تطرق ممثل المرجعية الدينية العليا سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 12 شوال 1430هـ الموافق 2-10-2009م عن الإعلام في هذا العصر إذ أنه يعتبر من الوسائل المهمة لإيصال المعلومة سواء كان إعلام صحافة أم تلفاز أم إذاعة، وأوضح أن له الدور الكبير في تغذية المتلقي بأنواع المعرفة سواء كانت معرفة حقة أو معرفة باطلة أو مطلب حق ( صحيح ) أو مطلب كذب وبالنتيجة الإعلام الآن يخلق أجواء مؤثرة في الوسط الذي يتحرك فيه، وتكلم عن خطورة الإعلام في تأجيج الكثير من المسائل التي قد لا تكون بهذه الضخامة والإعلام وسعها وأربك حالات كثيرة وجعل الاستقرار لا استقرار وجعل الأمان خوفاً وأمثال ذلك.
وتابع سماحته قائلا: الاختلاف طبيعة بشرية والناس تختلف فيما بينهم وليس الاختلاف وليد اليوم وهذا أمر طبيعي، وثقافة الاختلاف مرهونة بثقافة الشعوب عموماً ونحن في العراق بحمد الله تعالى قطعنا شوطاً كبيراً بحيث مارس الشعب مجموعة أمور استطاع أن يقول كلمته بشكل واضح.
وطالب الإخوة الذين يملكون إعلاما حرا نزيها أن يراعوا نفسية الناس عند الاختلاف بحيث لا تصل الحالة إلى فتح جراحات لا تندمل وإنما تبقى المساحات العامة مفتوحة في إطار نوع من الثقافة في الاختلاف، لا يصل إلى حالة النبش عن أمور قد يكون فيها هتك أو تخرج عن الأمور والثقافات العامة فالناس تريد أن تعرف هذا الاختلاف أنه سينتج حالة يفهم فيها المتلقي ويعرف لب الخلاف وهذا نافع بلا شك لكن ينبغي أن لا يتحول الإعلام إلى توسيع جراحات نحن في غنى عنها.
ونبه سماحة السيد الصافي عن الوضع الأمني الذي قد شهد بعض الاختراقات وأدى إلى زعزعة وتشويه صورة يراد لها أن تتزعزع مع قدوم الانتخابات، راجيا من الإخوة في القوات الأمنية ومن يعنيه الشأن الأمني بأن يفوت الفرصة على أعداء البلد وان لا يمكنهم من النفوذ إلى مآربهم وان يكونوا على أهبة الاستعداد واليقظة وإلا يحصل هناك تراخي أو هفوة قد يستغلها الإرهابيون.
وعن بدء العام الدراسي الجديد وجه ممثل المرجعية الدينية العليا حديثه إلى وزارة التربية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي حيث أن الوزارتين ستستقبل أكثر من خمسة ملايين شخص وهم شرائح الطلاب والمدارس سواء كانوا في الابتدائية والمتوسطة والجامعية وكذلك وجه كلامه إلى الأسر الكريمة للطلبة الأعزاء بأنه مثلما يهتمون بالجانب العلمي للطلبة عليهم الاهتمام بالجانب الأخلاقي والقيمي بقوله: أن هناك مشكلة عند بعض الأسر عندما يخرج الطالب بزي لا يليق بطالب عِلم كأن تخرج البنت بزي لا يفرق بين الذهاب إلى مكان التنزه أو إلى مكان الدرس لا شك إن الأسرة تكون مسؤولة مباشرة عن تلك الحالة، مشيرا إلى كثرة المشاكل التي ترد إليه ولابد على الأسرة أن تراقب الولد أو البنت عندما يذهب إلى المدرسة بان لا يذهب إلى مكان آخر وكذلك ملاحظة ارتداءه للزي المناسب للمدرسة أو الجامعة، مؤكدا إن الأسرة إن لم تلعب دورا في ذلك سوف تلوم نفسها بعدئذ عندما يخرج هذا الطالب بسلوك (معوج) خصوصا من الأعمار الصغيرة ارتقاء بالأعمار الكبيرة.
وفي هذا الصدد أبدى سماحة السيد الصافي أسفه عن حالة الميوعة والابتذال التي بدأت تزحف إلى مدارسنا، مخاطبا الجميع بقوله: إذا لم يحفظ المعلم مهابته في نفس الطالب يتجرأ الطالب عليه ولا يمكن أن يأخذ منه علماً والمعلم أو المدرس أو الأستاذ الجامعي لابد أن يحافظ على شخصيته أثناء التدريس ولابد أن يفهم إن هذا المكان مقدس وانه يؤدي وظيفة مقدسة فيجب أن يخلص في المادة العلمية ويجب أن يبتعد عن تسخيف المادة من اجل أن يأتي له الطالب في درس مسائي بأجر لأنه بذلك سينكسر علمياً أمام الطالب.
ودعا أن تكون هناك مساحة محفوظة بين الطالب والمدرس فالطالب طالب والمدرس مدرس فهيبة المدرس يجب أن تحفظ والمدرس هو الذي يساعد على هذه الهيبة، ووجه كلامه إلى وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي متسائلا: لماذا تتأخر الوزارة في توزيع لوازم التحرير لفترة طويلة ما يسبب من إرهاق الطالب بمبالغ كبيرة وكثيرة في شرائه للقرطاسية، علما أن هذه الحالة تكلف الطلاب وهم من عوائل متفاوتة من شراء اللوازم من نوعيات جيدة حيث أن الوزارة لم تتوفق في إعطاء الطلبة بعض اللوازم بمستوى جيد. فالمطروح في السوق أغلى بكثير وأجود من الدفاتر والقرطاسية التي توزع إلى الطالب والتي توزع في فترة متأخرة ...
وفي ختام خطبته الثانية نوه سماحته بالازدحام الحاصل في بعض المدارس قائلا: نحن عندما نقول إن الأسرة يجب أن تهتم والمعلم يجب أن يهتم نقول أيضا الدولة يجب أن تهتم فالكل عبارة عن وحدة واحدة، هناك زخم من الطلبة في صفوف متراصة وهناك مدارس ثلاثية الدوام وهناك زحمة وهناك ترميمات لا تكون في أوقات العطلة الصيفية وإنما في أوقات الدوام، هذه مشاكل خطيرة على مستوى الطلبة وأيضا هناك مشاكل لطلابنا في المعاهد والكليات والحالات الاجتماعية والنفسية بحاجة إلى معالجة ولا يمكن ذلك إلا بتظافر جميع الجهود.
موقع نون خاص
أقرأ ايضاً
- بالفيديو:علاوي يكشف عن الجهات التي تمتلك الدينار العراقي ومستعدة لشراء الدولار باي طريقة
- الامم المتحدة :المرجع الديني السيد علي السيستاني مرجعية عالمية
- رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل رئيس إقليم كردستان العراق