21 كانون الثاني 2025
- البرلمان يصوت على قوانين الأحوال الشخصية وإعادة العقارات والعفو العام